كيف أتيت؟

[walaa farouk]

اعتاد هذا الكاهن أن يناول عددًا من المسنّين والمرضى كلّ يوم ثلاثاء صباحًا.
وفي إحدى المرّات لاحظ اسم سيّدة مسنّة موجودة ضمن لائحة المتناولين
التي سلّمها له الشمّاس المساعد له، سيّما
وإنّ هذا الإسم كان قد ناوله "أبونا" في الأسبوع الماضي،
فتعجّب جدًّا لأنّه اعتاد أن يناول هؤلاء المسنّين والمرضى مرّة كلّ شهر.
حاول الكاهن الاتّصال بالشمّاس ليعرف سبب وجود اسم هذه السيّدة،
ولكن دون جدوى. وهنا قال في نفسه: "قد يكون تدبير الله وإرادته أن أناولها بعد أسبوع"
، فقرّر أن يذهب إليها.
وصل الأب لمنزل السيّدة المسنّة، ورنّ الجرس وانتظر، فلم يفتح له أحد
. كرّر الأمر مرّتين وانتظر مدّة طويلة وباب الشقّة مغلَق مع أنّه المفروض أن تكون السيّدة في انتظاره ومستعدّة للمناولة، إذ إنّ الشمّاس يتّصل بها ويعلمها بأنّ الأب سيحضر لمناولتها.
حاول الأب محاولة أخيرة مع هذه السيّدة إذ قال في نفسه قد تكون لم تسمع جرس الباب،
فاتّصل بها تلفونيًّا، ولكنّه وقبل أن يردّ عليه أحد سمع صرخات من داخل الشقّة تقول:
"إلحقوني، إلحقوني أنا بمفردي ولا أستطيع أن أفتح الباب،
ولقد تركت المفتاح عند الجيران المقابلين لشقّتي".
أخبر الأب الجيران، فأسرعوا وفتحوا الباب، وكانت المفاجأة أنّ السيّدة ملقاة على الأرض
، ولا تستطيع التحرّك. فحملوها وأوصلوها إلى السرير،
ثمّ علموا منها أنّها وقعت ليلاً وعجزت عن القيام،
وظلّت ملقاة على الأرض حوالي تسع ساعات.
وقالت السيّدة: "لو لم تأت، أيّها الأب،
وفتحت الباب لكنت متّ وأنا مرميّة على الأرض"
. ثمّ نظرت إليه باستغراب وهي تقول: "ولكن كيف أتيت يا أبانا؟
". فرد الكاهن: "إنّ الله هو الذي أرسلني لأنقذك".
بعد انصراف الكاهن، اتّصل به الشمّاس ليعتذر له أنّه أخطأ
ووضع اسم سيّدة مسنّة مرّتين في أسبوعين متتاليين،
فأعلمه الكاهن أنّه لم يخطئ، بل كان تدبير الله لإنقاذ هذه السيّدة.
أحبّاءنا، إن شعرتم أنّكم وحدكم وليس لكم معين،
فتذكّروا أنّ الربّ هو بجواركم يدبّر لكم مجريات حياتكم.
وإنّه قادر على رعايتكم مهما كانت الظروف صعبة، وقد يغيّر كلّ شيء ليحفظكم من كلّ ضرّ
. اطلبوه بإيمان ولحّوا بالطلب، وهو، حتمًا، لن يترككم وسينقذكم من كلّ الأخطار.

[Mary Naeem]

اطلبوه بإيمان ولحّوا بالطلب، وهو، حتمًا، لن يترككم وسينقذكم من كلّ الأخطار

آمين يا رب

[walaa farouk]

ميرسي على مرورك الغالى