رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا يُقْبَلُ نَبِيٌّ في وَطَنِهِ عيد مار إلياس (إيليّا) النبيّ إنجيل القدّيس لوقا ٤ / ٢٢ – ٣٠ كانَ جمبعُ الَّذين في المَجْمَع يَشْهَدُونَ لَيَسُوع، ويَتَعَجَّبُونَ مِن كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ، ويَقُولُون: «أَلَيْسَ هذَا ٱبنَ يُوسُف؟». فقَالَ لَهُم: «لا شَكَّ أَنَّكُم تَقُولُونَ لي هذَا المَثَل: أَيُّها الطَّبيب، إِشْفِ نَفسَكَ. وكُلُّ ما سَمِعْنا أَنَّكَ صَنَعْتَهُ في كَفَرْنَاحُوم، إِصْنَعْهُ أَيْضًا هُنَا في وَطَنِكَ!». ثُمَّ قَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لا يُقْبَلُ نَبِيٌّ في وَطَنِهِ. وَبِٱلحَقِّ أَقُولُ لَكُم: أَرَامِلُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ في إِسْرائِيل، أَيَّامَ إِيلِيَّا، حِينَ أُغلِقَتِ السَّماءُ ثَلاثَ سِنِينَ وسِتَّةَ أَشْهُر، وحَدَثَتْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ في كُلِّ البِلاد، ولَمْ يُرسَلْ إِيليَّا إِلى أَيٍّ مِنهُنَّ، بَلْ أُرسِلَ إِلى ٱمْرَأَةٍ أَرمَلَةٍ في صَرْفَتِ صَيْدَا. وبُرْصٌ كَثِيرُونَ كانُوا في إِسرائِيل، أَيَّامَ إِلِيشَعَ النَّبيّ، فَلَمْ يَطْهُرْ أَيٌّ مِنْهُم، بَلْ طَهُرَ نُعْمَانُ السُّرْيَانِيّ ». فٱمْتَلأَ جَمِيعُ الَّذِينَ في المَجْمَعِ غَضَبًا، حِينَ سَمِعُوا ذلِكَ. وقَامُوا فَأَخْرَجُوهُ إِلى خَارِجِ المَدِينَة، وٱقْتَادُوهُ إِلىحَرْفِ الجَبَل، المَبْنِيَّةِ عَلَيْهِ مَدِينَتُهُم، لِيَطْرَحُوهُ عَنْهُ. أَمَّا هُوَ فَجَازَ في وَسَطِهِم وَمَضَى. التأمل : “لا يُقْبَلُ نَبِيٌّ في وَطَنِهِ…” ماذا فعلت أيها النبي إيليا حتى قام عليك الملك آحاب؟ ماذا طلب منك حتى انقلبت عليه؟ أليس هو ككل ملوك وحكام الارض يتوقع من الناس عبادته وإكرامه أكثر من الله؟ كيف واجهته وحيداً دون خوفٍ أو مواربة؟ أين ذهب جميع من يدّعون عبادة الرب؟ أين ذهب تلاميذك؟ حين وصل السيف إلى الرقاب ما بقي في الميدان سواك. آمنتَ…شهدتَ…ثبُتَّ… فانتصرت وانتصر الحق معك… أنا إنسان اليوم ومؤمن اليوم لست مثلك… ليس لي شجاعتك ولا جرأتك!!! أضطر إلى الانسحاب ساعة المواجهة، وإلى تخبئة نفسي وقت الشدّة… كم من الملوك سكتُّ في محضرهم؟ لا بل قبَّلت أياديهم علناً ودعيت عليها بالكسر سرّاً!!! كم سايرت من النافذين على حساب مبادئي؟ كم ذحفت أمامهم لنيل رضاهم؟!!!…أحسب سلامتي ألف حساب، وأضع مصلحتي فوق كل شيء… أنا مؤمن اليوم مثل الشعب الذي لم يكن صادقاً في موقفه ومثل تلاميذك أيضاً… ألم يتأرجحون في إيمانهم بين إرضاء الملك وعبادة الأوثان وبين الخوف من الله وإرضاء ذواتهم؟؟ طالبهتم أيها النبي إيليا بحزم أن يتخذوا موقفا واضحاً لا مراوغة فِيه، قائلا لهم: “إلى متى تعرجون بين الفرقتين؟؟” لا زلتُ مثلهم أعرج بين ربين الله والمال، أو الله والحاكم، أو الله والأشخاص، أو الله والملذات…. أما أنت فقد اخترت الموقف الأصعب والقرار الشجاع ولو وحيداً… هذا دليل أن الأكثرية من الناس اذا ذهبت في اتجاه معين لا يعني أنها اختارت الحق… لم تحسب سلامتك مما اضطرك إلى تخبئة نفسك في أحد الوديان في شرقي الأردن حيث يوجد نهر كريث لتتزود بالماء، والعناية الإلهية تعولك ” بخبز ولحم ” مرتين في اليوم بواسطة الغربان. أنا مؤمن اليوم لا أثق بالعناية الإلهية مثلك… أما أنت فبعد أن جفّ النهر لم تنهار ولم تتراجع… بل أصغيت إلى إلهامات الرب الذي قادك إلى خارج حدود مملكتك، هناك التقيت الأرملة الفقيرة التي كانت تجمع عيدان الحطب لتعد آخر وجبة غذائية لها ولابنها. أنا مؤمن اليوم لست مثل تلك الأرملة… رغم فقرها وغرقها في العوز، وفقدان أي أمل في إعداد وجبة أخرى، وافقت على طلبك وأعدت لك “كعكة صغيرة” مما تبقى لديها من طحين.. لقد أعطت كل ما لديها، لا بل غامرت في حياتها وحياة ولدها الوحيد…وكانت النتيجة أن خزائن القمح لا تفرغ من بيتها وجرار الزيت لا تنقص إلى أن يأتي الرب بالمطر. أعطني يا رب أن أضع مثل هذه الأرملة كل شيء في يدك، لا بل أهب مثلها كل شيء من أجل مجدك… هي غامرت في حياة وحيدها الذي مرض ومات، وبقيت صامدة في هذا الامتحان الصعب والتجربة المرة … أعطني مثلها أن أخوض معك مغامرة الصليب دون أي حسابات… وكما تدخلت في حياتها البائسة من خلال إيليا فصعد بابنها الى العلية وصلى إليك فأعدت إليه الحياة، أرسله اليوم إلى بيتي، إلى داخلي، ليصلي ويتضرع إليك كي تعيد إليّ الحياة… ما زال لدي القليل من الزاد، القليل من التقوى والإيمان، ملءَ راحة من الدقيق في جرّة وقليلاً من الزيت في قارورة، إستجب صلاتي وبارك هذا القليل الذي أمتلكه، كي أضعه في خدمة مشروعك وأسير حسب مشيئتك الإلهية . آمين. |
|