رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحقيقة المؤلمة عن كيفية حزن الحيوانات عند موت أحبائها 3 أنا أُحس إذن أنا موجود، تلك حقيقة لها قوّة وأكثر عمومية بكثير وتخص كل كائن حي.ميلان كونديرا لابدَّ وأنَّ وفاة شخص عزيز تعد من أصعب التجارب التي يمر بها الإنسان في حياته، خاصة وإن كانت الوفاة مأساوية وغير متوقعة، لكن ماذا عن الحيوانات؟ نوعاً ما قد تكون واضحة لنا مشاعر الحيوانات التي نملك روابط معها، لكن هل تحزن الحيوانات الأخرى أيضاً لكننا لم نكتشف طرقها في التعبير عن حزنها؟ أم أنها مخلوقات عديمة العاطفة لا تهتم سوى بغذائها وتكاثرها؟ وبما أنه من غير الإنساني إلحاق الأذى بحيوان فقط لأجل رؤية ردة فعل أقرانه على موته تظل الأبحاث في هذا الموضوع غير وافية وإنما هي مجموعة من الملاحظات الكثيرة التي جمعها الباحثون والتي أوصلتهم للاستنتاج بأن الكثير من الحيوانات لديها نوع من الوعي بشأن الموت وتحزن له أيضاً. طيور الإوز الوفيةاستخدامها الدائم في الصور الرومانسية لم يأت من فراغ! فطيور الإوز تكرس نفسها لشريك واحد مدى الحياة، ترعى الصغار معاً تشيخ معاً وتضحي لأجل بعضها. فإذا فقد الإوز أنثاه -أو العكس بالطبع- دخل في حالة حداد صارمة يفقد فيها شهيته وبالتالي يقل وزنه وقد ينعزل تماماً عن القطيع، وربما لن يتزاوج مع إوزة أخرى خاصة إن كانت مدة بقائه مع شريكته سنوات طويلة، تحزن طيور الإوز أيضاً بشكل واضح إذا تم تدمير بيضها. طقوسٌ جنائزية للفيلةتلاقى طبيعة ومشاعر الفيلة اهتماماً مؤخراً، فالعلماء يكتشفون أكثر وأكثر عن هذه الحيوانات العاطفية الضخمة. فعندما ينفق أحد أفراد القطيع تصاب الفيلة بحاله هياج وتتفحص الجثة كما تحرص على حراستها، وبحسب تجارب العلماء فقد أبدت الفيلة قدرة مدهشة في التعرف على عظام أفرادها من بين العظام الأخرى لوحيد القرن مثلاً أو الجاموس حتى بعد إزالة الأنياب التي تميزها. شوهدت الفيلة تقوم بمظاهر الحداد على بشر وعلى أفيال مثلها. كما أنها رُصدت وهي تقوم بما يشبه الدفن لموتاها عن طريق تغطية الجثة بالأعشاب. وفي إحدى الأمثلة الشهيرة على اهتمام الفيلة بموتاها فقد كانت اليانور قائدة لقطيع فيلة في كينيا وأثناء السير انهارت اليانور المريضة فقامت قائدة قطيع آخر من الفيلة بإسنادها لكن اليانور انهارت مجدداً وماتت، خلال الأسبوع اللاحق قامت خمس عائلات مختلفة من الفيلة بزيارة جثتها وتفقدها بما في ذلك عائلة اليانور التي وقفت بجانبها لمدة نصف ساعة. وفي مثال آخر وعندما كانت الباحثة سينثيا موس تحمل عظام فك فيلة أنثى كانت قائدة لقطيع إلى المختبر صُدف أن مر قطيع الفيلة المتوفاة بجانب مختبر موس فاقتربوا جميعاً من عظمة الفك يتفقدونها ويحتضنونها، وبقي أحد الفيلة وقت أطول بجانب العظمة واظهر اهتماماً أكثر بها ليتضح فيما بعد أنه ابن الفيلة المتوفاة. تُعرف هذه الثدييات فائقة الذكاء بروحها المرحة وحبها للمجموعة لكن هي أيضاً تمر بأيام سيئة، يقول الباحثون أن هذه الحيوانات المائية تواجه صعوبة في تقبل حقيقة موت أحبائها وستبقى في كثير من الأحيان مع جثثت الرضّع المتوفين أو