في مثل السامري الصالح
نرى كيف أن الكاهن واللاوي
“مالا عنه ومضيا”،
لامباليين بحال ذاك الرجل العاري والمتعرّض للضرب على أيدي اللصوص
(راجع لو 10، 30-32).
وفي مثل الغني، لم يأبه هذا الرجل المتخم بالخيرات إلى حالة لعازر الفقير الذي مات جوعاً على عتبة بابه (راجع 16، 19). ففي كلتا الحالتين، علينا بدلاً من ذلك أن “نهتمّ” وننظر بحب وتعاطف إلى كل من الرجلين. فما الذي يعيق نظرة الإنسانية والحنو تجاه أخينا الإنسان؟ غالباً ما يكمن السبب في الثروة المادية والفيض، ولكن ثمة أسباب أخرى ومنها تفضيلنا مصالحنا واهتماماتنا الشخصية على أي شيء آخر. ولكننا يجب ألّا نبدو مطلقاً عاجزين عن “إبداء بعض الرحمة” تجاه من يعاني، ويجب ألّا ندع مصالحنا ومشاكلنا الشخصية تستولي على قلوبنا لدرجة أن نمسيَ صُماً لا نسمع صرخة الفقراء. وعلى العكس، إنّ تواضع القلب والاختبار الشخصي للمعاناة يمكنهما أن يشكلا مصدراً للصحوة الداخلية والانفتاح على الشفقة والتعاطف: “البار يعرف قضية الفقراء والشرير لا يفطن لمعرفتها” (أم 29،7). على ضوء ذلك نفهم تطويب “الودعاء” (متى 5، 4)، أي أولئك القادرين على الخروج من ذواتهم ليتمكّنوا من الشعور بالأسى والشفقة إزاء معاناة الآخرين. لذا فإنّ لقاء الآخر وفتح قلبنا لاحتياجاته هما فرصتان للخلاص والتقديس.