رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قال القديس بورفيريوس: عندما تقرأ سفر المزامير ليس فقط قول الكلمات بوضوح، ولكن الإحساس والاستمتاع بها فسوف يتم تقديسك بسرعة دون حتى أن تفهم ذلك. كان أحدهم (السيد بانتليس) مسافراُ بالقطار إلى سالونيك وهو يقرأ سفر المزامير. في رحلته حدث امر حقيقي.. كانت تجلس فتاه في ثالث أو رابع مقعد وعند قراءة المزامير بدأت تشكو وتصرخ. في البداية اعتقدنا أن هناك سوء فهم مع الشخص الجالس بجانبها. الى أن أتى الجابي ووقف الى جانبه قائلاُ :هل يمكنك التوقف عن قراءة هذا الكتاب لأنه مقلق . تفاجأ السيد بانتليس وأجابه : لكنني أقرأه في داخلي !!! كيف يمكن أن تتضايق الفتاة !؟ وتفاجأ المسافرين الآخرين وصرخ واحد منهم إذا انزعجت الفتاة فلتغيّر هي العربة , وبالفعل تم نقل الفتاة المجهولة إلى العربة الخلفية التي لا يوجد فيها سفر المزامير. حتى هذا اليوم لم أكن على علم بقوة مزامير داود ,الآن ، وخاصة بعد هذا الحادث أقول ,أن سفر المزامير يدفع الأرواح الشريرة عنّا وعن مكان تواجدنا ... " المزامير " كلمة المزامير من أصل كلمة مزمار وهي تسابيح لله، وأناشيد حمد وسجود وتمجيد له. ان سفر المزامير أو كتاب المزامير الذي نجده في الكتاب المقدس ، كتاب الصلاة بامتياز. استعمله الرب يسوع في الصلاة مع تلاميذه ثم تبنّته الكنيسة . تتضمن كل خدمة طقسية نشيدا أو قراءة من المزامير. ان عدد المزامير ١٥٠ تقرأها الكنيسة كلها في أسبوع واحد، وهي موجودة في كتاب خاص، نسمعها إذا تابعنا كل الصلوات اليومية التي لا تقام الا في الأديار . أما المزامير الأكثر قراءة فهو دون شك المزمور الخمسون: "ارحمني يا الله كعظيم رحمتك وكمثل كثرة رأفتك امح مآثمي.. ." الذي يُعلّمنا معنى التوبة والرجوع إلى الله. هذا يقوله الكاهن في القداس عندما يبخر قبل دورة القرابين. نقوله أيضا في صلاة النوم وفي كثير من الصلوات الأخرى. هناك أيضا المزمور ١٠٣: "باركي يا نفسي الرب.." الذي يقال في صلاة الغروب، وهو فعلا نشيد حقيقي للخليقة. ♰ استعمال المزامير كانت تستعمل في المجمع اليهودي وفي المواسم الدينية وفي الأعياد. ت وجد مزامير تسمى مزامير التهليل الكبرى. وكلمة تهليل تعني هللويا . هذه المزامير كانت تستعمل في الأعياد الرئيسية الثلاثة التي يصعد فيها الشعب إلى أورشليم وهي: - الفصح - عيد الخمسين - عيد المظال. وفي انجيل متى ٢٦ عندما صنع الرب الفصح مع تلاميذه يقول ثم "سبحوا". سبحوا أي سبحوا بمزامير التهليل الخاصة بالفصح. ثم خرجوا إلى جبل الزيتون. وكان الأفراد يستعملونها أيضاً في تعبدهم الفردى ونجد إشارة إليها في رسالة يعقوب التي هي مقدمة العهد الجديد حيث نقرأ : "أعلى أحد منكم مشقات فليصل مسرور أحد فليرتل" فكانوا يرتلون بالمزامير إلى أن نظم المؤمنون الأغاني الروحية في العهد الجديد. وقد استخدمت بعض المزامير قبل بناء الهيكل فمثلاً نقرأ أن داود عندما عرف أن الرب بارك بيت عوبيد أدوم بسبب وجود التابوت هناك أصعد التابوت من بيت عوبيد أدوم ونصب له خيمة على الأكمة ونقله بالهتاف وبصوت البوق، وأثناء نقله كان يذبح عند مسيرهم ست خطوات ثوراً وعجلاً معلوفاً. وكان داود يرقص بكل قوته أمام الرب. وهو متمنطق بافود من كتان ، فنظرت ميكال بنت شاول من الكوة فاحتقرته في قلبها فقال لها: إني أتصاغر دون ذلك أمام الرب. وتوجد مزامير كتبت قبل أن بنى سليمان الهيكل. وقد رتب داود المغنين والمغنيات في فرق معينة. ويقول الوحي في مزمور ٢٢ أنت الجالس بين تسبيحات اسرائيل أي أن الهيكل كان مليء بالتسبيحات بآلات العزف وصنوج الهتاف .