صغار الحيتان
لا يولد للحوت غير صغير واحد كل مرة ، وهو يتغذى بحليب أمه كالحيوانات اللبونة الأخرى، وتوجد أثداء الحوت في مجريين، ولما كان الحوت الصغير يرضع وهو يسبح مع امه فقد وجب أن يرضع بسرعة شديدة، وما أن يضع الصغير فمه على ثدي الأم حتى تعصر له الحليب بحيث يشبع خلال لحظات، ولا بد للصغير فور ولادته ان يصعد إلى سطح الماء للتنفس ، وكثيرا ما تسعفه أمه في ذلك بوضع خطمها تحته لترفعه إلى سطح الماء. وفي أثناء عملية الولادة تقوم أنثى حوت ثانية بالسباحة إلى جانب الأم لوقاية الصغير من القرش، وصغير الحوت الأزرق يزيد عن سبعة أمتار حين يولد، ولا يكتمل نموه قبل اثني عشر عاما، غير اننا لا نعرف بالضبط كم يعيش الحوت .
ليست دراسة الحيتان سهلة لأنها لا تعيش كالحيوانات الأخرى في حدائق خاصة ب الحيوانات . والمرجح أنها لا تری جیدا ولا تملك حاسة شم ، لكنها تملك سمعا حاداً على رغم أن أذنيها عبارة عن ثقبين صغيرين، وفي الماضي كان صيادو الحيتان يروون قصصا عن حوت سموه الكنار البحري لانه كان يحدث اصواتا متعددة، لم يصدقهم احد وقتذاك لكنه تبين اليوم أن هنالك مجموعة من الدلافين ينادي بعضها الأخر، وقد يكون من المعقول أن لكل الحيتان وسيلة للاتصال في ما بينها، ولعل الأصوات التي تطلقها الحيتان تستهدف في الواقع معرفة عمق المياه تحتها من الصدى، على غرار ما تستهدفه الخفافيش من صراخها .