15 - 05 - 2012, 04:02 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
رسالة لكل خادم يائس من خدمتة
من وظائف الخادم وظيفة يكاد لا يلمحها احد او يهتم بها مع انها ذات اهمية كبيرة ،وهى ان يستخدمه الله كمثل او نموذج أو آية للشعب .
وطبعا العهد القديم ملئ بهذه النماذج ،
ومن اعجب هذه النماذج ،ما أوحى الله به لحزقيال النبى ان ينام على جنبه 390 يوما ،وربطه الله بالصبر والثبات ليتمم النبوة،على ان يأكل اثناءها خبزا نجسا.
وكل ذلك ليكون آيه ونبوة عن سقوط اسرائيل تحت خطاياها النجسة هذه المدة بعينها ،انما بدل الأيام سنينا .
ثم أمره ان يحلق شعر رأسه ولحيته ويقسمه ويذريه ،
ويلقى ثلثه فى النار كناية عن زوال رحمة الله وعنايته عن اسرائيل وتبديدهم فى اقطار الارض ووقوعهم تحت نار غضب الله .
ولكن فى بولس الرسول نرى نموذجا جديدا ،فهو يقول عن نفسه :
"لكننى لهذا رحمت ليظهر يسوع المسيح فىّ انا اولا كل اناة مثالا للعتيدين ان يؤمنوا به للحياة الابدية"(1تى 1:16).
وعلى هذا المنوال تعمل النعمة فى كل خادم مختار وممتلئ من الروح القدس؛
اذ تجعل من شكله وكلامه وسيرته آية للشعب دون أن يدرى أو يحس.
اذ تركز النعمة عملها فيه فى ناحية من النواحى فتكشف مسكنته أوبساطته أو بكاءه أو عطفه أو حنانه أو طهارته أو حلمه أو بذله المتناهى أو تسليمه لحياته .
والنعمة ، لكى تظهر ذلك فيه ،
تستخدم احيانا نار الممحص والتجارب والأحزان
التى تكون بمثابة النار التى نشعلها تحت البخور فتفيح رائحته.
والعجيب ان فى اللحظة التى يقرر فيها الخادم انه لم يعد يصلح لشئ ولا لمزبلة ،
معتقدا ان التجارب التى احاطت به هى بسبب خطاياه ،ويظن انها حتما تخلية من الله ،تكون النعمة قد اكملت خطتها والتحمت النار بالبخور وأفاحت رائحة المسيح التى فيه .
وهكذا ومن الصفة الضعيفة ذاتها التى يكرهها الخادم فى نفسه ،تخرج النعمة آية من آيات رحمة الله !
فلو انفتحت أذن الخادم اليائس من خدمته بسبب ضعفه
لتسمع رأى الله فيه ،لسمعت الآتى:
"وانا من اجل هذا الضعف اخترتك لتكون آية لرحمتى"
الأب متى المسكين
|