أحد المقربين لعدة أيام. ففي الصورة السابقة مثلا والمأخوذة من فيديو صوره مجموعة من السياح تظهر أنثى دولفين قتل صغيرها بضربة من مروحة سفينة سياحية فبقيت تسبح طويلاً وهي تحمله على ظهرها، وقال المختصون بأن الدلفين الصغير يبدو أنه ميت منذ أيام. وفي القرب من جزر الكناري رصد دولفين ميت تحرسه مجموعة من الدلافين من ضمنهم أم الدولفين الميت، وخلال الثلاثة أيام المقبلة طردت الدولفينات جميع الطيور التي كانت تقترب من الجثة العائمة. حمل الصغار الموتى تم رصده أيضاً في البابون (الرباح)، قرود الشامبانزي والغوريلا فهذه الحيوانات الأكثر شبهاً بنا بتركيبها الجيني تشبهنا أيضاً في طريقة تعاطيها مع مشاعر الحزن. فقد تستمر أمهات الغوريلا والشامبانزي بحمل جثث صغارهن حتى بعد بدء تحللها ولمدة تزيد أحياناً عن 19 يوماً على التوالي، أظهرت تلك الأمهات الرعاية لأبنائهن كما لو كانوا على قيد الحياة كحراستهم ومحاولة إرضاعهم وأحياناً هزهم علهم يستيقظون. والصورة الأولى لغوريلا اسمها جانا تحمل صغيرها الميت الذي لم يستطع الحراس أخذه منها ظلت تلك الأم تحمل الجثة وتهزها في محاولة لاستمالة صغيرها بالرجوع للحياة لكن بلا جدوى. أما الثانية لمجموعة من قرود الشامبانزي تجمعوا ليلقوا نظرة أخيرة على جثة أحد أفرادهم أثناء نقلها. وهنالك الغوريلا المشهورة كوكو التي أظهرت مظاهر الاكتئاب والنواح عندما فقدت القطة التي أعطاها مسؤولوا حديقة الحيوان للغوريلا والتي كانت بمثابة حيوانها الأليف. رُصدت الرئيسيات وهي تصدر الكثير من التصرفات المشابهة لتصرفاتنا عند الصدمة والشعور بالحزن كمخاطبة الميت وإعطائه طعامه المفضل، محاولة إنعاش الميت بهزه وحتى ضربه، ثم القبول بالحقيقة وما يرافقها من كسل أو قلة في الشهية، وحتى تجنب البقعة التي مات فيها أحدهم. الكلب ذلك الصديق الوفي للإنسان منذ آلاف السنين، قد طور ذكاءً عاطفياً عميقاً يجمعه مع الإنسان، فالكلاب تشعر بما إذا كان مالكها حزيناً ام سعيداً وتشعر بالطبع أيضاً بمشاعر الكلاب الأخرى وتحزن وتكتئب لوفاه أصدقائها. لعل قصص حزن الكلاب هي الأكثر انتشاراً بين الناس من كل البلدان والثقافات، فكثيرة هي الحالات المسجلة لمظاهر الفجع والاكتئاب التي تخالج الكلاب عند الفراق من ملازمة لجثمان مالكيهم وإظهار للخمول وفقدان الشهية، أو قد لايتقبل الكلب حقيقة موت صاحبه فيضل ينتظره ولسنوات، والصورة السابقة لكلب في جنازة مالكه وهو جندي أمريكي، رفض الكلب الابتعاد عن جثمانه وفضل الارتماء تحته بحزن حتى انتهاء المراسم. يملك البعض وخاصة أولئك الذين لم يُربوا قطاً صورة نمطية عن عدم مبالاة القطط إلا بأنفسها، لكن الملاحظات تشير إلى أن القطط تحزن عندما تفقد مالكها أو قطاً تربت معه. ففي أحد الأمثلة ترفض الطعام، تبحث وتموء في أرجاء المنزل بحثاً عن أختها ثم ترقد في مايشبه السبات، هذا ما لاحظته الباحثة باربارا كينج في القطة يلا التي فقدت أختها التي تربت معها في نفس المنزل منذ 14 عاماً. كما وتظهر القطط الاكتئاب عند فقدها لمالكها أو عند تركها وحيدة. لم يُركز كثيراً على مشاعر الزرافات إلا بعد رصد علماء