رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تجارب الصوم الثلاث
التجربة الأولى عند كلّ زمن صوم هي عدم الصوم. مررنا جميعنا بهذه المرحلة. نمتنع عن الكحول ووسائل التواصل الاجتماعي أو مأكولاتنا المفضلة. لكن الصيام طويل أو في حال واجهنا يوماً مرهقاً، نفكر ونقول “ما الفائدة أصلاً من هذا الامتناع؟” أو “لا أهميّة لذلك، فهو مجرد أمر صغير” أو “هي ساعة ليس إلا” أو “هو يوم واحد” – أو عطلة نهاية أسبوع واحدة أو أسبوع! تعرض يسوع للتجربة نفسها وعندما واجهها ذكرنا لما من المهم جداً أن نصوم. أولاً، نصوم لكي لا نكون عبيد شهواتنا – لأننا نكون دمى بين أيدي الشيطان عندما لا نستطيع السيطرة على أنفسنا. ثانياً، نصوم لنذكر أنفسنا من هو سيدنا – وأين سعادتنا الحقيقيّة. يقول لنا يسوع “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان”. إن سعادتنا ليست السعادة الجزئيّة والمؤقتة التي تحققها المعدة الممتلئة بل هي السعادة الدائمة والعميقة عندما نتحد باللّه – السعادة التي يشعر بها الراهب عندما يصلي صباحاً. تجربتنا الثانيّة هي تجربة عدم الصلاة عرض الشيطان على يسوع كلّ ممالك العالم ليحاول إبعاده عن عبادة اللّه. رفض يسوع. أما نحن، فلا يحتاج الى ان يعرض علينا كلّ ذلك بل فقط هواتفنا الذكيّة أو مشروع يتزامن توقيته مع قداس يوم الأحد أو برنامج جديد على التلفاز في حين نهم لصلاة الورديّة. علينا أن نقول له حينها: “نحن نعبد إلهاً واحداً وإلهاً واحداً نخدم” – لا فضولك ولا انشغالاتك ولا خمولك! إن الطريقة الوحيدة لخدمة اللّه بشكل جيد هي بالتكلم معه – الصلاة. التجربة الثالثة هي تجربة اعتبار ان اللّه سيهتم بكلّ شيء أخذ الشيطان أخيراً الى أعلى المعبد وطلب منه أن يقفز باعتبار ان اللّه سيُنقذه فقال يسوع: “لا تجرب اللّه، الهك.” رفض الوقوع في فخ الافتراضات. فهل نرفض نحن؟ نعرف ان اللّه يريد ان ينقذنا. فهل نعيش حياتنا ونحن نسقط بحريّة وراحة معتبرين انه سيأتي ليخلصنا؟ أم نقوم بالأمر الوحيد الذي قال انه سينقذنا: خدمة من هو محتاج؟ فقط محبة اللّه من خلال خدمة الآخرين – إطعام المحتاج وإيواء المشرد وتعزيّة الحزين – ستنتصر في النهاية. إن كلّ هذه التجارب هي في الواقع تجربة واحدة عنوانها عيش هذا الصوم بالحد الأدنى. إن رفع هذا التحدي صعب فهو يقتضي نكران الذات والاقتراب من اللّه من خلال الصلاة وتقديم قلوبنا للآخرين. قد نحتاج الى حافز، فلنفعل كما فعل موسى طلب موسى من بني اسرائيل ان يتذكروا كيف خلصهم اللّه وإعطاء اللّه حقه. وهذا ما علينا بالتحديد القيام به. اذهب الى قداس هذا الأحد وقل ليسوع أنك تريد العودة اليه! ذكره وذكر نفسك ان عائلتك تضيع دونه. ذكره وذكر نفسك انه وباتحادك بالمسيح تخلصت من العبوديّة. ذكره وذكر نفسك الى أي مدى أنت ممتن لأنه قادك الى أرض الأسرار الغنيّة والعذبة. قدم له جهودك خلال فترة الصوم هذا فقوته هي ما نتكل عليه في وجه تجارب الصيام وهو لا يرد أحد خائباً. |
|