رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وبَينَما النَّاسُ نِـيامٌ، جاءَ عَدوُّهُ وزَرعَ بَينَ القَمحِ زؤانًا ومضى انجيل القديس متى١٣ / ٢٤ – ٣٠ ” وقَدَّمَ لهُم يَسوعُ مَثلاً آخرَ، قالَ يُشبِهُ مَلكوتُ السَّماواتِ رَجُلاً زرَعَ زَرْعًا جيِّدًا في حقلِهِ. وبَينَما النَّاسُ نِـيامٌ، جاءَ عَدوُّهُ وزَرعَ بَينَ القَمحِ زؤانًا ومضى. فلمّا طلَعَ النَّباتُ وأخرَجَ سُنبلَه، ظهَرَ الزؤانُ معَهُ. فجاءَ خدَمُ صاحِبِ الحَقلِ وقالوا لَه يا سيِّدُ أنتَ زَرَعْتَ زَرعًا جيِّدًا في حَقلِكَ، فمِنْ أينَ جاءَهُ الزؤانُ ؟ فأجابَهُم عَدوٌّ فعَلَ هذا. فقالوا لَه أتُريدُ أنْ نَذهَبَ لِنَجمَعَ الزؤانَ . فأجابَ لا، لِـئلاَّ تَقلَعوا القَمحَ وأنتُم تَجمعونَ الزؤانَ. فاترُكوا القَمحَ يَنمو معَ الزؤانِ إلى يومِ الحَصادِ، فأقولُ للحَصَّادينَ اجمَعوا الزؤانَ أوَّلاً واحزِموهُ حِزَمًا لِـيُحرَق، وأمّا القمحُ فاجمعوهُ إلى مَخزَني”. التأمل: “وبَينَما النَّاسُ نِـيامٌ، جاءَ عَدوُّهُ وزَرعَ بَينَ القَمحِ زؤانًا ومضى…” كل منا يزرع في حقله، يربي أولاده على القيم النبيلة، وينتظر حتى يكبروا ويشعوا علما وفهما وايمانا، تمضي الايام والليالي الطوال فيسمع من الناس أن تصرفات أبنائه غير لائقة لا بل تضر بهم وبمن حولهم.. يعلم في قرارة نفسه أن ” عدوا فعل ذلك..” وزرع في نفسيتهم وشخصيتهم أفكارا هدامة لا تليق بابناء النور.. من هو هذا العدو؟ الاباء والامهات: لأن الاهل هم كالغاز السام، في تأثيرهم السلبي على الاطفال في سطوتهم وتسلطهم وكلامهم الجارح أو التمييز فيما بينهم أو اتهامهم بانهم مصدر مشاكل العائلة ونحسها وفشل العلاقة بين الوالدين..ألا يسمم ذلك نفسيتهم ويقتل شخصيتهم ؟ أقارب الاهل وأصحابهم: عندما يتبادلون الاحاديث السيئة عن الجيران أو الاقارب الاخرين، عندما “يخلطون” المزاح بالنكات “الخادشة” للحياء والشتائم، والافظع من ذلك عندما يشركون الاطفال في ذلك، كأن يضحكون على كلمة نابية خرجت من فم طفل أو يعتدون على مخيلته أو حرمة وقدسية جسده.. ألا يكونوا “أعداء” صاحب البيت ووالد الاطفال؟ رفاق الحي والمدرسة والنادي: من يعلم أولادنا العادات السيئة؟ من يشجعهم على التدخين وادمان الكحول والمخدرات؟ من يلقنهم السلوك المنحرف؟ الا ينشط العدو في الليل؟ في السهرات و”الضهرات” والجلسات؟ كم ” عدو” في ملعب أطفالنا؟ هل يمكننا احصاءهم أو فصلهم عنهم؟ اذا تفحصنا جيدا “زرعنا” سنجد أن الزؤان أصبح في في داخله.. أضف الى كل ذلك وسائل الاعلام، منذ 2008 اكتسحت وسائل التواصل الاجتماعي العالم، خصوصا عالم أولادنا، اذ نشتري أعداء أطفالنا ونغلفها باوراق الهدايا لنقدمها في أعيادهم وفي المناسبات الجميلة لتكون في متناول أيديهم منذ الصغر بحجة أن أصحابهم وأقاربهم كل منهم لديه “موبايل”.. من منا يتصور كمية “الزؤان” التي يتلقاها أبناؤنا من خلال هذه “الالات الذكية” ؟؟ لكن في النهاية لا بد للحنطة الحقيقية أن تنمو وتثمر وتعطي المحصول الذي تنتجه ولن تنمو لتصبح زؤانا، ستعطي أصلها، حبات من القمح، حتى لو كانت داخل حقل يكسوه الزؤان. فاخفظ يا رب أبناءنا من النباتات الشيطانية. آمين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القَراباتُ بَينَ النّاس عَديدة |
هاءَنَذا أَحكُمُ بَينَ شاةٍ وشاة، بَينَ الكِباشِ والتُّيوس |
كثيرون يكونون في البداية زوانًا |
كالخِرافِ بَينَ الذِّئابِ |
ليكونَ هو بكرًا بَينَ إخوَةٍ كثيرينَ |