كان الكهنة يضربون بالأبواق أما المغنون فكانوا يستعملون آلات موسيقية مختلفة مثل أدوات النفخ وآلات ذوات الأوتار، صنوج الهتاف، الشجوية. فالتسبيح كان جزءاً هاماً من العبادة. كل ما في الهيكل كان يحدث بمجد الله والعباد يسبحون الرب. وقد بلغ عدد المغنين في الهيكل في أيام داود أربعة آلاف شخص. ♰ آلات العزف نجد في سفر المزامير أسماء آلات العزف فبعضها مكتوب بالعبري وبعضها مترجم فمثلاً "الجتية" كلمة عبرية معناها "معصرة الزيت" والاسم "آيلة الصبح" معناه العزالة (أي أول أشعة الشمس التي تأتي مثل قرون العزالة. وهناك كلمات عبرية مذكورة في عناوين المزامير ومترجمة مثل "لا تهلك " و "على موت الابن" وتوجد كلمة عبرية تتخلل بعض المزامير (وقد أتت في سفر حبقوق ثلاث مرات) وهي "سلاة" ومعناها وقف وتأمل. وتوجد أيضاً عبارة (على السوسن) في مزموري ٤٥، ٨٠. ونستطيع أن نرى بوضوح أن الروح القدس في تدوين اختبارات داود المتنوعة اختاره لأنه نبوياً يتكلم عن المسيح ابن داود حسب الجسد. ✥ أهم كتب المزامير أهم كتب للمزامير فهؤ بلا شك كتاب النبي داود وقد أُطلق أسمه سفر المزامير إذ يحتوي على 73 مزموراً فسمي السفر باسمه من باب التغليب، ويتضح من العهد القديم أن داود كتب مزموري 96، 105، ويعزو إليه العهد الجديد أيضًا مزامير 2، 95، وكتب آساف 12 مزمورًا، وأولاد قورح 10 مزامير، وسليمان مزموري 72، 127، وهيمان كتب مزمور 88، وإيثان كتب مزمور 89، وموسى النبي كتب مزمور 90 ، وهناك 49 مزمورًا لا نعرف من كاتبها. أما أطول مزمور هو مزمور 119 وهو مقسم إلى 22 قسماً بعدد الحروف العبرية التي هي 22 حرفاً.القسم الأول هو (أ) الأبجدية العبرية ثم بالترتيب إلى أن نصل إلى الحرف الأخير.. أبجدية كاملة. ♰ متى تم الأستخدام الطقسي للمزامير في الكنيسة ركز المسيحيون الأولون على استعمال المزامير في صلواتهم اذ كانوا قد خرجوا في الأساس من البيئة اليهودية. ثم راحوا يضيفون اليها قطع جديدة من وحي التجسد. ففي القرن الأول الميلادي يرجع استخدام سفر المزامير فى الكنيسة المسيحية إلى السيد المسيح نفسة ورسلة القديسين .فعند الفصح الأخير رنم السيد المسيح مع تلاميذة (متى 30:26 ثم سبحوا و خرجوا الى جبل الزيتون ) - (مرقص 26:14 ثم سبحوا و خرجوا الى جبل الزيتون ). كما أستخدم هو وتلاميذة سفر المزامير أساسا للأقتباس منه فى المناقشات ( لو 20 :42 و داود نفسه يقول في كتاب المزامير قال الرب لربي اجلس عن يميني - لو 24 :44 و قال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به و انا بعد معكم انه لا بد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى و الانبياء و