خدمت هذه الخادمة السيدة نادية شفيق فى كنيسة مارمينا بالألف مسكن منذ بداية إنشائها وقبل رسامة
كهنة لها وظهرت أمومتها وطيبة قلبها ووجهها البشوش الذى يقبل كل شىء برضا وفرح فأحتملت ألام الخدمة وبذلت حياتها بكل حماس فى إتضاع شديد وهكذا أيضا خدمت فى بيتها مع زوجها وبنتيها حتى صارتا خادمتين فى مدارس الاحد ومن كثرة حبها لله وخدمته حصلت على معاش مبكر لتتفرغ لخدمة الله بالكنيسة وأسرتها فكان قلبها يتهلل وهى تشارك أصحاب المشاكل متاعبهم وتريح النفوس بأبتسامتها الجميلة وأراد الله أن يكلل أتعابها بإكليل جديد وهو احتمال ألام المرض حيث أصيبت بمرض السرطان عام 2004 فقبلته بشكر مع إنه انتشر سريعا فى أجزاء مختلفة من جسمها واحتاجت لأكثر من عملية بالإضافة إلى باقى علاجات مرض السرطان من إشعاع وعلاج كيماوى وخلافه كل هذا وقلبها ولسانها يشكران دائما وتنتهز كل فرصة ليتماسك جسدها فتذهب الى خدمتها فى الكنيسة وأثناء الام السرطان ظهر لها القديس الأنبا توماس السائح ومعه أشخاص بملابس بيضاء وقال أتركوها ستكون كويسة وفعلا بعد أخذ العلاج تعافت و أستطاعت ان تذهب الى الكنيسة ازدادت شدة المرض فى يناير 2006 فنقلت الى المستشفى وهى مصابة بنزيف مستمر من الفم مما سبب لها هبوطا شديدا ألاما صعبة فى كل جسدها ونقلوا إليها دم وهى فى شبه غيبوبة وفى فجر يوم 11 / 1 سمعتها أبنتها تتكلم بوضوح قائلة أشكرك يا منتصر أشكرك يا حبيبى أشكرك يا سيدى أشكر يا فادى يعظم أنتصارنا بالذى أحبنا يسوع الفادى الأمين من صلب لأجلنا سألتها ابنتها هل رأيتى شيئا يا ماما
فردت الأم بفرح قائلة جالى بنفسه ثم رددت مزمور أعظمك يارب لأنك أحتضنتنى ثم قالت كنت نايمة ووجدت ثلاث سلال بجوارى مملؤة من الأحداث والمشاكل وسمعت صوتا يقول كل هذه يمكن ان تنتهى بالمحبة ولكن للأسف الناس مشغولون عن الله مصدر المحبة ثم سمعت صوتا يقول انا هو انا هو وحينئذ رأت المسيح كما يصفه سفر الرؤيا وهو يحيط بكل المدينة ولكن الناس كلها مشغولة عنه وقال المسيح لها مالك يا نادية فقالت له انا تعبانة جدا فقال حلوها ودعوها تمضى ( يو 11 : 44 ) وقال لها أيضا ومررت بك وإذا زمنك زمن الحب ( حز 16 : 8 ) وبدأت تشعر أنها ترتفع عن الأرض وعبر بها بحر صاف وقال لها سأرفع عنك ألامك انا هو .... أنا هو ثم قامت نادية من سريرها وبصحة جيدة وبدأت تتحرك فى الحجرة وعادت إلى بيتها بينما كل أحبائها فى حالة ذهول طلبت من أبنتيها أن تقرألها قصة لعازر من السنكسار لأنها فهمت من كلام المسيح قوله حلوها ودعوها تمضى أنه سيكون هناك علاقة وتشابه بينها وبين لعازر قرأت لها أبنتها فى السنكسار قصة لعازر ونياحته فى 17 برمهات الموافق 26 / 3 فهمت نادية أنه سيكون ميعاد انتقالها من العالم وعندما حضر هذا اليوم كانت فرحة وتشكر الله وتنظر الى الساعة وتقول لمن حولها لماذا تتحرك الساعة ببطء وكانت فى ألام شديدة رغم كل المسكنات وطلبت أن يصلوا معها صلاة نصف الليل التى فى نهايتها الأن يا سيدى تطلق عبدك بسلا حسب قولك (لو 2: 29-32) ثم ارتفعت روحها إلى السماء
إنها مثال احتمال الألام برضا وقبول مشيئة الله مهما كانت معاكسة وصعبة فتمتعت
برؤية القديسين بل رؤية الله نفسه وفرحت به على الأرض عربونا بفرحها السماوى
الذى دخلت إليه لتكون مع طغمات القديسين
من كتاب ( تدبيرك فاق العقول )
الجزء الثالث