الحقيقة الغائبة بحادث ناقلتي نفط عمان
باتت منطقة الشرق الأوسط على موعد مع الحوادث المجهولة والغير معلوم جهة تنفيذها، أو الهدف منها، التي تطول بين الحين والآخر ناقلات النفط في مياه الخليج.
واليوم تضاربت الأنباء بشأن سبب الحريق الذي شب في ناقلتي نفط بخليج عمان، صباح الخميس.
فبينما ذكرت صحيفة "تريد ويندز" المعنية بالشحن ومقرها العاصمة النرويجية أوسلو، عن مصادر لم تحددها، أن الناقلتين تعرضتا لـ "هجوم بطوربيد" قبالة ساحل الفجيرة بالإمارات، تحدثت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، عن تعرض ناقلتي نفط أجنبيتين لحادثي حريق.
وقالت الوكالة الإيرانية "إرنا": إن طهران أنقذت 44 من طاقمي الناقلتين.
بدورها، حذرت البحرية البريطانية من حادث غير محدد التفاصيل في خليج عمان، داعية إلى توخي "الحذر الشديد" بشأنه.
وقال مركز عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة التابع للبحرية البريطانية: إن لندن وشركاءها يحققون في الحادث، دون ذكر تفاصيل.
من جانبها، نقلت وكالة بلومبيرج الأمريكية، عن مشغلي إحدى السفينتين، قولهم: إن الحادث وقع بفعل هجوم محتمل.
البحرية الأمريكية ممثلة في الأسطول الخامس، اكتفت بالقول: "ناقلتا النفط تعرضتا لأضرار" نتيجة حادث، دون تحديد ماهيته أو أسبابه.
وفي وقت سابق صباح الخميس، تحدثت وسائل إعلام إيرانية وعمانية، عن تعرض ناقلتي نفط لانفجارات في مياه خليج عمان.
وصعدت عقود النفط الخام بعد إعلان الهجوم، بأكثر من 4 بالمئة بالنسبة إلى خام برنت، قبل أن تتراجع الزيادة إلى 1.9 بالمائة.
ودخلت مواقع إسرائيل الإخبارية على خط الأزمة المجهولة، نشر موقع "ديبكا" الاستخباراتي تقريرًا عن التصعيد الخطير في بحر عمان اليوم، متحدثًا عن تعرّض ناقلتي نفط تحملان النفط الخليجي لانفجارات وعن إجلاء طواقمهما.
وأوضح الموقع أن قبطانى الناقلتين أرسلا نداءات استغاثة للموانئ في سلطنة عمان وباكستان، مشيرًا إلى أن وسائل إعلام إيرانية نقلت عن مصادر محلية في سلطنة عمان قولها: إن هجمات سببت الانفجارات التي تعرّضت لها الناقلات.
إلى ذلك، ذكر الموقع باستخدام ألغام لاصقة مضادة للسفن في أعمال التخريب التي طالت الناقلات الأربعة الشهر الفائت، حيث تحدّث التقرير الذي قدمته الإمارات والسعودية والنرويج تقريرا لمجلس الأمن الدولي عن إنزال قوارب سريعة غواصين عمدوا إلى إلصاق الألغام بالسفن قبالة الساحل الإماراتي. وفي تحليله، قال الموقع إنّ الانفجارات المتتالية في خليج عمان توحي باستخدام أحد أنواع الأجهزة المتفجرة التي يتم التحكم بها عن بعد؛ علمًا أنّ وكالة "رويترز" تحدّثت عن إصابة إحدى الناقلتين بطوربيد في خليج عمان.
وصفت إيران الهجوم الذي استهدف ناقلتي نفط إحداهما يابانية ببحر عمان، بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى إيران، بأنه عمل مشبوه.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، عبر "تويتر": إن "الحادثة المشبوهة اليوم فيما يخص ناقلات النفط اليابانية، بالتزامن مع لقاء رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مع قائد الثورة الإسلامية في إيران تبعث بالقلق".
وتابع موسوي "تأتي هذه الحادثة على عكس التوجهات الإقليمية وتوجهات المنطقة والعالم لخفض التوتر وإعادة الهدوء إلى المنطقة"، مؤكدا أن إيران تدعم التعاون والحوار في المنطقة".
وكانت وكالة أنباء كيودو اليابانية قد نقلت عن وزير التجارة الياباني هيروشيغي سيكو أن "واحدة على الأقل من ناقلتي النفط اللتان تعرضتا لهجوم قرب مضيق هرمز يابانية وتعود لشركة كوكوكا سانغيو، ومقرها طوكيو"، مضيفا أنه وجه المسؤولين بجمع المعلومات حول الهجوم.
ويأتي الحادث بعد شهر من تعرض 4 سفن شحن تجارية لعمليات تخريبية قبالة ميناء الفجيرة البحري بالإمارات.
ففي 12 مايو، أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، أن 4 سفن شحن تجارية من عدة جنسيات (لم تحددها)، تعرضت لعمليات تخريبية قرب مياهها الإقليمية، قبالة ميناء الفجيرة.
تلا هذا الإعلان تأكيد الرياض، تعرض ناقلتين سعوديتين لهجوم تخريبي، وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي قرب المياه الإقليمية للإمارات.
وحملت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون"، الشهر الماضي، إيران المسئولية عن تلك الهجمات، كما أفضى تحقيق مشترك للسعودية والإمارات والنرويج، إلى أن "دولة تقف وراء التخريب"، دون ذكر اسمها.
من جهتها، وصفت إيران اتهامها باستهداف السفن بأنه "أخبار كاذبة"، نافية أي علاقة لها بتلك العملية.
وتصاعد التوتر مؤخرا بين واشنطن وطهران، بعدما أعلن البنتاجون إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن"، وطائرات قاذفة إلى الشرق الأوسط، بزعم وجود معلومات استخبارية حول استعدادات محتملة من قبل إيران، لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية.
ومطلع الشهر الجاري، عقدت في مكة قمتان خليجية وعربية، بدعوة من الرياض، لبحث تلك التهديدات، بينها استهداف السفن الأربعة، واستهداف حوثي لمحطتي ضخ تابعتين لأرامكو السعودية، غلب عليهما انتقاد إيران.
هذا الخبر منقول من : موقع فيتو