منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 04 - 2019, 04:28 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,579

من مجرم حكم عليه بالإعدام إلى طوباوي!!!
من مجرم حكم عليه بالإعدام إلى طوباوي!!!
فقام ومضى إلى أبيه. وكان لم يزل بعيدا إذ رآه أبوه، فتحركت أحشاؤه وأسرع فألقى بنفسه على عنقه وقبله طويلا. فقال له الابن: يا أبت، إني خطئت إلى السماء وإليك، ولست أهلا بعد ذلك لأن أدعى لك ابنا. فقال الأب لخدمه: أسرعوا فأتوا بأفخر حلة وألبسوه، واجعلوا في إصبعه خاتما وفي قدميه حذاء، وأتوا بالعجل المسمن واذبحوه فنأكل ونتنعم، لأن ابني هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوجد. فأخذوا يتنعمون. “ (لوقا ١٥، ٢٠ – ٢٤)

في ١ أكتوبر ١٩٥٠، أُعدم شاب يبلغ من العمر ٢٧ سنة في باريس بعد أن قتل عنصر شرطة خلال عمليّة سطو. كان جاك فيش، القاتل، ضحيّة اهمال والدَيه والعزلة والملل اللذَين يرافقان حياة الترف. كان فاسقاً. عاش حياة مضطربة ينتقل من علاقة الى أخرى ومن عمل الى آخر قبل أن يجد نفسه والداً لطفل لم يرده من زواج تعيس. لكنه وكما الإبن الضال، عرف جاك أيضاً الفرح والسلام الذي يشعر بهما من يحصل على المغفرة والمحبة غير المشروطة وغير المُستحقة.

كانت السنوات الثلاث التي عاشها جاك في الحبس الإنفرادي منتظراً الاعدام فترة اهتداء وتحوّل. تعلم معنى محبة ابنته وأمّه ووجد في المرشد الروحي للسجن صديقاً. تحوّلت لامبالاته بمصيره وبالعالم من حوله – إضافةً الى مشاعره العدائيّة تجاه اللّه – الى شعور عميق بالحزن على جريمته والى سكينة متجذرة في الصلاة والإيمان. وتُعبر يومياته التي كتبها في السجن عن رجل حوّل اللّه حياته من خلال محبته الشافيّة. يُنظر اليوم في دعوى تطويب جاك فيش.




تُذكرنا قصة “الإبن الضال” ان باستطاعة كلّ واحد منا أن يبتعد عن محبة اللّه وان يبحث عن مسار آخر. لا يعني ذلك أننا أشرار أو أنه حُكم علينا. يعني الابتعاد عن البيت نكران الحقيقة القائلة ان اللّه هو “الذي كون كليتي ونسجني في بطن أمي.” (المزمور ١٣٩: ١٣). يعني الابتعاد عن المنزل وكأن لا منزل لي بعد. ومع ذلك، حتى في محاولاتنا “ترك المنزل” والتأكيد على استقلاليتنا، يبقى اللّه الى جانبنا.

إن الدرس الذي تعلمه جاك خلال سنوات سجنه هو نفسه الدرس الذي تعلمه الإبن في المثل: نتعرف على أنفسنا من خلال الخسارة وعندها نتحرر لنرى من نحن حقاً وما نحن مُعدون للقيام به.
إن نعمة معرفة الذات هي وقبل كلّ شيء درس في التواضع – ونظرة بسيطة ومجردة لأنفسنا أمام اللّه. يعطينا التواضع القوة للتخلي عن الأوهام خاصةً الوهم بالاكتفاء الذاتي والمحبة الذاتيّة فنعود الى بيت اللّه عندما نضل الطريق. إن اللّه صبور ومستعد دائماً لاستقبالنا بغض النظر عن ما فعلناه ولماذا ابتعدنا.

فلنتأمل إذاً بقصة جاك فيش وبمثال الإبن الضال خلال الأسابيع الأخيرة من الصوم. ونستعيد مع جاك كلماته في رسالته الى أمّه: “ عسا اللّه أن يساعدك على رؤية القديسة النائمة داخل روحك. أطلب منه أن يجعلك منفتحة لتفهي وتعلمي ما يريده منك. حياتك ليست بشيء فهي أصلاً ليست ملكك. في كلّ مرّة تقولين “أرغب بفعل هذا وذاك” تجرحين المسيح وتجردينه من ما هو عليه. عليك بأن تميتي كلّ ما فيك باستثناء محبتك للمسيح. هذا ليس صعب جداً. يكفي تقديم الثقة وشكر يسوع المسيح على كلّ الطاقة التي وضعها فيك. انت مدعوة الى القداسة مثلي ومثل الجميع، لا تنسي.”
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وضع لافتة تعلق على صليب المحكوم عليه بالإعدام
«حسن عابدين» حُكِم عليه بالإعدام وهو في سن السابعة عشر
مصرع مسجل خطر محكوم عليه بالإعدام
أعادة محاكمة طفل محكوم عليه بالإعدام
المحكوم عليه بالإعدام و كأس الماء


الساعة الآن 02:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024