رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مثل المديونين
خطأً نظن أن معنى الغفران هو نسيان الإساءة، وهو الأمر الذي يجعل الغفران أمر شبه مستحيل.. مديونان! كان هناك عبدًا مديونًا للملك بعشرة آلاف وزنة، فذهب ذلك العبد ليطلب مهلة لسداد الدّين. ونظرًا لإستحالة سداد مثل هذا المقدار من الدّين، رحم الملك العبد و تنازل عن حقه في المال. وكان لهذا العبد رفيق مديونًا له بمئة دينار (الدينار عملة فضية، والمئة دينار تعادل خمسة جنيهات تقريبًا). وعندما طلب هذا الرفيق أن يتمهل عليه حتى يسدد الدّين، لم يتحنن هذا العبد وزجّ به في السجن حتى يسدد الدّين. الأمر الذي أغضب الملك وأمر أن يعذب ذلك العبد الشرير في السجن حتى يوفي دينه. سبع مرات! هذا هو المثل الذي شبّه به يسوع إحدى الصفات الأساسية التي يجب من مواطني الملكوت أن يتحلوا بها؛ وهي الغفران. فقد قيل هذا المثل بمناسبة سؤال بطرس عن الغفران. فقديمًا كان لدى الرابيين (المعلمين) اليهود تعليمًا يقول: اِغفر لأخيك فقط ثلاث مرات، ولكن إن أخطئ في المرة الرابعة لا تغفر له. ولكن بطرس أراد أن يُظهر سماحته ويزيد من تلك المرات، فراح يقول ليسوع: “هل إلى سبع مرات؟”. ومن خلال هذا المثل نستطيع أن نستخلص الآتي عن الغفران: أولاً: مدى الغفران فجاء رد يسوع على بطرس قبل أن يروي المثل قائلا: “بل إلى سبعين مرة سبع مرات”. وقطعًا لم يكن قصد يسوع رقم محدد من الإساءات التي تُغفر، وما زاد على ذلك لا يُغفر. لكنه كان يقصد أن يكون الغفران غير محدود. فتلك الصلاة التي علمنا إياها يسوع، والتي نرددها شبه يوميًا تقول “كما نغفر نحن أيضا” وزمن الفعل المذكور يفيد الإستمرار؛ فالغفران لا بد وأن يكون ينبوعًا لا ينضب أبدا. ثانيًا: غفران القلب لا الفكر خطأً نظن أن معنى الغفران هو نسيان الإساءة، وهو الأمر الذي يجعل الغفران أمر شبه مستحيل. ولكن يقول يسوع في هذا المثل “تتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته” فالغفران هو أن نمحي التأثير السلبي الناتج عن زلات الآخرين من قلوبنا، وليس أن نمحيها من عقولنا.
|
|