المزامير. وطبق على نفسة مثل الحجر الذى رذله البناؤن الذى صار رأسا للزاوية الوارد فى سفر المزامير (118 :22 الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار راس الزاوية )- قارن أنت مع متى21 :42 -مرقص 12 :10 -لوقا 20 :17 -اعمال 4 :11 - افسس 2 :20 - بطرس الأولى 2 : 4و7 . وأستخدم الرسل أنفسهم المزامير فى العبادة --- قارن أعمال 16 :25 -يعقوب 5 :13 - كورنثوس الأولى 14 :26 . إذ يقول بولس الرسول : " مكملين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح و أغانى روحية مترنمين ومرتلين فى قلو بكم للرب شاكرين كل حين على كل شئ" افسس 5 : 19 -20 .والكلمتان " مرتلين.......شاكرين ..." يقصد بها على الأرجح الأبصلمودية ( التسبحة ). أيضا نقرأ كلمات مشابهه فى رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسى 3 : 16. كما يقول فى رسالتة الأولى الى كورنثوس 14 :26 فما هو اذا ايها الاخوة متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور له تعليم له لسان له اعلان له ترجمة فليكن كل شيء للبنيان. وبطبيعة الحال لم يكن صوت المرأة يعلو فى الكنيسة (تيموثاوس الأولى 2 :11-12 ) لتتعلم المراة بسكوت في كل خضوع 12 و لكن لست اذن للمراة ان تعلم و لا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت.كما لم يكن مسموحا لها أن يعلو صوتها منفردا فى الترانيم. كما يشهد القديس يوحنا ذهبى الفم (نحو 347-407 م ) لنفس المعنى الذى ورد فى الدسقولية . فمن كتابتة نعرف أن مزمورى العبادة اليومية فى كنيسة أنطاكية هما مزمور 63 لباكر ومزمور 141 للعشية. ويقول الأنبا يوسابيوس أسقف قيسارية (260 340 م ) "أن الأمر بأنشاد المزامير باسم الرب كان مطاعا من كل أحد فى كل مكان فهو معمول به فى كل الكنائس الكائنة فى كل الأمم ليس فقط اليونانية وإنما فى كل كنائس العالم"وهذا الحماس لأستخدام المزامير ناتج عن الأختبار. فسفر المزامير ـ حسبما يشهد القديس أثناسيوس الرسولى(296 - 373 م) هو"كتاب يشتمل على كل حياة الأنسان وكل حالات الذهن وكل حركات الفكر". و لهذا فإن الآباء قد حثوا الناس وبخاصة الرهبان والأكليروس على حفظ المزامير عن ظهر قلب حتى يتمكنوا من استخدامها بشكل منتظم فى العبادة الفردية والجماعية بروح التأمل والصلاه بفهم.وقد سجل كثير من الآباء تأملاتهم الروحية فى كتب تفاسيرهم لسفر المزامير. ملأحظة: السفر الوحيد في الكتاب المقدس الموحى بتسميته من الله هو سفر المزامير. لكن اسم سفر الخروج غير موحى به ولكنه تسمى هكذا لأنه يبدأ بخروج الشعب من أرض مصر وكذلك سفر اللاويين سفر العبادة فكلها تسميات موضوعة ولكن اسم سفر المزامير تسميته إلهية موحى بها من الله ونجد ذلك واضحاً في انجيل لوقا ٢٤ إذ يقول الرب له المجد "كان لا بد أن يتم ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير" أي أن الرب يسوع المسيح قال أن اسم هذا السفر "المزامير". صار كتاب المزامير مدرسة صلاة شخصية حقيقية لدى المسيحيين يعلّمنا ان نخاطب الله ونعبّر له عن شكرنا وفرحنا وشدائدنا وقلقنا وعن رغبتنا في ان نفعل إرادته ونطبّق وصاياه. |
|