قصة حياة الكثرة الغالبة من الأسماك المفلطحة متشابهة إلى حد بعيد، فاذا سردنا قصة سمك البلايس مثلاً اغنانا ذلك عن سرد قصة الأسماك الأخرى، تضع أنثی البلايس نحو مليوني بيضة دقيقة جداً، وخفيفة الوزن، تطفو على سطح مياه البحر، أکثرها يذهب طعاماً للحيوانات الأخرى لكن ما يفقس منها يتحول إلى سمك بلايس صغير يبلغ طوله ستين مليمتر، ويشبه أي سمكة أخرى جديدة، وبعد نحو أسبوع، تبدأ هذه السمكات الصغيرات بأكل النبات والحيوانات الصغيرة في الماء، وهي تنمو ببطء شديد في البداية، لكنها ما أن يبلغ طولها السنتمتر الواحد حتى تحدث لهما أشياء عدة غريبة .
يبدأ ذیل سمكة البلايس الصغيرة بالانحناء عند طرفه، ويأخذ جسمها بالتقعر، ومع هذا التغير في جسم هذه السمكة تبدأ عينها اليسرى بالإنتقال صعودا في رأسها إلى طرفه الأعلى، إلى أن تستقر أخيراً إلى جهة العين اليمنى بالذات، أمامها مباشرة، وفي الوقت ذاته يتحرك فيها إلى الجهة الأخرى ويصبح معوجاً، وبعد ان تجري هذه التحولات كلها، تبدأ سمكة البلايس الصغيرة بالسباحة على جانبها الأيسر أكثر فأكثر، وعند اكتمال هذه التحولات تكون سمكة البلايس قد نزلت إلى قاع البحر ويكون جانبها الأعلى قد أصبح أسود اللون موشحاً ببقع حمراء، أما جانبها الأسفل المتجه إلى أرضية البحر فيكون قد أصبح أبيض اللون، وبذلك تتخذ شكل سمكة البلايس ولو أنها لا تزال صغيرة، واذا ارادت هذه السمكة أن ترتفع عن القاع رفعت رأسها ولوحت بزعانفها الطويلة الجانبية، ومن شأن هذه الحركة أن ترفعها إلى أعلى ثم يأخذ جسمها كله يتلوى وهو يرتفع في الماء.