الخَطرُ المُحِيطُ بِأبناءِ الله
"مِثْلُ الْكَنْعَانِيِّ فِي يَدِهِ مَوَازِينُ الْغِشِّ. يُحِبُّ أَنْ يَظْلِمَ. فَقَالَ أَفْرَايِمُ: إِنِّي صِرْتُ غَنِيًّا. وَجَدْتُ لِنَفْسِي ثَرْوَةً. جَمِيعُ أَتْعَابِي لَا يَجِدُونَ لِي فِيهَا ذَنْبًا هُوَ خَطِيَّةٌ". (هوشع 12: 7-8)
كمْ هُو حزينٌ أن يَسمعَ الرَّبّ أننا أصبحنَا تُجاراً! حسناً، ليسَ من الخَطأ السعي لتَحقيقِ الرَخاء، وليْس من الخطأ الحُصولُ على المَكاسبِ بِالعملِ في العالم، وذلك لنكونَ قادرينَ على شِراءِ الأشياءِ الجيدةِ والتَمتع بها. ولكنَّ الخطأ أن تَهتمَ بفعلِ هذهِ الأشياء وتُهمل في تقديمِ الحُبِ للضَائعينَ والذينَ يستحقونهُ. نحنُ، الذينَ ولدنا في عائلةِ الله، وأصبحنَا بهذا الامتيازٌ العظيم جَسداً للرَّبِّ. ولكنْ، للأسف أصبحَ العديدُ منا تُجاراً مُكرسينَ حَياتهُم فقط لتبشيرِ أولئكَ الذينَ يُمكنُ أن يُعطوهُم - أو حتى أنهم يَعتقدون ذلك– أي نَوعٍ من المُكافأتِ.
كخدامٍ للرَّبِّ العلىِّ يجبُ أن نفعلَ ما يُريدهُ مِنا. وإلا، فإننَا سَنفقدُ امتيازَ النِعمةِ. ويَجبُ ألا يَكونَ حُكمنَا مُتحيزٌ أبداً؛ وأخيراً، ليسَ من الجيدِ أن نميل إلى جانبٍ دون الأخر لأي سببٍ من الأسبابِ، لأن الجَميع لهُ حقوقٌ متساويةٌ. والخوف من الله هو ما يجب أن يقودَ جميعَ خياراتنا، لأننا بذلكَ لنْ نتخذ أي قَراراتٍ قد نأسف عَليها في وقتٍ لاحقٍ أو قد تؤذي شخصاً ما. فاستخدام مَقاييسَ مُزدوجةٍ – كمقياسِ الخِداع - هو شيءٌ لا ينبغي لأحد القيامُ بهِ، وخاصةً خُدام الرب.
ليس من الخَطأ الحُصول على الأرباحِ في الأشياءِ التي نَقومُ بها. ولكنَّ الخطأ يَكمنُ في السعي للعَيشِ من أجلِ تحقيقِ مثلِ هذهِ الأرباح. ولكي نَفعل البرّ، يجبُ أن نُكرسَ أنفسنَا للرَّبِّ فقط. وبهذهِ الطريقةِ سنرى أنهُ دَائماً أمين أن يُباركَ كُلَّ عملٍ أيدينَا ومعهُ يُمكننا تَحقيقُ أكثرَ بكثيرٍ مما نَحُققهُ بِمحبتنَا للجَوائزِ المَاديةِ - فالربحُ دُونَ نعمةٍ يُصبحُ نقمةٌ.
قالَ أَفْرَايِمُ أنهُ وجدَ لنفسهِ ثروةً. ولكنَّ أولئكَ الحُكماءَ يَجبُ أن يُركزونَ فقط على تنفيذِ المشيئةِ الإلهيةِ كهدفٍ لحَياتِهم. وقد يَكونُ الكنزُ الذي في العَالم مُغريٍ، ولكنَّ الكنزَ السماوي هو بَركةٌ يجبُ السعي إليهِ بقوَّةٍ.
إن سحرَ الثروة قدْ أفسدَ الكثيرين. ولقد قال يَسُوع أنهُ أحدُ الأسبابِ التي تَجعلُ كلمةَ اللهِ تُصبحُ غيرَ مُثمرةً في قلوبِ الكثيرين (مرقس 19:4). يَجبُ علينَا أن نَكونَ فَخورينَ فقط بعملِ الرب. ففي بَعضِ الأحيانِ ياإخوتي، يكونُ بيعُ بعضِ السِلعِ لشخصٍ ما يجعلكَ تفقدُ بركةً أكبر: وهي الفوزُ بتلكَ النفسِ. فإذا كُنت صَيادَ نُفوسٍ، سَوف يَكونُ ربحُك أكثرَ بكثيرٍ من أي أموالٍ أُخرى.
يُمكننَا أن نَرى في الآية أعَلاه، أن الأنانيةَ طغت على أَفْرَايِمُ. فلقدْ كانَ يَسعى جَاهداً لجمعِ الثَروة كثيراً، ومن ثم يَتباها بِما حَصل عَليهِ. ولكنَّ، تلك الثروات كانت للبؤسِ - والصَدأ والعُث واللصوص ولمْ تَبقي مَعهُ. ولكنهُ، لو جَمع كنوزاً للحياةِ الأبديةِ، لنْ يَكونَ أبداً الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ، والتي أشارَ إليها الرَّبّ في سفر الرؤيا (3:17).