رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس بولس الرسول يقول: "لست مستحقاً أن أدعى رسولاً لأني اضطهدت كنيسة الله، ولكن بنعمة الله أنا ما أنا، ونعمته المُعطاة لي لم تكن باطلة، بل أنا تعبت أكثر من جميعهم ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي": بولس الرسول نجح في حياته أكثر من جميع الرسل. وقال: هذا النجاح ليس بسببي أنا بل بسبب النعمة العاملة معي. والنعمة أيضاً نعمة حافظة، هي التي يقول عنها المرتل لنا في المزمور: "الرب يحفظك الرب يحفظ نفسك الرب يحفظك من كل سوء ، الرب يحفظ دخولك وخروجك من الآن وإلى الأبد": الإنسان بدون النعمة المعطاة من الله لا يستطيع أن يحفظ نفسه. لذلك أرسل الله النعمة لكي تحفظ الناس وهو يعلم أنهم في حالة ضعف. نعمة الله تعمل عملاً كبيراً في كل شيء: نعمة الله تحفظ العصافير دون أن تطلب منه قوتها، يقول ولا واحد منها تسقط! ونعمة الله تدعو الناس أن يكونوا رسلاً وقديسين. ونعمة الله تحفظ الرهبان والمتوحدين في المغاور. تحفظهم من دبيب الأرض ومن وحوش البرية ومن الجوع والعطش، وتحفظهم من جهة حروب الشياطين. لذلك لا بد أن نطلب حفظ الله لنا باستمرار ونقول له كن يا رب معنا واحفظنا من كل شر ومن كل تجربة. الله عجيب في حفظه وفي نعمته التي تعمل في كل الناس وفي كل زمان، ونعمته تحفظ الإنسان من كل عداوة. داود النبي يتغنى بهذا الأمر ويقول: "لولا أن الرب كان معنا حين قام الناس علينا لابتلعونا ونحن أحياء عند سخط غضبهم علينا": ويقول نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. تصوروا عصفور أمام فخ الصيادين! ماذا يفعل هذا العصفور؟ لا شيء. هذه هي النعمة العاملة فينا والنعمة العاملة من أجلنا. الله في معاملته المُحِبة يحفظ الكل. حتى مع الأشرار والخطاة: حتى الأشرار أيضاً يحفظهم الله بنعمته وبنعمته يهيئ لهم طريقاً للتوبة. . لأن هناك أناس كثيرين خطأة لا يستطيعون التوبة. الخطية أقوى منهم ونفوسهم أضعف .. لكن الله قادر أن يفعل لهم أشياء كثيرة! النعمة هي التي عملت مع الشهداء: صدقوني لو تسمعوا عن عذابات الشهداء تجدونها صعبة جداً جداً، ليس من السهل أن يحتملها الإنسان. ولكن كيف احتملوها؟! نعمة الرب ساعدتهم أن يحتملوا. النعمة عملت مع بطرس: بطرس الرسول قبضوا عليه وكانوا سيقتلونه في اليوم التالي ، ولكن النعمة فكّت السلاسل وفتحت الأبواب وأخرجته سالماً. كيف خرج؟! هذا هو عمل النعمة معه. وهكذا بولس الرسول. نعمة الله تعمل وتعمل في كل وقت ومع كل أحد ولكن المهم أننا نتجاوب معها فليس معنى أن النعمة تعمل مع الإنسان أن ينام ويستريح ويظن أن النعمة ستعمل معه كل شيء. لا . النعمة تمهّد الطريق أمام الخاطئ ليتوب ولكن لا ترغمه على السير في الطريق السليم. عندما تسير مع النعمة: تجعل حتى أعدائك يسالمونك (سفر الأمثال 16: 7). هي تفتقد الناس وتعزّي، تحفظ.. وتُعين، وتسبِّب النجاح كما قال بولس الرسول: "النعمة العاملة معي." يا ليت كل واحد يشكر الله على النعمة العاملة معه..!! |
|