رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مواصفات الرؤساء بحسب الآباء د. جورج عوض إبراهيم مَا الذي يجب ان يكونوا عليه الرؤساء ؟ كيف يجب ان يتمموا أعمالهم ؟ هل من ضرورة لوجودهم ؟ سوف نجيب بقدر الإمكان على مثل هذه الأسئلة من كتابات الآباء : حتمية وجود الرؤساء وخطورة السلطة : هل يمكن ان تُوجد دول بدون رؤساء ؟ يجيب القديس يوحنا ذهبي الفم : " يجب ان يوجد رؤساء لكي لا يأكل الواحد الآخر مثلما يحدث مع الأسماك " (pg 54, 596) أيضاً يقول : " منح لنا الله الرؤساء لكي يكون لدينا نظام ولا نتصرف الواحد مع الآخر بلا معقولية تفوق الوحوش غير العاقلة ، سلطة الرئيس هي تُشبه الفارس المتحكم في اللجام وقائد السفينة " (pg 55, 491) وفي نفس الوقت يشدد على : " أنه من الأفضل ان لا يُدار شعب بواسطة أي أحد عن أن يُدار بواسطة رئيس شرير "(pg 63, 231) وللأسف كان يشدد في موضع آخر على : " أن الرؤساء عادةً هم فاسدون " (pg 59, 274). دعونا ننصت الآن لصوت القديس باسليوس الكبير : " يُوجد الرؤساء لا لكي يفتخروا بأهمية المكانة التي حصلوا عليها بل لكي يكرموا ويحترموا هم أنفسهم هذه المكانة " (pg 32, 497). لذلك " كل الذين يحيون في الفضيلة لا يفرحون ويهرولون على نوال مناصب عامة . على النقيض ، الذين يهدفون لإكتناز الأموال ويحبون المجد الباطل يسعون للحصول على السلطة لأنها بالنسبة لهم خير عظيم وفرصة للحصول على كل ما يشتهون " (pg 32, 1041) " عمل الرؤساء هو التصدي لفوضى الشعب ، ان يوّجهوا الشعب إلى الطريق الصحيح ، لكن عندما يكونوا هم أول من يخالفون القانون ، كيف يستطيعوا ان يرشدوا وان يقوّموا الآخرين " (pg 56, 24) لذلك : " رؤساء كثيرون عندما يسرقون يُجبروا على ان يكونوا متساهلون مع الآخرين لأنهم فقدوا بتصرفاتهم هذه شجاعتهم "(pg 51, 309) يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي على نفس الموضوع : " رؤساء كثيرون يهدرون أموالاً لا حصر لها لكي يصنعوا أثاثات فاخرة وآخرون يقتنون عطور باهظة الثمن ويستمتعون بالحفلات الموسيقية الماجنة بدلاً من ان يشاركوا شعوبهم في معاناتهم وآلامهم " (pg 35, 961). لذلك يُوجه القديس لهؤلاء حديثه ، قائلاً : " إحترموا مكانتكم . إعلموا ان عملكم كم هو هام وخطير ومدى عظمة السر الذي يُوجد حولكم . العالم بأكمله يوجد تحت سيادتكم . صيروا مثل الآلهة ( في فعل الصلاح ) بالنسبة لرعاياكم " (pg 36, 277). ما هو العمل الذي يجب ان يتممه الرؤساء ؟ يقول القديس باسليوس الكبير : " يجب على الرؤساء ان يدافعوا عن حقوق الله ويعاقبوا المخالفين " (ΒΕΠΕΣ 53, 125). ويكمل القديس يوحنا ذهبي الفم ، قائلاً : " لا يجب ان يطلبوا كرامة لذواتهم بل يجب ان يسعوا للمصلحة العامة " (pg 62, 671) ، " لا يُميّزون بسبب ملابسهم بل بسبب أنهم يدافعون عن المتألمين ، ويقوّمون ما بهم من شرور ويعاقبون فاعلي الظلم ولا يسمحوا بأن يُبتلع البار " » (pg 52, 678). ما هي المميزات التي يجب ان يتحلى بها الرؤساء ؟ يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي : " يجب ان يتخطى ويتفوق الرؤساء كثيراً عن الآخرين ، أن يصيروا أسمى ، أن تكون لديهم قيّم وفضائل تليق بمكانتهم "(pg 36, 547) . والقديس يوحنا ذهبي الفم يقول : " يجب على الرئيس ان يحيا حياة ليس بها أي عوار حتى يأخذوه الجميع قدوة لهم "(pg 62, 547) ، " ذاك الذي يمارس سلطة سياسية لن يستطيع ان يصنع عدلاً لو كان لا يستطيع ان يدبر ذاته كما يجب ، ولا يحفظ بدقة شديدة ويطبق القوانين السياسية والنواميس الدينية " (pg 61, 508). " ذاك الذي في موضع ان يرأس ويترأس ، هذا سوف يستطيع ان يقود أيضاً أسرته . ذاك الذي يستطيع ان يحكم ويقود بيته سوف يستطيع ان يحكم ويقود مدينة ، وسوف يستطيع ان يحكم ويقود كل المسكونة "(pg 60, 366). وفي موضع آخر يقول القديس يوحنا ذهبي الفم : " الرئيس في هذا يجب ان يرأس ، في ان ينتصر بفضيلته ، لو هُزِم لن يكون بعد رئيس " (pg 62, 99).لذلك " الرئيس الحَسِن يجب ان يكون غيرمتساهل تجاه ذاته وفي أداء أعماله "(pg 58, 668 . " يجب على الرؤساء ان يكون لديهم فطنة وذكاء عالي ، عليهم ان يتحدثوا بجرأةٍ ، وأن يحتقروا الإنشغالات المعيشية والرفاهية ، أيضا يجب ان يكرهوا الخبث ، وأن يكونوا لُطفاء ومحبين للناس " (pg 52, 678). ويكون لديهم إلتزام " ان يتناسوا مصالحهم الشخصية ويعتنون بمشاكل شعوبهم " (pg 55, 306 مثل هؤلاء هم الرؤساء : قادرون على تحمل المسئولية غير فاسدون محبي للناس محبي للأوطان يتحلون بفضائل سامية ومقبولون لدى شعوبهم |
|