رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في مار شربل مشهد أبكى الزائرين
مشهدٌ ربما يتكرّر يوميّاً كُتب عنه الكثير، فماذا بعد نكتب؟ لا تقصد دير مار مارون في عنايا، حيث مزار القدّيس شربل، في أيّ وقت إلا وتجد زوّاراً. تعثر، ليلاً، على من يصلّي ومن يفترش الأرض وينام تحت أقدام التمثال أو من ينام في سيّارته، في باحة الدير. وتجد، منذ الصباح، من يرمي ثقل همومه عند أقدام تمثال القدّيس أو أمام ضريحه أو في واحدة من الكنائس، أو يشعل شمعةً كي تبقي الأمل مشتعلاً في داخله… يمرضون فيقصدونه. يتعثّرون ماديّاً فيقصدونه. يتشاجرون فيفعلون الأمر نفسه… هو الملجأ والمصغي واليد التي تنتشل حين يسقط جسدٌ أو نفس. في الأمس، كانت زحمة في الدير، كما في كلّ يوم أحد. وصلت سيّارة الى أمام الدير، وترجّلت منها أربع نساء، من بينهنّ امرأة فقدت شعرها، وكانت حافية القدمين، وراحت تصرخ “يا مار شربل أنا عايشة… يا مار شربل أنا عم إمشي”، ثمّ راحت تصلّي بصوتٍ مرتفعٍ مصحوبٍ بتنهّدات، بينما صعدت واحدة من النساء الى أمام تمثال مار شربل وأخذت تبكي بصوتٍ مرتفع، شاكرةً القدّيس ومتوسّلةً له. مشهدٌ أبكى الحاضرين الذين تسمّروا في أماكنهم وهم يراقبون ما يحصل. مشهدٌ ربما يتكرّر يوميّاً. كثيرون يهتفون هناك “يا مار شربل” فيُشفون. وكانت أعدادهم في الأمس كبيرة، مسيحيّين ومسلمين، وكان مار شربل هناك يسمع أنين المتألّمين… |
|