رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تريزيا الصغيرة تبوح بالسرّ الذي حوّل حياتها في ليلة الميلاد
ماذا تعلّمنا تريزيا الطفل يسوع في ليلة العيد؟ تريزيا الطفل يسوع… هي القديسة التي امتلكت مفاتيح الطفولة الروحيّة ووجدت دعوتها في قلب الكنيسة، فكتبت: “في قلب الكنيسة أمّي سأكون الحبّ… حبّك أزليّ يا إلهي لا يوفى الا بالحبّ”، وقالت: “كيف لي أن أخاف إلهاً أصبح طفلاً صغيراً لأجلنا”، واختبرت فرح الربّ: ” فرحي يا يسوع أن أحبّك لأن فرحي حبّك”! وفي مسيرتها التي فاحت بورود الفضائل والنعم، ما هي النعمة التي منحها الله للقديسة تريزيا الطفل يسوع في الميلاد المجيد والتي بدّلت حياتها؟ الأب ميشال عبّود الكرملي أكّد لأليتيا أن نعمة الميلاد التي وُهبت للقديسة تريزيا في العام 1886 شكّلت تحوّلاً كبيراً في حياتها اذ سمّتها “الارتداد التام”، فقد شفيت بالكامل من حساسيّتها الطفوليّة الزائدة، وبدأت سباق الجبابرة، فهي تقول: “في هذا الليل المنوّر، ليل الميلاد الذي يسلّط الأضواء على مباهج الثالوث الأقدس، بدّل يسوع الطفل الصغير الوديع ليل نفسي إلى شلالات من النور وله من العمر بعد ساعة، ومع هذا الليل الذي جعل ذاته فيه ضعيفاً متألماً حبّاً بي، صيّرني قويّة شجاعة”… حيث يبوح الطفل يسوع بأسراره وأوضح الأب عبّود أن تريزيا أحبّت سرّ المذود بنوع خاص، فهناك يبوح لها الطفل يسوع بكلّ أسراره حول البساطة والاستسلام، لافتاً الى أنها كانت تكتب في منتهى الغبطة على صور ميلاديّة رسمتها هذه الكلمات من أقوال القديس برناردوس: يا يسوع، من جعلك صغيراً بهذا القدر؟ وفي إحدى القصائد تعبّر تريزيا قائلة: عندما أرى السرمديّ ملفوفاً بأقمطة، أقلع عن حسد الملائكة! أماه الحبيبة… قربك مريم أحبّ أن أبقى صغيرة! وأشار إلى أن تريزيا التي تأثرت كثيراً بموت والدتها وهي ما زالت طفلة، نراها عاشت مرهفة الإحساس، وكانت تبكي كثيراً عند تعرّضها لأيّ أمر يعارض رغبتها، وقد أخذت على عاتقها ألا تبكي، وفي أحد الأيام، بكت، ولم ترد ذلك، فبكت مجدّداً بسبب بكائها. ورأى الأب عبّود وجوب فهم روحانيّة القدّيسة تريزيا الطفل يسوع لنفهم نعمة الميلاد، موضحاً أن تريزيا لم تتوقف أبداً عن مساعدة النفوس البسيطة والصغيرة والفقيرة والمتألمة التي تتضرّع إليها، وقد سمّاها البابا يوحنا بولس الثاني “معلّمة الكنيسة” واصفاً إياها بـ”الخبيرة في علم الحبّ”، هذا العلم الذي يرى في المحبّة إشعاع حقيقة الايمان، عبّرت عنه تريزيا الطفل يسوع في سيرة حياتها بعد سنة من موتها تحت عنوان “قصة نفس”. ماذا تعلّمنا تريزيا الطفل يسوع في ليلة العيد؟ وقال الأب عبّود: مع القديسة تريزيا الطفل يسوع نتعلم أنّ هذا الطفل الفاتح يديه يدعونا قائلاً: تعالوا إليّ! ضعوا ذهبكم كما وضعه المجوس وخذوا ما يدهش العالم! خذوا البساطة ونعمة الايمان والسلام الداخلي… الطفل فاتح يديه ليرسلنا كي نخبر مثل الرعاة ونبشّر بحضوره… كيف نعيش التحوّل في حياتنا على مثال تريزيا؟ وتابع الأب عبّود: يتوجّب علينا أن نكون في نموّ روحي مستمرّ، وهذا الأمر لا يكون بقدرتنا الشخصيّة لأن الربّ واضح عندما يقول “بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئاً”(يو 5:15)، وهذا ما اختبرته تريزيا الطفل يسوع أي ان الله هو الذي عمل فيها، وأن روحه حوّلها، فعلينا أن نجلس مع ذواتنا، وأن نتفحّص حياتنا، ونجد فيها نقاط القوّة، فنطلب من الله أن يثبّتنا فيها ونشكره على نعمه، ونقاط الضعف، فنتأملها ونسعى إلى تقويتها، وهذا ما نقدّمه للربّ لأنه يعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا. وأكد أن علينا أن ندع يد الله تلمسنا، فلمسته لمسة طبيب، من الممكن أن يؤلمنا في البداية لكنّه يشفينا في النهاية. |
|