رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحيد المرجاني العظيم من عجائب المخلوقات وأبرز المعالم الطبيعية على هذه الأرض مايستحق الحياة.. نحن نعيش على الأرض غافلون تماماً عن أماكن طبيعية امتازت بجمالها الأبدي الذي يزيد مع مرور الزمن. فالزمن عموماً دائماً مايترك أثره السلبي على الأشياء كافة حتى على الإنسان. لكن حين يتعلق الأمر بنشأة الأرض وتطور الحياة عليها، فإن الزمن يشكل الألة السحرية التي تحول معظم المخلوقات إلى أثار عظيمة ومناظر خلابة تأسر القلوب وتعود بنا لزمن عتيق مضى. الحيد المرجاني العظيم، يقع بالقرب من ولاية ” كوينزلاند ” بشمال أستراليا. اكتشفه ” جيمس كوك ” عام 1770 م. هو عبارة عن تشكيل ضخم من الشعاب المرجانية يضم أكثر من 350 نوعية من المرجان و يمتد لمسافة 2300 كيلومتر. يعتبر من عجائب المخلوقات وأكبر حيد طبيعي على وجه المعمورة. تأتي تسمية التشكيلات المرجانية بالحيد نظراً لكونها تبرز فوق سطح البحر، فمعنى كلمة ” حيد ” باللغة العربية أي الجزء البارز من الشيء. أهميته#يعتبر من أهم المواقع المؤهلة لعدد هائل من الحيوانات والنباتات البحرية ومصدر لغذائها . المظاهر الطبيعية#يعتبر أحد أهم المواقع للغطس والغوص والبحث في مقدرات عالم البحار الواسع. #من المرجح أن يصنف كواحد من مواقع ” التراث العالمي” حسب لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو. هنالك بعض المظاهر الطبيعية التي يزيد عمرها عن ألآف السنين، حيث يبلغ عُمر الطبقات العليا من الشعاب بالقرب من سطح البحر نحو 125 ألف سنة. توجد حوالي 616 جزيرة قارية في منطقة الشِّعاب، يمكن القول إن الجزيرة ” المغناطيسية ” وجزيرة ” ويت صاندي” من أشهر تلك الجُزر القارية التي توجد حولها الشعاب. توجد معظم المُنْتجعات السياحية في منطقة الشِّعاب المرجانية التي تتميز بجمالها وسحرها المميز. هناك أيضاً بعض الجزر الصغرى معروفة باسم “الجزر المرجانية المنخفضة” ترتفع لعدة أمتار ولا تزيد مساحتها عن عدة هكتارات -الهكتار يساوي عشرة ألآف متر مربع-. تتكون تلك الجزر من تراكم الرمل والحصى والحجارة معاً بفعل تيارات المد والجزر والأمواج والرياح فوق أسطح شعب مرجانية ممتدة، ومن الناحية التشكيلية تعد جزءاً من الحاجز المرجاني الكبير. يوجد في منطقة الحاجز المرجاني الكبير 205 جزيرة مرجانية منخفضة خالية من النباتات وأكثر من 65 جزيرة مرجانية نباتية. مناخ الحيد ليس ثابت في الشمال والجنوب نظراً لمساحته الهائلة، فالمناخ في الجزء الشمالي مداري ورطوبة عالية وموسم أمطار في شهر يناير، أما في الجنوب فهوأكثر إعتدالاً. نادرًا ما تنخفض درجة حرارة مياه الحاجز المرجاني الكبير عند القرى السياحية الجنوبية عن 20 درجة مئوية. الحياة البحريةبلايين الحيوانات الدقيقة التي تسمى “البوالب المرجانية” والنباتات التي يطلق عليها اسم “الطحالب المرجانية” هما العنصران الأساسيان في تكّون هذه الشعاب المرجانية بحيث تقوم كلاً من النباتات والحيوانات بترسيب الحجر الجيري. مع مرور آلاف السنين تكّون الشعاب المرجانية المرتبطة بعضها ببعض شعبة -مفرد شعاب- يبلغ سمكها عدة أمتار. هناك بعض الشعاب المرجانية التي تبني صخوراً عند توفر العوامل المناسبة من أشعة الشمس وثبات درجة الحرارة عند 20 درجة مئوية أو أكثر. تحظى تلك الشعاب البانية للصخور بألوان تكتسبها من صبغات موجودة في أنسجة “زهر البحر”. تشمل الشعبة المرجانية الكثير من أنواع المرجان مثل (قرن الغزال، المرجان المخي، المرجان المخروطي والمرجان الجبلي ). تحتوي أيضاً تلك الشعاب على أنواع مختلفة من السمك مثل (السمك الملائكي، القد، شيطان البحر، سمكة الفراشة السرغون) التي تعيش كلها وتتكاثر في مياة الشعاب البانية للصخور. أيضاً هناك حوالي 3.000 نوع معروف من الأسماك يعيش في البحار حول استراليا، وقرابة 1500 نوع في مناطق الشعاب. توجد ثلاثة أنواع من السلاحف البحرية (الخضراء، سلحفاة البحر وكبيرة الرأس). تتكاثر على شواطئ بعض الجزر المرجانية المنخفضة. أيضاً يوجد نحو عشرة ألآف نوع من المحار، يعيش نحو أربعة ألآف نوع منه على الشعاب المرجانية أو بالقرب منها. هناك أنواع للحيوانات التي تعيش في مياه الصخور مثل (السرطانات، الروبيان -الجمبري-، جراد البحر، خيار البحر، قنفذ البحر والاسفنجيات) وغيرها من تلك التصنيفات. هذا الحيد مهدد بخطر الزوال بسبب عوامل توسعة الموانئ والتطور الصناعي في الشواطئ الإسترالية، لذلك هناك دعوات عديدة للحد من انتشار تلك التوسعات. وفي خطوة لعلها تجدي نفعاً تطوع فريق بحثي في عمل مشروع للحفاظ على المادة الوراثية لإنقاذه. هذا الفيلم الوثائقي مدته خمسون دقيقة ونصف يوضح سحر هذا المكان السؤال هنا، هل سمعتهم يوماً عن مثل هذا الحيد؟ نعم ربما البعض سمع عنه ودرسه بالتفصيل. لكن أغلبنا سمع فقط قصصاً كثيرة تدور جميعها حول عالم البحار وكائناته التي لم نحصها ولم تشملها أبحاثنا الدائمة حتى الآن. عجيبة مثل هذا الحيد الذي وُجد فقط بسبب كائنات ميتة وتحجرت لآلاف السنين لن نراها يومياً، فآخر معلوماتنا عن الشعاب المرجانية هي تلك المتسببة في غرق السفن فقط! |
|