حوار / الخبير الاستراتيجي أكد أن «المصريين سيقولون ولا يوم من أيام المجلس العسكري»
اللواء سويلم لـ «الراي»: «الإخوان» بدأوا «رحلة الصعود إلى الهاوية» ... وأحذّرهم من «أخونة» مصر
اللواء حسام سويلم
| القاهرة من أغاريد مصطفى |
انتقد الخبير الاستراتيجي رئيس «مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية» في القوات المسلحة السابق اللواء حسام سويلم «حركة 6 أبريل» والقوى السياسية الداعية للتظاهرات المليونية والناشطة على الساحة المصرية.
وأكد سويلم، في حوار مع «الراي»، أن رئيس الجمهورية الجديد «لا يستطيع التدخل في عمل الأجهزة الأمنية للبلاد، وأن الناس ستصرخ قريبا قائلة: ولا يوم من أيام المجلس العسكري».
وشدد على أن «المجلس العسكري حمى مصر والشعب من بحور دم، كانت ستفيض في حال إعلان فوز الفريق أحمد شفيق في جولة الإعادة الرئاسية».
وفي ما يلي نص الحوار:
• هل تعتقد أن الوضع الآن في مصر أفضل بعد انتخاب الرئيس؟
- لا أعلم، لكن أؤكد أن المصريين هيقولوا ولا يوم من أيام المجلس العسكري وحكمه، لأن الإسلاميين لن يسمحوا بتكرار ما يحدث الآن من تظاهرات واحتجاجات.
• كيف ترى العلاقة الآن بين المجلس العسكري ومؤسسة الرئاسة؟
- رئيس الجمهورية يسعى إلى «تمشية الأمور » مع المجلس العسكري، وأنا أطالب جماعة «الإخوان» بالبعد عن الرئيس مرسي لأنهم يؤثرون على قراره ويرسمون له السياسات ويسعون إلى «أخونة الدولة».
• وما أهم مطالبك كخبير عسكري من الرئيس مرسي؟
- أطالبه بإصدار قرار يحدد الصلاحيات الأمنية للقوات المسلحة ليتمكنوا من أداء دورهم، حتى لا يتهم أي شخص «هايف» الجيش بالتعدي على الحريات وكذلك عودة الضبطية القضائية لأفراد الشرطة العسكرية مجددا حتى يتمكن الجيش من ممارسة مهامه في الشارع.
- ما تعليقك على ما تردّد عن عقد صفقة بين المجلس العسكري و«الإخوان» مقتضاها النجاح في انتخابات الرئاسة مقابل الموافقة على الإعلان الدستوري المكمّل؟
- يكفي الجيش والمجلس العسكري ما احتمله طوال الفترة الماضية من اشاعات وكلام ليس له أي أساس من الصحة وما صبر عليه المجلس يفوق طاقة البشر، فما فعله المجلس أنه اشترى وحمى مصر وحمى الشعب من بحور الدم التي كان يمكن أن تراق في ظل فوز الفريق أحمد شفيق.
كما أن فوز مرسي أكبر دليل على نزاهة القضاء والانتخابات، حيث إنه لم تعد هناك فرصة لأي شخص أن يدّعي أن الانتخابات كان فيها شبهة تزوير، ويكفي ما فعله الفريق شفيق من موقف عظيم ومشرف عندما أرسل برقية تهنئة لمرسي عقب فوزه، فهذه هي أخلاق القائد الحقيقي.
وفي النهاية، أصبح الرئيس المنتخب القائد الأعلى للقوات المسلحة بعد حلف اليمين ويرأس مجلس الأمن الوطني، لكن هناك فرقا بين القائد الأعلى للقوات المسلحة والقائد العام لها، الذي يشغله وزير الدفاع.
الأول له الدور السياسي، أما الثاني فيتولى المهام العسكرية، وفي حال إعلان الحرب، فالرئيس هو الذي يتخذ القرار سياسياً ويحدد الأهداف، ثم يعلم بها القائد العام للقوات المسلحة ويكلفه تولي الأمر.
• بماذا تفسّر قلق الناس من «الإخوان»؟
- أنا أرى أن «الإخوان» بدأوا رحلة الصعود إلى الهاوية وكتابة نهايتهم وتاريخهم. فلو تذكرنا ما حدث في الثمانينات عندما صعدت شركات توظيف الأموال في شكل مرعب وأصبح اقتصاد البلد كله في يد أحمد الريان وأشرف السعد و«الشريف» لدرجة أن الحكومة وقتها بدأت تستلف منهم حتى تستورد لنا الفول المدمس، شعروا بأنهم أصبحوا يملكون البلد وما فيها، حتى إن الريان كان يقول إن مصائر أكثر من 800 ألف أسرة مصرية بيده وبدأ عهد أكبر فساد اقتصادي من الرشاوى المقنعة التي كانوا يعطونها الى المسؤولين وقتها تحت مسمى «كشوف البركة» لتسهيل أعمالهم المشبوهة، وكان الأزهر يدور في فلكهم لدرجة أن بعض المشايخ وقتها كانوا يحللون القروض والفوائد التي يعطونها للناس، لكن من يتصور أنه وصل إلى القمة وحصل على كل شيء سرعان ما يخسر كل شيء أيضا، وهذا ما سيحدث بالضبط بدليل ما حدث في مجلس الشعب عندما سيطروا عليه وحصلوا على الغالبية فيه، ثم صوّرت لهم غطرستهم أنهم يستطيعون أن يكونوا اللجنة التأسيسية بغالبية «إخوانية» ويضعون الدستور، وطالبوا بعودة شركات توظيف الأموال، وما خفي كان أعظم حتى جاء قرار المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب.
