رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أمنا البارة مطرونة الحمصي (القرن6م) 9 تشرين الثاني غربي (22 تشرين الثاني شرقي) ولدت القدّيسة مطرونة في برجة في بمفيلية أسيا الصغرى أيام الإمبراطور البيزنطي مرقيان(450-457م). وقد عمد ذووها وهي في أوائل العقد الثاني من عمرها إلى إعطائها زوجة لرجل لامع اسمه ضومط. ويبدو أنها أنجبت منه بنتاً سميّاها ثيودوتي وانتقلت وإياه إلى مدينة القسطنطينية وهي في الخامسة عشرة من عمرها. في القسطنطينية التقت مطرونة سيّدة مرفّهة راقية تدعى افجانيا فتحابا وتصادقا ولاسيما وأنه كان لهما فكر واحد وتوق واحد إلى القداسة، فكان كل منهما للآخر تعزية من الله وتشديداً. ولاحظ ضومط أن زوجته تكثر من الخروج من البيت فساورته الشكوك بشأنها وحرّم عليها مغادرة المنزل إطلاقاً. وقد آلمها ظلم زوجها لها أشد الألم لكنها اعتصمت بالصبر ولازمت الصلاة سائلة المعلم التفاتة وأن يمن عليها بتحقيق منية قلبها أن تنصرف إلى وجهه تماماًُ. وإن هي سوى أيام حتى أذن لها زوجها بالخروج إلى الكنيسة. وهناك التقت إحدى العذارى، المدعوة سوسنّة. هذه ارتضت أن تتعهّد لبنتها ثيودوتي. أما مطرونة فقامت إلى ثوب للرجال تزيّت به وغيّرت هيئة وجهها وفرّت من منزل زوجها متخذة بابيلا اسماً مستعاراً لها ومدعية أنها خصي. وجهة مطرونة كانت دير القدّيس باسيان في المدينة العظمى. هناك انخرط بابيلا في مصاف طلاب الحياة الملائكية راهباً. وما لبث، بعد مدة يسيرة، أن أضحى نموذجاً يحتذى في الطاعة والاتضاع والصبر والصلاة وسائر أتعاب الرهبنة. ولكن، ما كاد يمضي بعض الوقت حتى عرف باسيان، ربما بالكشف الإلهي، أن بابيلا ليس سوى امرأة، فخاف على الشركة. ولما كان يدّخر لها اعتباراً وتقديراً كبيرين، لم يشأ أن يخلّيها صفرة اليد فأشار إليها بالذهاب إلى دير للعذارى في مدينة حمص السورية. في حمص استمرت مطرونة تنمو في النعمة والقامة. وكانت كلّما ترسّخت في حياة الفضيلة ازدادت حرصاً على إخفاء أمرها وفضائلها. لكن شهرتها ما لبثت أن ذاعت فقامت إلى أورشليم ومنها إلى بيروت هرباً. وفي بيروت اتخذت مطرونة هيكلاً وثنياً مهجوراً ملاذاً لها. وقد أثار نزولها في المكان جنون الشياطين لأنهم اعتبروا الموضع خاصاً بهم. لكن، لم يتسلل الخوف، بنعمة الله، إلى نفس مطرونة، بل ثبتت صائمة مصلية وكأن هجمات الشياطين وزئيرهم عليها لا يعنيها. ولكي تتمكّن قوات الظلمة من خداعها عمدت في مرحلة لاحقة إلى إدعاء التقوى فكانت تشارك مطرونة التسابيح خلال الخدمة. غير أن العناية الإلهية كشفت لعيني هذه المجاهدة الكبيرة حيل الأبالسة ضدها. وهكذا نجت من فخاخ العدو ومجّدت الله. ثم بعد حين بدأ بعض النسوة الوثنيات يأتينها مأخوذات بمثالها، يسألنها أن يعتمدن وينضوين تحت لوائها. أقامت مطرونة في بيروت، هي وتسعة من التلميذات، أشهرا أو ربما بضعة سنوات. وقد ذكر البطريرك مكاريوس في مؤلفه" قدّيسون من بلادنا" أنها" استنبعت بصلاتها الماء العذب الموجود الآن في بيروت". والحديث هو من القرن السابع7 عشر. ومن بيروت عادت مطرونة إلى القسطنطينية حيث أقامت في قلاية قريبة من دير القديس باسيان. ثم استدعت، بعد حين، راهباتها في بيروت. ويبدو أن صيتها ذاع، من جديد، في وقت قصير فأخذت النسوة التقيات، لاسيما طبقة النبلاء، يتدفقن عليها لينتفعن من ارشادها وينلن بركتها. وقد تركت عدة نبيلات العالم وأتين إليها مقتبلات حياة الفقر والطاعة تحت جناحيها. هؤلاء النسوة حملن معهن أموالاً وعطايا جزيلة استخدمتها القدّيسة في بناء دير ما لبث أن أضحى أهم الأديرة في المدينة. عاشت مطرونة ما يقرب من مئة عام. ويبدو أنها حافظت على مستوى نسكها حتى الأخير. وقد عرفت بيوم وفاتها سلفاً فعزّت بناتها بأخبار الفردوس الذي منّ عليها الرب الإله بمشاهدته. ثم ودعتهن ورقدت بسلام. طروبارية القديسة مطرونة باللحن الثامن بكِ حُفظت الصورة باحتراس وثيق أيتها الأم مطرونة. لأنكِ قد حملتِ الصليب فتبعتِ المسيح، وعملتِ وعلَّمتِ أن يُتغاضى عن الجسد لأنهُ يزول، ويُهتم بأمور النفس غير المائتة. فلذلك أيتها البارة تبتهج روحكِ مع الملائكة. قنداق للقديسة مطرونة باللحن نفسه لما أذويتِ جسدكِ يا مطرونة بالأصوام. وأنتِ ساكنةٌ فيما بين الرجال، مثابرةً على الصلوات، خدمتِ السيّد بحال إلهية، الذي لأجلهِ أهملتِ جميع الأشياءِ، قاضيةً حياتكِ بالبرّ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ايقونة البارة مطرونة الحمص القديس الرسول متى |
ايقونة البارة مطرونة الحمصي |
أمنا البارة حنة (القرن9م) |
أمنا البارة بيلاجية (+461م) |
صور أمنا البارة بهيجة (أفروسيني) |