رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرسول القديس الشهيد في الكهنة يعقوب أخي الرب أول رئيس أساقفة أورشليم 23 تشرين الأول غربي (5 تشرين الثاني شرقي) لا بد لنا أولاً، قبل أن نتعرف إلى القدّيس يعقوب أخي الرب، من أن نميّزه عن القدّيس الرسول يعقوب بن حلفى، أحد الاثني عشر، الذي تقيم الكنيسة تذكاره في اليوم التاسع من الشهر الحالي (تشرين الأول). فأما القدّيس يعقوب الذي نحن في صدد الكلام عنه هنا فأول ما ورد ذكره في إنجيلي متى (55:13) ومرقص (3:6). وقد أشير إليه كواحد من أخوة الرب يسوع الأربعة. والثلاثة الباقون هم يوسي وسمعان ويهوذا. أما نسبة هؤلاء الأخوة على الرب يسوع فقد كان لها، منذ البدء، أكثر من تفسير. أبرز التفسيرات اثنان: الأول أنهم كانوا أولاد أخت مريم أو أولاد أخ يوسف، وهؤلاء في عرف اليهود أخوة. والثاني - وهو الأكثر شيوعاً في التراث - أنهم أولاد يوسف من زواج كان له قبل مريم، وهذا معناه أن يوسف كان أرملاً عندما اقترن بمريم. ويبدو أن أحداً من أخوة يسوع لم يؤمن به، أوّل الأمر، وإنجيل يوحنا (1:7-5) يذكر ذلك صراحة. أما ماذا حدث ليعقوب حتى آمن ودعا نفسه "عبد الله وعبد الرب يسوع المسيح"- كما جاء في الرسالة التي تنسب إليه وتحمل اسمه (1:1)- فليس واضحاً تماماً. غير أن الرسول بولس يذكر في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس أن الرب يسوع ظهر ليعقوب شخصياً بعد قيامته من بين الأموات (1كورنثوس7:15). ويبدو، من النصوص الكتابية، أن يعقوب كان أحد أبرز الوجوه في الكنيسة في أورشليم. فالرسول بولس يذكره في رسالته إلى أهل غلاطية (19:1؛ 9:2) باعتباره أحد الثلاثة المعتبرين أعمدة الكنيسة فيها. والاثنان الآخران هما صفا (بطرس) ويوحنا. والأمر عينه يبدو جلياً في كتاب أعمال الرسل حيث ورد حديث عن اجتماع عقده الرسل والمشايخ (أعمال 15) لينظروا في أمر الختان وما إذا كان يشمل الأمميين المقبلين إلى المسيح أم لا. يوم ذاك وقف يعقوب، كرأس للجماعة في أورشليم، ولفظ الكلمة الفصل. إلى ذلك، تنسب إليه أولى الرسائل الرعائية السبع (يعقوب، بطرس الأولى...) التي تشكل مجموعة من مجموعات أسفار العهد الجديد وهذه الرسالة خرجت إلى الوجود - في رأي الدارسين - بين العامين 50 و60 للميلاد، وهي عبارة عن مجموعة حكم وإرشادات تتناول السلوك المسيحي والحياة الرعائية كالصبر في الشدائد والإيمان الفاعل بالمحبة وضبط اللسان وأهمية الصلاة والتحذير من خدمة الله والمال سواء بسواء. هذا أبرز ما نستقيه من العهد الجديد عن يعقوب الرسول أخي الرب. أما ما هو شائع عنه، غير ذلك، فينتمي إلى التراث. وفي التراث انه كان يعرف بيعقوب البار وأنه كان نذيراً منذ الطفولة لا يأكل الزبد ولا يشرب الخمر ولا يعرف شعره الموسى وأنه بقي عفيفاً إلى نهاية حياته وكان يكتفي من الطعام بأقله وأنه كثيراً ما كان يحيي لياليه في الصلاة حتى أضحت ركبتاه كالحجر من كثرة السجود. وقد اختاره الرسل بالإجماع أول أسقف على أورشليم فكان عليها ثلاثين عاماً. وإليه تنسب أقدم ليتورجيا، "قداس القديس يعقوب الرسول" التي يظّن الدارسون أنها في أصل قداس كل من القدّيسين باسيليوس الكبير ويوحنا الذهبي الفم. وقد قيل انه جاء بالكثيرين، يهودا وأمميين على الإيمان بالمسيح، فحقد عليه اليهود وقرّروا التخلّص منه. وقد وعظ الشعب مرة من على سطح أحد البيوت أو ربما من جناح الهيكل فجاءه الكتبة والفريسيون وألقوه من علو فسقط أرضاً وأصيب ولكنه لم يمت. غير أن مهووساً عاجله بضربة عصا على رأسه فقضت عليه، فرقد في الرب شهيداً وهو في الثالثة والستين من العمر. وقد كان ذلك في العام 62 للميلاد. ثم أن يهود أتقياء أشاعوا، فيما بعد، أن محاصرة أورشليم وهدمها في السنة السبعين كان عقاباً من الله على قتله. |
|