الأمومة عند السلاحف البحرية
السلاحف البشرية تضرب أعظم مثال للأمومة، حيث أنها بعد أن تضع صغارها تذهب إلى اليابسة وتدفن بيضها في الرمل، وتقوم بعمل عدة حفر وهمية حتى لا تتعرف الحيوانات الأخرى أو الإنسان على موقع بيضها بالضبط، وبذلك تستخدم الخداع حتى تحمي صغارها، والله سبحانه وتعالى هو من ألهمها بذلك من غريزة الأمومة التي فطرها الله عليها، فهي تتصرف كالإنسان تمامًا لحماية صغارها ورعايتهم.
والتماسيح بعد التزاوج تقوم بدفن صغارها تحت الرمل، فتنبش الأرض لتخرجها من الحفر وتنزلها إلى الماء، وتكون صلة الأمومة واضحة لديها عند سماع صوت صغارها، وتُعد تلك روابط غريزية فطرها الله عليها.
وأسماك البلطي هي مثال آخر على الأمومة عند الحيوان، حيث تبيض الأنثى حوالي 300 بيضة، وبعد أن يفقس البيض وتخرج اليرقات، تتجمع كلها حول الأم وتنتقل بها في المراعي البحرية من أجل البحث عن الأكل، وفي حالة وجود عدو كأسماك البيرونا المفترسة التي تهاجم الأسماك الصغيرة، تفتح الأم فمها فتدخل جميع اليرقات فيه، وتقفل فهما دون أن تأكلها، وبعد أن تتأكد من زوال الخطر تفتح فمها وتعيد اليرقات إلى الماء.