الحيوان رفض إحدى الزرافات ترك جثة صغيرها الذي مات، في ثالث واقعة من نوعها على الإطلاق. فقد قامت زرافة أنثى في زامبيا بأفريقيا بالمباعدة بين ساقيها -وهو أمر نادر الفعل من الزرافات إلا عند شرب الماء أو التقاط الطعام- وبقيت تلعق صغيرها الميت لعدة دقائق قبل أن تسأم وتنهض واقفة، ثم لم تلبث بالعودة إلى جثة صغيرها تكرر نفس سلوك اللعق والتفقد لما يزيد عن الساعتين، وبالرغم من أن العلماء يؤكدون أنه من النادر جداً وجود الزرافة بمفردها إلا أن هذه الزرافة قضت الساعات بجانب وليدها بعيدة عن أقرانها. تكره الخيول شعور الوحدة فهي مخلوقات ذكية واجتماعية تحب تكوين الروابط مع خيول أخرى وكنتيجة لهذا فهي تختبر عدة مشاعر من ضمنها بالطبع الحزن والاكتئاب. فإذا مات شريك الخيل وترك وحيداً سوف يظهر مشاهد الحداد مثل قلة الشهية والكسل وأيضاً الاستياء والعصبية. فالخيول بكل تأكيد حساسة وتحب أن تتشارك العيش وإن لم يكن مع خيول أخرى، يقول الخبراء أن حتى معزة أو بقرة ربما تفي بالغرض لكن بالرغم من ذلك قد يبقى الخيل حزيناً لفترة على فراق شريكة السابق حتى وإن التقى بخيول أخرى هذا خاصة إن امتدت فترة عيشهما مع بعضهما لسنوات طويلة. عندما فقد الدب القطبي المحبوب وانج رفيقته جي بي جلس يمشي حول جثتها ينظر إليها بدلاً من أن يلتهم الغذاء المقدم له، وسهر بقربها كل الليل. عاشت جي بي برفقة وانج في حديقة الحيوان بجوهانسبرج منذ كانا في عمر الستة أشهر وطوال 28 سنة. ولاحظ القائمون على الحديقة تغيرات في تصرفاته بعد وفاة رفيقته، حيث لم يعد يهتم بالطعام ولم يعد يسبح بعد أن كانت هذه هوايته المفضلة، ثم مات بعد عدة أشهر. شوهدت أسود البحر لعدة مرات وهي تطلق صرخات حزينة مستمرة بعد أن يتم قتل أطفالهم أو أحد أفرادهم من قبل الحيوانات المفترسة أو الصيادين. لكن وماذا عن الحيوانات التي لطالما اتسمت معاملتنا لها بعدم الإنسانية وكأنها منتجات لا تشعر ولا تفكر مثل الأبقار والأغنام؟ تشير الملاحظات يوماً بعد يوم بكون هذه الحيوانات بكل تأكيد تشعر وتتألم نفسياً سواء عند فقدانها لصغارها أو عند حبسها وتعذيبها. فالجمال مثلاً أشتهرت عند العرب بذكائها ووفائها، ولوحظت مظاهر الحداد على نطاق واسع في الحيوانات تمتد إلى الأرانب، البطاريق، وغيرها من الطيور والحيوانات المختلفة. فقد بات واضحاً للعلماء أن بعض الحيوانات تشعر بالحزن كنتيجة لشعورها بالحب والصداقة. تقول الباحثة باربارا كينج صاحبة كتاب (كيف تحزن الحيوانات) إننا نعلم القليل عن مشاعر الحيوانات، فحن نلاحظ على بعض الحيوانات آثار الحزن التي تشبه ما نصاب نحن البشر به مثل الانعزال الاجتماعي وفقدان الشهية والنوم الطويل، و قد لا تشعر الحيوانات الأخرى بالحزن أو ربما يكون لها طرق أخرى لا نعرفها للتعبير عن حزنها لا تشبه طرقنا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كيفية منع القطط من جلب الحيوانات الميتة إلى المنزل |
كيفية التعرف على الحيوانات المصابة |
كيفية منع انقراض الحيوانات |
كيفية الحفاظ على سلامتك من الحيوانات البرية |
معلومات مفاجئة حول كيفية نوم الحيوانات |