قصيدة أُحبّك.. أُحبّك.. والبقية تأتي
يقول نزار قباني في قصيدته "أُحبّك.. أُحبّك.. والبقية تأتي" الأبيات الآتية:
حديثُكِ سُجَّادةٌ فارسيَّهْ
وعيناكِ عُصفوتانِ دمشقيّتانِ
تطيرانِ بين الجدار وبين الجدار
وقلبي يسافرُ مثل الحمامة فوقَ مياه يديكِ
ويأخُذُ قَيْلُولةً تحت ظلِّ السِّوارْ
وإنِّي أُحبُّكِ
لكنْ أخافْ التورُّطَ فيكِ
أخافُ التوحُّدَ فيكِ
أخافُ التقمُّصَ فيكِ
فقد علَّمتْني التجاربُ أن أتجنَّب عشقَ النساءِ
وموجَ البحارْ
أنا لا أناقش حبَّكِ.. فهو نهاري
ولستُ أناقشُ شمسَ النهارْ
أنا لا أناقش حبَّكِ
فهو يقرِّرُ في أيِّ يوم سيأتي.. وفي أيَّ يومٍ سيذهبُ
وهو يحدّدُ وقتَ الحوارِ، وشكلَ الحوارْ
دعيني أنادي عليكِ، بكلِّ حروف النداء
لعلّي إذا ما تَغَرْغَرْتُ باسْمِكِ، من شفتي تُولدينْ
دعيني أؤسّسُ دولةَ عشقٍ
تكونينَ أنتِ المليكةَ فيها
وأصبحُ فيها أنا أعظمَ العاشقين
دعيني أقودُ انقلاباً
يوطّدُ سلطةَ عينيكِ بين الشعوبِ
دعيني.. أغيّرُ بالحبِّ وجهَ الحضارةِ.
أنتِ الحضارةُ.. أنتِ التراث الذي يتشكّلُ في باطن الأرض
منذ ألوف السنينْ