تفاصيل لاحتفال أقباط المهجر بعيد الميلاد وفقًا للكنائس الغربية
أثار بيان مطران لوس أنجلوس بشأن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، في 25 ديسمبر، و7 يناير حالة من الجدل في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، جمعت بين الرفض والقبول، مما دفع البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، للرد وتوضيح ما جاء في بيان مطران لوس أنجلوس، مؤكدًا أنه لا يخالف قرار المجمع المقدس في دورته يونيو 2019.
مطران لوس أنجلوس: تلقينا العديد من الطلبات بشأن عيد الميلاد
وأكد الأنبا سيرابيون، مطران الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بلوس أنجلوس، في بيانه الذي أصدر بشأن احتفالات أعياد الميلاد المجيد، أنه تلقى العديد من الطلبات، من العائلات التي لا تقدر لأسباب رعوية مختلفة من المشاركة الكاملة في أفراح احتفال الكنيسة بعيد الميلاد، ويشعرون بقلق عميق من أن أطفالهم وشبابهم يكبرون في مناخ مشاركين فيه باحتفالات الكريسماس 25 ديسمبر، لذلك استجابة للاحتياجات والاهتمامات الرعوية لهؤلاء الأعضاء المخلصين للكنيسة فإنه يجوز لكنائس الإيبارشية - في حالة وجود أسباب رعوية - عمل احتفال إضافي يبدأ من عشية ونصف الليل 24 ديسمبر وباكر وقداس على طقس عيد الميلاد الفرايحي في صباح 25 ديسمبر. بدون كسر صوم الميلاد حتى يوم 6 يناير.
وأكد الأنبا سيرابيون أن قداس عيد الميلاد يجب أن ينتهي بعد منتصف الليل والتناول يبدأ بعد منتصف ليل يوم العيد.
البابا تواضروس: الأساقفة هم حراس العقيدة
كشف قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حقيقة الرسالة التي وجهها الأنبا سيرابيون مطران لوس أنجلوس لكهنة إيبارشيته، والخاصة بإقامة قداس عيد الميلاد يوم 25 ديسمبر، بالتزامن مع أعياد الكريسماس في الكنيسة الكاثوليكية.
وقال البابا: إجابة سؤال بخصوص الرسالة التي وجهها نيافة أنبا سيرابيون والخاصة بالاحتفال بعيد الميلاد يومي 25 ديسمبر و7 يناير، وقرأتم كثيرًا على الإعلام ونسمع ناس رقباء على الكنيسة والمجمع وكل شخص يكتب كلام وأوجد كتابات تعدت حدود الأدب.
وأضاف البابا، أن الرسالة هي أن احتفالنا كالمعتاد يوم 29 كيهك الموافق 7 يناير، ولكن لأن وردت شكاوى من بعض الأسر في أمريكا، فقال نيافة أنبا سيرابيون إن يقام قداس احتفال بالعيد يوم 25 ديسمبر وسط الصوم ويوم 7 يناير، على أن نصلي القداس دون كسر الصوم.
وتابع: اعلموا أن الكنيسة عبر العصور تسدد احتياج، فكان قديمًا القداس يصلى يوم الأحد؛ لأن الناس كانت إجازاتهم يوم الأحد وعندما أصبحت الإجازات متنوعة أصبحت القداسات في كل وقت فهذا احتياج رعوي.
وأكد البابا تواضروس الثاني، أن الأحبار الأساقفة هم حراس العقيدة والتقليد والطقس وهم منوط بهم إحداث أي تغيير وعدد الآباء في المجمع الكبير وتوجد آراء نتناقش فيها؛ لهذا أعرف أن السبت من أجل الإنسان وليس الإنسان من أجل السبت.
وقال: أعرف أن مطران لوس أنجلوس أصدر رسالة وليس بيان وهذه الرسالة بناء على تساؤلات قدمت من شعب إيبارشيته وهو التزم بتوصية المجمع أن المهجر عندما يواجه احتياج رعوي يتناقش فيه ويرى كيف ينفذه، فالبعض ظن أن العيد أصبح يوم ٢٥ ديسمبر وهذا جهل بالرسالة، فالرسالة جاءت بناءً على ظروف لديهم؛ فهي توجيه اختياري فقط هذا الاستثناء ليس بديل عن ٢٩ كيهك الموافق 7 يناير، وهذا ليس عام في كل الكنائس ولكن في الكنائس التي تحتاج وهي ليست إجبارية وليست بها فكر دائم.
وتابع، أن الأقباط المهاجرون عاشوا بفكر الكنيسة ولكن الجيلان الثاني والثالث تزوجوا جنسيات مختلفة وإذا وجدت هذه الظروف توجد هذه الاستثناءات، مشيرًا إلى أن الرسالة عندما كتبها نيافته لم يكن فيها أي تعديل في أي عيد في الغرب ففي شهري ديسمبر ويناير الظروف الجوية تكون غير مواتية وتوجد ظروف لا نشعر بها.
