|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بكلمة تفرح أو تحزن إن كلماتك كثيرًا ما تحدد علاقاتك بالناس.. بكلمة يمكنك أن تفرح إنسانا، وبكلمة يمكن أن تحزنه، وتغضبه، وتثيره، وتحوله إلى عدو! وقد تقول كلمة، ولو عن غير قصد، ولو بسرعة، فتظل تعالج في نتائجها سنين طويلة، وربما لا تستطيع.. إذن فلتكن كلمتك حلوة في آذان الناس.. ما أجمل قول الملاك للرعاة (ها أنا أبشركم بفرح عظيم، يكون لكم ولجميع الشعب). لذلك قال الكتاب: "ما أجمل أقدام المبشرين بالخيرات".. ما أجمل كلمة البركة وكلمة الدعاء إنها كلمة حلوة.. سمعتها حنة الباكية، من فم عالي الكاهن، فابتهج قلبها، ولم يعد وجهها معبسًا كما كانت، وخرجت فرحة.. ما أجمل قول السيد المسيح للمرأة الخاطئة، التي ضبطت في ذات الفعل (وأنا أيضًا لا أدينك، اذهبي بسلام) إنه قرار بالعفو، أفرح قلب المرأة، وأراحه. كلمة العفو، كلمة حلوة في الآذان.. وكلمة الحب، هي أيضًا كلمة شهية للسمع. والأذن تستطيع تماما أن تميز الكلمة المملوءة بالعاطفة وبالمشاعر القلبية، وتستطيع أن تميز صدقها، وتعبيرها الحقيقي، ويتقبلها القلب إن كانت خارجة من القلب. وكلمة التشجيع والمديح، هي أيضًا كلمة حلوة.. ولهذا قال الكتاب (شجعوا صغار النفوس).. إن تشجيع يطمئن النفس، ويريحها، ويشعرها بأن محدثها مندمج معها، ومتابع لعملها، ومستريح له، وأن تعبها وجهدها ليس باطلًا، بل هناك من يقدره. ولذلك فإن كلمة التقدير، يفرح بها حتى الكبار أيضًا، نشعرهم بالتأييد والتعاطف المعنوي والاتفاق الفكري. ما أجمل كلمة تشجيع يقولها طبيب لمريض، وأستاذ لتلميذه، بل ما أجمل مجرد ابتسامة من فمه. إن الوجه البشوش الحلو، هو أيضًا محبوب من الناس. الناس يريدون ملامح تريحهم، وتشيع الهدوء والسلام في قلوبهم، مع كلمة حلوة من شفتين تقطران شهدًا.. |
|