ان الإكليل رمز الانتصار والفوز : والكلمة اليونانية التي تترجم إلى " إكليل " في العهد الجديد هي " استفانوس " (Stephanos). وليس بالصدفه اول شهيد في المسيحية اسمه "استفانوس" . واكثر ما كانت تستخدم الكلمة أصلا للدلالة على أكاليل الغار التي كان يتوج بها الفائزون في الألعاب الرياضية أو المنتصرون فبالإضافة الحروب. ولم تكن لها قيمة ثمينة في ذاتها بل فيما تضيفه من شرف وكرامة وامتياز على من يتوج بها ( 1 كو 9 : 24 و 25، أمثال 12 : 4 ).
وهذه أسماء الأكاليل السبعة ولمن تعطى:
1-الإكليل العام:
لكل مؤمن باعتباره ملك "ورأيت علي العروش أربعة وعشرين شيخاً جالسين متسربلين بثياب بيض وعلي رؤوسهم أكاليل من ذهب .. يخر الأربعة والعشرون شيخاً قدام الجالس علي العرش ويسجدون للحي إلي أبد الآبدين ويطرحون أكاليلهم أمام العرش" (رؤيا 4:4-10) .
2-إكليل البر:
إكليل البر مكافأة لمن جاهد الجهاد الحسن وينتظر بشوق ظهور الرب، كما يقول الرسول بولس : " قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان، وأخيراً قد وضع لي إكليل البر التي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل، وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً " ( 2 تي 4 : 7 و 8 ).
3-إكليل الحياة:
لمن يحتمل التجارب ويستشهد لأجل الرب إكليل الحياة : مكافأة للأمانة للرب في الحياة حتى الموت " طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه " ( يع 1 : 12 )، " وكن أمينا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة " ( رؤ 2 : 10، وانظر أيضاً 3 : 11 ).
4 -إكليل المجد:
للرعاة إكليل المجد : مكافأة للأمانة في رعاية قطيع الرب، فيقول الرسول بطرس للشيوخ رفقائه : " ارعوا رعية الله التي بينكم نظارا لاعن اضطرار بل بالاختيار، ولا لريح قبيح بل بنشاط، ولاكمن يسود على الأنصبة بل صائرين أمثلة للرعية، ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى " ( ا بط 5 : 2 ــ 4 ).
5-إكليل حفظ الكلمة:
لحافظي الكلمة منتظري مجيء الرب "لأنك حفظت كلمة صبري أنا أيضاً سأحفظك من ساعة التجربة العتيدة أن تأتي علي العالم كله لتجرب الساكنين علي الأرض. ها أنا أتي سريعا تمسك بما عنك لئلا يأخذ أحد إكليلك" (رؤيا3: 10،11).
6-الإكليل الذي لا يفنى:
لمن يركض ويثابر دون تردد "اركضوا لكي تنالوا وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلاً يفني وأما نحن فإكليلاً لا يفني" (1 كورنثوس 25:9) .
7-إكليل السرور والافتخار:
للمبشرين ورابحي النفوس "لأن من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا أم لستم أنتم أيضاً أمام ربنا يسوع المسيح في مجيئه لأنكم أنتم مجدنا وفرحنا" (1تسلونيكي2: 19) "إذاً يا أخوتي الأحباء والمشتاق إليهم يا سروري وإكليلي أثبتوا هكذا في الرب أيها الأحباء" (فيلبي1:4) لهذا يقول الرسول يوحنا لمن ربحهم للرب: "والآن أيها الأخوة اثبتوا فيه حتى إذا أظهر يكون لنا ثقة ولا نخجل منه في مجيئه" (1يوحنا 28:2) .
يوجد اكليل من نوع اخر جدا وهذا ليس للمكافأة بل اكليل التحمل كما قال الرب يسوع له المجد: ودعا الجمع من تلاميذه وقال لهم من اراد ان يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. مرقس 8: 34
إكليل الشوك : الذي ضفره العسكر ووضعوه على راس الرب يسوع المسيح ( مت 27 : 29، مرقس 15 : 17، يو 19 : 2 ). ولا نعلم على وجه اليقين نوع الشوك الذي ضفروا منه هذا الإكليل. ولكن لابد أمكن هؤلاء الجنود القساة الغلاظ القلوب قد اختاروا اكثر الأشواك المتاحة لهم إيلاما، وكانوا يقصدون من وضع هذا التاج على رأسه تحقيره والاستهزاء به والسخرية منه، علاوة على تعذيبه، ولذلك لاشك في انهم لم يضعوه بهدوء ورقة، بل بعنف وقسوة فانغرزت الأشواك في جبينه الطاهر، وزادوا من قسوتهم بان ضربوه بالقصبة على رأسه ( مت 27 : 30 ).
كان موضوع مدرسة الأحد عن الأكاليل وبالاخص عن إكليل رابح النفوس وتقول القصة الواقعية الطريفة أنه بينما وقفت الشابة أمام المرآة وعلي رأسها إكليل خفيف مزين بنجوم فضية وهي تزين نفسها استعداداً لحضور حفلة رقص وقفت أختها الصغيرة نيللي البالغة من العمر خمس سنوات بجوارها تتحسس الإكليل والنجوم الفضية وقالت لأختها الكبرى أتمني أن أربح نفس للمسيح فاليوم عرفت في مدارس الأحد أن من يربح نفس للمسيح سيحصل علي إكليل مثل إكليلك وبه نجوم كالنجوم الفضية التي تزين إكليلك، ذهبت الأخت للحفلة ورغم الرقص والغناء لم تفارقها كلمات أختها نيللي أبداً ولما عادت إلي البيت كانت أختها الطفلة مستغرقة في نوم عميق أما هي فكان ضميرها قد أستيقظ فركعت وسلمت حياتها للمسيح بدموع غزيرة وبعدما شعرت بالسلام والغفران ذهبت إلي سرير نيللي وقبلتها وربتت علي شعرها وهي تقول لنيللي هنيئاً لك أيها الطفلة فلقد ربحتيني للمسيح وصار لك من الآن إكليل أعظم بما لا يقاس من إكليلي الفاني الذي كنت أظن أنني أزين به نفسي وأنا في خطاياي