القديس الشهيد في الكهنة كليمنضوس أسقف أنقرة ورفيقه أغاثنجلوس (القرن3م)
23 كانون الثاني غربي (5 شباط شرقي)
أصل القديس كليمنضوس من أنقرة في غلاطية. ولد من أب وثني وأم مسيحية. فلما توفّي والده، وهو صغير السن، تبنّته امرأة مسيحية تقية اسمها صوفيا، فنشأ لديها على التقوى. وقد امتاز، منذ نعومة أظفاره، بعطفه على الأطفال الفقراء وغيرته على الإيمان بالمسيح. ورد إنه كان يصوم ويصلّي كالرهبان وهو بعد في الثانية عشرة.
لاحظه الأسقف المحلي فسامه شمّاساً فكاهناً ثم اختير أسقفاً لأنقرة في العشرين. ورغم حداثته ساس رعيّته بمعرفة الشيوخ وحكمتهم. عنايته بالأطفال الفقراء واليتامى بدت مميّزة. فلما ذاع صيته بلغ أذني الوالي فقبض عليه وعرّضه للضرب أملاً في ردعه فلم يرتدع، فحطّم فكّيه وألقاه في السجن.
بقي كليمنضوس في الأسر، على ما ورد، ثمانية وعشرين عاماً ذاق خلالها كافة أنواع التعذيب والحرمان.
قيل إنه استيق إلى رومية ونيقوميذية وأميسا وطرسوس، ثم أعيد إلى أنقرة. لم يترك الولاة طريقة لكسر صلابته وتمسّكه بالإيمان بالمسيح إلاّ جرّبوها فلم ينتفعوا شيئاً. تشبّثه بيسوع رباً وإلهاً كان أقوى وأشدّ. أخيراً، كما ذكر، أقنع بعض المسيحيّين الجند بإخلاء سبيله لبعض الوقت ليقيم الذبيحة الإلهية. ثم خلال الخدمة، وهو أمام المذبح، اقتحم الوثنيون المكان وأجهزوا عليه وعلى الخدّام معه. وقد دفن في مكان يعرف بـ "كريبتون".
أما أغاثنجلوس، ويعني اسمه الملاك الصالح، فوثني اهتدى بمثال كليمنضوس وتبعه فعانى أصنافاً من الاضطهاد إلى أن جرى قطع رأسه.
يعتبر كليمنضوس في التراث البيزنطي عظيماً في الشهداء. أقيمت له في القسطنطينية قديماً كنيستان هناك ربضت أكتر رفاته. بعض الرفات، فيما يبدو، اختلسها الصليبيون في القرن الثالث عشر، وقد وصلت إلى يد حنّة ملكة النمسا فهدتها لدير فال دو غراس. أما في الشرق فقطعة من جمجمته موجودة في دير للسيدة في أفريتانيا (اليونان) وله ذراع في بتراكي القريبة من أثينا، وبعض رفاته موجود في ديري ديونيسيّو و زوغرافو في جبل آثوس وفي دير القديس يوحنا اللاهوتي في باتموس.
طروبارية القديس اكليمنضس باللحن الرابع
أيها الكلي الشرف اكليمنضس، لقد بدوتَ للمؤمنين، كرمة برٍّ وغصن جهاد، وزهرةً كلية الطهارة، وكثمرٍ كلي العذوبة ممنوح من الله, فبما أنك مع الشهداءِ مجاهدٌ، ولرؤساء الكهنة في الكراسي مجالسٌ, تشفع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.
قنداق باللحن الرابع
لقد حصلتَ جفنةً مكرمة, لكرم المسيح، يا اكليمنضوس الكلي المديح، وإذ قد ظهرتَ كثير الجهاد، هتفتَ مع المجاهدين معكَ صارخاً: أيها المسيح أنت بهجة الشهداء وفرحهم.