رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أفراهاط الحكيم الفارسي (من بلاد فارس تنصّر وترهّب درس الكتب المقدّسة): يقول: ”أن الصوم في المسيحية هو أنقى شيء في عيني الرب، وهو كنزٌ في السماء، وسلاح ماضٍ بوجه الشرّ، ودرعٌ ضدّ سهام العدو”، وهو يعدد أنواع الصوم:”… لا يقوم الصوم على الامتناع عن تناول الخبز والماء، بل له مقومات وافرة: منهم من يصوم عن الخبز والماء حتى يجوع ويعطش، ومنهم من يصوم بغية الحفاظ على البتولية. إن جاع فلا يأكل، وإن عطش فلا يشرب. هذا الصوم هو في غاية الجودة. ومنهم يصوم بالقداسة، وهذا صوم سليم، بعضهم يصوم عن اللحم والخمر وأنواع المأكل، وبعضهم يصوم إذ يضع لفمه حاجزاً فلا يتفوّه بكلام سيء. منهم من يصوم عن الغضب ضابطاً نفسه لئلا تقوى عليه، ومنهم من يصوم عن أنواع المتطلّبات ليظل يقظاً في الصلاة، وهناك من يصوم عن رغبات العالم لئلا ينتصر عليه الشرير…إلخ.” لكنه رُغم إشادته بأنواع الصوم يؤكد على أمر واحد أساسي ليكون الصوم مقبولاً، وهو نقاوة القلب، ومنع اليدين من فعل الإثم. فإذا صمت عن الخبز والماء فلا ينبغي أن تمزج بالصوم التجاديف واللعنات، واحدٌ هو باب بيتك، وبيتك هو هيكل الله، فعندما يصوم الإنسان عن السيئات ويأخذ جسد المسيح ودمه، عليه أن يحافظ بكل عناية على فمه الذي به يدخل ابن الملك. (جسد ودم الرب). |
|