أسباب اختلاف موعد عيد الميلاد المجيد
وفي تصريحاتًا سابقة لـ«الدستور»، أكد الأنبا كيرلس وليم مطران الكنيسة الكاثوليكية بأسيوط، إن مسألة توحيد الأعياد بين الكنيستين ترجع للاختلاف في التقويم بين الكنيستين وليس الاختلاف في العقيدة أو اللاهوت.
متابعًا: أنه حتى عام 1582 كانت الكنائس جميعها تحتفل بعيد الميلاد والقيامة في نفس التوقيت، وإنه عيد الميلاد كان يحتفل به يوم 29 كيهك الذي يوافق 25 ديسمبر، ولكنه تغير بسبب الحسابات الفلكية، بسبب احتساب عشرة أيام كاملة على التقويم الميلادي، ومنذ ذلك التوقيت حدث الخلاف، وكان يزيد يومًا كل 129 عاما، حتى أصبح 7 يناير العيد الحالى.
وتابع: أنه في ستينيات القرن الماضي وبالأخص في عام 1965، في عهد البابا كيرلس السادس، اتفقت الكنيسة الكاثوليكية مع البابا كيرلس السادس على توحيد الأعياد على لكنها واجهت اعتراضات شديدة.
وسبق وأن تقدم القمص يوحنا نصيف كاهن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بشيكاغو، ببحثه للمجمع المقدس في دورته في يونيو الماضي، حول بحثا عن أسباب وإمكانية توحيد موعِد الاحتفال بعيد الميلاد، وضبط التقويم القبطي، مؤكدا إن إمكانية توحيد الأعياد تتجلى من خلال ضبط التقويم القبطي، فعندما نقوم بضبطه سيتوحد بشكل تلقائي موعد عيد الميلاد ويعود 29 كيهك ليوافق 25 ديسمبر كما كان في عام 1582.
كريم كمال: قرار الأنبا سيرابيون غير صائب ويقسم الكنيسة
ومن جهته قال الكاتب والباحث كريم كمال، تعليقا على قرار مطرانية لوس انجلوس برئاسة نيافة الأنبا سرابيون مطران لوس انجلوس وتوابعها بشأن السماح لبعض الكنائس التابعة المطرانية بالاحتفال بعيد الميلاد المجيد يوم ٢٥ ديسمبر حسب التقويم الغربي بدون كسر الصيام، أنه قرار غير صائب لأنه يقسم الكنيسة وأبنائها مع الوقت وإشارة خطيرة جدا أن تأخذ كل مطرانية قرارات مصيرية بدون المجمع المقدس.
وأضاف كمال في تصريحاتًا خاصة لـ«الدستور»، موضوع تغير موعد الاحتفال بعيد الميلاد قرار مصيري وسبق أن رفضه الراحل قداسة البابا كيرلس السادس وأيضا قداسه البابا شنوده الثالث بجانب أنه ليس هناك اتفاق عليه في عائله الروم الأرثوذكس ففي الوقت الذي يحتفل فيه الروم الأرثوذكس في مصر واليونان وقبرص بعيد الميلاد المجيد يوم ٢٥ ديسمبر يحتفل الروم الاثوذكس في دير سانت كاترين وسيناء وفي روسيا والأردن وفلسطين يوم ٧ يناير وأضاف كمال تغير موعد الاحتفال بعيد الميلاد المجيد يجب دراسته جيدا داخل المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ودراسة الآراء السابقة للآباء البطاركة السابقين بجانب موقف كل الكنائس الاثوذكسيه من العائلة الشرقيه وعائله الروم الاثوذكس وايضا دراسه تعديل التقويم القبطي في حاله الموافقة على تغير موعد العيد.
وحذر كمال من السماح لبعض المطرانيات والكنائس داخل مصر او في بلاد المهجر بتغير موعد العيد دون ان يتم تغير الموعد في الكنيسة القبطية في كل كنائس الداخل والخارج لأنه من شأنه ان يؤدي الى انقسام في الكنيسة وأبنائها على المدى البعيد
ومن جانبه أشادت مريم محروس، احد اقباط ولاية لوس أنجلوس، بالولايات المتحدة الأمريكية في تصريحاتًا خاصة لـ«الدستور»، بقرار الأنبا سيرابيون مطران لوس أنجلوس بالاحتفال يومي 25 ديسمبر و7 يناير بعيد الميلاد المجيد.
وأكدت "محروس" في تصريحاتها، أن هذا القرارًا هو احتياجًا رعويًا لأقباط المهجر تزامنًا مع احتفالات الكريسماس في البلاد الغربية، مضيفًا إن قرار الأنبا سيرابيون لا يتعارض مع احتفالات الكنيسة الأرثوذكسية بعيد الميلاد 7 يناير بل هو قداس إضافي ولاكسر للصوم.
هذا الخبر منقول من : الدستور