في السنوات الثلاثين أو الأربعين الأخيرة أخذ الكثير من الناس ينشئون في منازلهم مرابي مائية (اکواریوم)، يمكن لأسماك المياه الدافئة أن تعيش فيها، لكن الصينيين واليابانيين كانوا منذ مئات السنين يربون عددا من هذه الأسماك ك حيوانات أليفة مدللة، وكان النوع الذي وضع في المرابي المائية هو السمكة السيامية المقاتلة التي أعجب بها الناس لما تتصف به من روح قتالية، وكانت هذه السمكة المقاتلة في الأصل سماء مائلة إلى الصفرة، لكنها صارت مع الوقت تربي من أجل ألوانها ومن أجل أذيالها وزعانفها الطويلة المسبلة، ومنها في الوقت الحاضر أنواع أرجوانية وزرقاء رائعة .
للأسماك السيامية المقاتلة عادات طريفة جداً، فإذا ما راود ذكرها أنثاها ازداد سواد لونه بعض الشيء، وبرزت على جانبيه بقع خضراء زاهية، ثم أحدث فقاقيع هوائية على سطح الماء، وحين تضع الأنثى بيضها، تطفو هذه البيوض باتجاه الفقاقيع، فيلتقط الذكر بفمه كل بيضة لا تصل إلى الشبكة ويدفعها إليها، وما أن تنتهي الأنثي من وضع بيضها حتى يعمد الذكر إلى مغازلة أنثى أخرى، ثم ثالثة أيضاً إلى أن يبلغ عدد الإناث التي جمع بيضها في شبكة الفقاقيع هذه خمس إناث أو ستة، ويواصل الذكر حراسة البيض حتى يفقس، ثم يعني بـالأسماك الحديدة الصغيرة إلى أن تصبح قادرة على الإهتمام بنفسها .