رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَم، وأَتَحَنَّنُ عَلى مَنْ أَتَحَنَّن”ّ!
إِذًا فَمَاذَا نَقُول؟ أَيَكُونُ عِنْدَ اللهِ ظُلْمٌ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسى: “أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَم، وأَتَحَنَّنُ عَلى مَنْ أَتَحَنَّن!”. إِذًا فَالأَمْرُ لا يَتَعَلَّقُ بِالإِنسَانِ الَّذي يُرِيد، ولا بِالإِنسَانِ الَّذي يَسْعَى، بَلِ بِاللهِ الَّذي يَرْحَم؛ لأَنَّ اللهَ يَقُولُ في الكِتَابِ لِفِرْعَون: “إِنِّي لِهـذَا أَقَمْتُكَ، لِكَي أُظْهِرَ فِيكَ قُوَّتي، وَلِكَي يُنَادَى بِاسْمي في الأَرْضِ كُلِّهَا”. إِذًا فَهوَ يَرْحَمُ مَنْ يَشَاء، ويُقَسِّي قَلبَ مَنْ يَشَاء. قراءات النّهار: روما 9: 14-18 / متى 17: 9-13 التأمّل: إن من يقرأ هذا النصّ بتسرّع يستنتج بسرعةٍ أن رحمة الله إستنسابيّة أو إعتباطيّة! ولكن، من يتمعّن فيه، يجد بأنّ مار بولس ينفي عن الله صفة الظلم ليشدّد على رحمته والهدف أن نعي أن رحمة الله لا محدودة ولا مشروطة ممّا يعني أن الله يرحم الجميع إلّا من يرفض رحمته أو يتكبّر عليها! الأهمّ أن نعي أنّ رحمة الله لا تستند إلى أعمالنا بل تنبع من مجانيّة محبّته للإنسان ومن نبع حنانه اللامتناهي واللامحدود لأنّه يتخطّى تصوراتنا عنه! في زمن الميلاد، نتعمّق في فهم حنان الله وتواضعه وامّحائه من أجلنا ومن أجل خلاصنا لندخل إلى عمق ذواتنا فننزع عنها كلّ ما يبعدها عن الله وعن تقبّل فدائه وعن التجاوب مع كل ما يوحيه إلينا في الكتاب المقدّس وفي تعاليم الكنيسة! |
|