• هل تعتقد أن الرئيس لن يخرج من «عباءة الإخوان»؟
- نحن نأمل في الرئيس الجديد أن يستمع الى صوت العقل ويسعى لتكوين وزارة وحكومة إئتلافية تعبّر عن مختلف طوائف الشعب ويهدئ من روع الناس وقلقهم ولا يسمح بحدوث انشقاقات داخل الجماعة نفسها أو بينهم وبين السلفيين، خصوصا أن تاريخهم معا يقول إنهم أبدا لم يكونوا على وفاق، فمنذ أكثر من 35 سنة وهناك قاعدة سلفية و«إخوانية» ألا يصلي «إخواني» وراء سلفي أو العكس، ما ينذر بحدوث انشقاقات بينهم وعليهم أيضا أن يتعلموا من أخطائهم.
فنحن مثلا في الجيش لولا هزيمة 67 لما انتصرنا في 73 بسبب ما تعلمناه من أخطائنا في النكسة، وأتصور أن الناس في مصر الآن ستتعلم أيضا من اخطائها في تلك المرحلة الحرجة وتصححها في المرحلة المقبلة.
• هل تخشى حدوث خلاف بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكرية؟
- الرئيس لا يستطيع الاقتراب الآن من الجيش لأنها ستكون بداية النهاية بالنسبة له، والشعب لم يعد يثق في الجماعة، والمجلس العسكري لا يريد الصدام، والرئيس يستعجل لأن جماعته تستعجل السيطرة على البلاد، لكني أرى ما يفعله مرسي ظاهرة صحية لأنها تعجل بنهايته وسيكون مصيرهم مثلما انتهت إليه شركات توظيف الأموال، ولكن لا أحد يستطيع أن يتنبأ بالأحداث خلال الأيام المقبلة وما سيسفر عنه الصراع بين مرسي والمشير، خصوصا بعد حكم الدستورية الذي أعاد الطرفين إلى موقعيهما.
• ولكن خطابات الرئيس السابقة وتحديدا في «جامعة القاهرة» أوحت للناس بأنه يستطيع التدخل في عمل الأجهزة الأمنية؟
- كلام مرسي في خطاباته في «جامعة القاهرة» أو غيرها لن يغير شيئا ولن يستطيع التدخل في عمل الأجهزة الأمنية ولن يتم السماح له بذلك، لأنها أمن قومي. وكلام مرسي ما هو إلا محاولة لاسترضاء «الإخوان» والغوغائيين المؤيدين له، وهو اعترف بدور المجلس العسكري في الهايكستب ومهمته في حفظ الأمن رغم أنه في خطابه في «جامعة القاهرة» أوضح أن على الجيش أن يعود الى ثكناته.
كما أن خطابات مرسي يمكن أن نسميها لعب بالكلام ومحاولة لإرضاء المؤيدين له خصوصا «الإخوان» مثلما حدث في ميدان التحرير، لأن هناك تناقضات قام بها منها حلف اليمين ثلاث مرات، وما يهمنا الآن أن نرى التطبيق الفعلي على أرض الواقع وليس مجرد كلام من دون أفعال.
• وماذا عما يثار حول تفاوض خيرت الشاطر مع المجلس العسكري في شأن صلاحيات الرئيس؟
- أعتقد أن المجلس الأعلى لا يمكن أن يتدخل في مثل هذه اللعبة أو يورط نفسه في مثل هذا الكلام مع جماعة أو حزب، كما أن سلطات الرئيس تم تحديدها في الإعلان الدستوري، وما دام مرسي حلف اليمين أمام المحكمة الدستورية، فهو بذلك اعترف بجميع أحكامها ومنها حل مجلس الشعب، وأؤكد أن الجيش لن ينزل الشارع إلا في أشياء صغيرة ومحددة ومعلنة أمام الشعب، بشرط أن يتمتع الجيش بالوضع القانوني في قراراته وغطاء قانوني له والذي يتمثل في الضبطية القضائية، وإلا لن ينزل الى الشارع لأنه سيكون من دون غطاء قانوني، كما أنه بالنسبة إلى حكم الضبطية فيمكن الطعن عليه.
وفي النهاية النقطة الأهم الآن أن تكون هناك ضوابط متفق عليها بين المجلس العسكري ومرسي، حتى لا تكال الاتهامات له مثل السابق، لأن ما يحدث الآن نسميه محاولة من مرسي للعب بالكلام، ومحاولة لاسترضاء المؤيدين له.
• هل قدمت وثائق تثبت علاقة منسق «6 أبريل» أحمد ماهر بجهات صهيونية واتهمته بأنه على علاقات بمنظمات أميركية، ومن بينها مؤسسة صهيونية تدعي «فريدم هاوس» هو وبعض أعضاء الحركة؟
- هناك وثيقة نشرتها جريدة «نيويورك تايمز»، نقلاً عن إحدى برقيات «ويكيليكس»، وتتحدث عن ارتباط بين بعض حركة «6 أبريل» ومنظمات أميركية، وأعتبر أن هذا الأمر لطخ سمعتها وجعلها مشبوهة، وهذه المنظمات الأميركية والصهيونية تمول «6 أبريل» وحركات غيرها بملايين الدولارات بحجة دعم الإصلاح والتنمية. وقدمت المستندات التي أملكها الى أكثر من جهة، وتم اتخاذ إجراءات بهذا الصدد لكني أصر على نشر هذه الوثائق أمام الجميع حتى يعرفوا حقيقة كل شخص يتحدث باسم الشعب ويدعي أنه زعيم من زعماء ثورة يناير.
وهناك منظمة تابعة للكونغرس والاستخبارات الأميركية أكدت أن هناك 36 جمعية ومنظمة ومركزًا مصريًا في مصر حصلت على تمويلات مباشرة من الولايات المتحدة.
الراي