رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فاطمة ناعوت حَيَّرتونـــــــا!! 2012-07-27 18:10:04 دون أدنى رغبة فى السخرية، أسألُ بكل صدق، وبكامل الرغبة فى المعرفة: «هل يمثّل الإخوانُ الإسلام؟ بما يعنى أن انتقادهم حرام»، للسؤال شِقّان: شقٌّ نظرى، وشقٌّ عملى تطبيقى؛ أما النظرى فيتعلقُ بإيمانى بأن النظريةَ، أية نظرية، تظلُّ دائماً كياناً مستقلاً عن الأشخاص، فالنظرية الماركسية، مثلا، ليس هى «كارل ماركس» ولا «لينين» ولا «إنجلز»، إنما هى طرحٌ فكرى يضعها فردٌ، أو مجموعةُ أفراد، ظنا منهم أنها تقدم حلا أفضل للحياة، وما إن تتبلورُ النظريةُ، تصيرُ كياناً كامل الأهلية، مستقلاً عن مبتدعها. وبهذا حين يسىءُ «شخصٌ» ما تطبيقَ «نظرية» ما، يكون العيبُ فى التطبيق، لخلل فى فهم النظرية، وليس لعيب فى النظرية. وهذا سبب انهيار المعسكر الاشتراكى، لأن خللاً أصاب التطبيق، انهارتْ مجتمعاتٌ، لكن «النظرية»، كنظرية، لم تسقط. لا يختلفُ الحال فى الرسالات السماوية التى هى كلمةٌ من السماء إلى الأرض، تصلُ الكلمةُ عبر «نبى» يحملُ تَبعة نقل الرسالة، لكنه لا يحملُ تَبعة «إساءة» توسُّلها من قِبل بعض الناس. وهنا وجاهةُ أمر التكليف، وحرية الاختيار، التى كرّم اللهُ بها الإنسانَ، {كلُّ نفس بما كسبت رهينة}، {وهديناه النجدين}، {فمَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفر}، كما علّمنا القرآن الكريم. كذلك يقول الإنجيل: «وإن ساءَ فى أعينكم أن تعبدوا الرب، فاختاروا لأنفسكم اليومَ مَن تعبدون». هنا يرتبط العدلُ بالحرية؛ فيحقٌّ الثوابُ والعقاب فى الآخرة، وبهذا، فإن أخطأ بشرٌ يعتنقون نظرية ما، أو رسالةً ما، فلا يحقُّ أن نرمى النظرية، أو الرسالةَ، بذات الخطأ. وهنا نصلُ للشقّ التطبيقى أو العملى فى الحكاية: سوء التطبيق لا يعنى فسادَ النظرية، لكن فساد المُطبّقين. ماذا عن الحنث بالعهد، الكيل بمكيالين، المغالبة والاستحواذ، الطمع، التعالى على الناس؟ أليست كلّها من المحرمات فى الإسلام؟ وبالعودة إلى الإخوان المسلمين، حماهم اللهُ وجعلهم ذخراً لأمتنا العربية بوصفهم حُكّامنا والمتحكمين فى مستقبلنا، بل وماضينا وإرثنا الحضارى الفريد الذى دوّخ الدنيا! يأتى سؤالى: «هل الإخوان المسلمون هم الإسلام؟»، أكادُ أسمع الطيبين من أبناء بلدى يقولون: «نعم، يمثلون الإسلام، أليسوا يقيمون أعمدة الإسلام الخمسة؛ من شهادة، وصلاة، وزكاة، وصوم، وحج لبيت الله الحرام؟»، وأجيبُهم بأن المسلم العادى، اللاإخوانى، يفعل هذا وأكثر، ثم أضيفُ: «وماذا عن الحنث بالعهد، الكيل بمكيالين، المغالبة والاستحواذ، الطمع، التعالى على الناس؟ أليست كلّها من المحرمات فى الإسلام؟»، ولكن دعنا من كل هذا، لأسأل: «ميليشيات الإخوان الإلكترونية التى تسبّنا، نحن الليبراليين، وتطعننا فى شرفنا، وترمينا بالباطل وتُلفّق لنا التهمَ ليلَ نهار، على صفحات تويتر وفيس بوك، وأولئك الذين اعتدوا بالضرب على الفخرانى وغيره؛ أين الإسلامُ من هذا؟»، وأسمع الأذكياء يجيبون: «لا طبعاً، الإخوان لا يمثلون الإسلام، إنْ هم إلا فصيلٌ سياسى يبحث عن السلطة بشتى الطرائق، الشريف منها، وغير الشريف»، وبعدما أحييهم على ذكائهم، أعيدُ سؤالى: «ما داموا لا يمثلون الإسلام، فلماذا ترموننا بالكفر والزندقة إن عارضناهم؟!»، بجد، حيرتونا! الوطن |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بقلم فاطمة ناعوت ! |
فاطمة ناعوت ! |
بعد المشادة بين فاطمة ناعوت وبلال فضل شاهد ماذا كتب نبيل شرف الين على تويتر الان ردا على فاطمة ناعوت |
فاطمة ناعوت ومن قتل عمر سليمان |
هام من فاطمة ناعوت |