رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإيمان ليس نظرية ولا فكرة تقال بمنطوق الكلام إنما إرادة حرة يقدم بها الإنسان أعز ما لديه وأفضله لله الحي الذي يحبه. فلنمتحن أنفسنا ونعرف، هل نحن في الإيمان أم إيماننا أقل من أن يكون مثل حبة خردل.. "وامرأة بنزف دم منذ اثنتي عشرة سنة وقد أنفقت كل معيشتها للأطباء ولم تقدر أن تشفى من أحد. جاءت من ورائه و لمست هدب ثوبه ففي الحال وقف نزف دمها. فقال يسوع من الذي لمسني (ولننتبه لهذه الكلمة) وإذ كان الجميع ينكرون قال بطرس والذين معه يا معلم الجموع يضيقون عليك و يزحمونك و تقول من الذي لمسني. فقال يسوع قد لمسني واحد لأني علمت أن قوة قد خرجت مني فلما رأت المرأة أنها لم تختف جاءت مرتعدة وخرت له وأخبرته قدام جميع الشعب لأي سبب لمسته وكيف برئت في الحال . فقال لها ثقي يا ابنة إيمانك قد شفاك اذهبي بسلام."(لوقا 8: 43 – 48) أرأيتم كيف يكون الإيمان، أرأيتم أن الزحام في الكنائس وكثرة الخدمات والكلام عن الله لا يُجدي نفعاً إن لم يكن هناك إيمان حي يجعلنا نتلامس مع الله فنُشفى ، هوذا جمعٌ شديد الزحام حول الرب.. ولكنه يقول من لمسني!!، عجيب هو الرب الذي يظهر التعليم وأنه لا يسر بالزحام وكثرة الناس لأنه لا يهمه من يلتف حوله ويتبعه بدون أن يكون له إيمان وثقة حقيقية في شخصه لتخرج منه القوة إليه.. فلنتعلم يا إخوة أنه ليست بكثرة معارفنا نتأصل في الحياة مع الله، بل بإيماننا الحي البسيط العامل بالمحبة نستطيع أن ننال مراحم الله بقوة، لأن النعمة تنسكب على من يؤمن، وفرح الله بالتائب الذي يريد الشركة معه بالمحبة أكثر من المتعلم والباحث الذي ليست فيه حياة الله تسري… ليكن لك خبرة إيمان حي مع الله في شركة واضحة معه تجعله يستجيب لك ويسكب من غنى نعمته في قلبك، تتلامس معه كل يوم في مخدعك وتنال قوة تطهير من كلمته التي تنقي نفسك وتهذبها وتشذبها مثل الفلاح الذي يهتم بحقله ويشذب أشجاره لتصبح صحيحة معافاة تأتي بالثمر الكثير وتصير مفرحة له ولكل من يأخذ من ثمرها ويجلس تحت ظلها..!! |
|