رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما قاله رئيس مكتب التحرّيات الطبية في لورد عن الشفاءات في المزار ماذا تعني لكم تجارب الموت الوشيك التي تزخر اليوم شبكة الإنترنت بالشهادات الكثيرة عنها؟ لا يمكن لكل هذه الأوصاف لـ “العالم الآخر” الذي لمحه أشخاص لامسوا الموت، أن “تُصدَّق” من دون بحث نقدي، بما أن بعضها خيالي بشكل واضح. مع ذلك، أدى تماسك بعض الروايات الصادرة عن أشخاص من كافة الأعمار والأصول، إلى حث العلم والكنيسة على أخذها على محمل الجد أكثر فأكثر. “علامة من السماء” يكرس الدكتور باتريك تيلييه، المسؤول السابق عن مكتب التحريات الطبية في لورد، تحقيقاً مهماً في تجارب الموت الوشيك، بصفة مزدوجة كطبيب وكاثوليكي. وإذا كان يرى فيها “علامة من السماء تشرّع لنا الأبواب إلى الحياة غير المنظورة”، فإنه يفعل ذلك بعد تحليل دقيق يشمل العناصر العلمية وإنارة الإيمان من دون الخلط بينها أبداً. ونظراً إلى أنه معتاد في مهنته ووظيفته (ترأس الجمعية الطبية الدولية للورد التي تشمل أكثر من عشرة آلاف أختصاصي في مجال الصحة في 75 بلداً) على فحص شهادات الشفاء بدقة كبيرة، فقد طبّق تمييزه المنهجي على سبع شهادات مدهشة جداً. جمع بنفسه في لورد تفاصيل الشهادة الأولى، شهادة الفرنسي ميشال دوران الذي أُعلن أنه “مات سريرياً”. وخضعت الشهادات الأخرى كلها للدراسة: طفل أميركي “رأى السماء” ووصفها بشكل رائع؛ جرّاح أعصاب أميركي مشهور من أكثر المشككين في بقاء النفس يشهد اليوم: “الفردوس موجود”؛ ناتالي التي نجت من حادث سير مروع تكرس عودتها إلى الحياة لنشر سلام الحب الإلهي وفرحه؛ غلوريا، طبيبة الأسنان الكولومبية، “لامست الموت” بنفسها بعد أن تعرضت لصعقة مع ابن أخيها (الذي لم ينجُ)؛ الأباتي جان دوروبير، الشاهد على “خروجه من جسده” بعد أن أعدمه جندي في جبهة التحرير الوطني خلال الحرب الجزائرية؛ والأب خوسيه مانييانغات، الكاهن الهندي الذي روى رؤيته لجهنم والمطهر والسماء، في ختام الرحلة الطويلة التي عاد منها خلافاً لكل التوقعات بعد أن صُدم مباشرة فيما كان يتجول على دراجته النارية. تعجّب وسلام وفرح لا يسعنا إلا أن نتأثر بالتقاء هذه الشهادات المتنوعة. فالجامع بين معظم هؤلاء “العائدين” هو التعجب الذي غاصوا فيه خلال رحلتهم إلى العالم الآخر، والرغبة في مشاركة سلامهم وفرحهم اللذين غالباً ما تصحبهما أيضاً توبة عن حياتهم “السابقة”. إذاً، ما هي تجارب الموت الوشيك؟ ما الذي يحدث فيها؟ ما رأي العلم فيها؟ وما رأي الكنيسة فيها؟ بعد تمييز تسع مراحل في هذه “الرحلات” (الخروج من الجسد، تغير حالة الجسد، المرور في نفق، الاحتكاك مع “أشخاص روحيين” آخرين، لقاء “كائن من نور”، عرض مفصل للحياة، شعور بالسلام والهدوء، العودة، والتداعيات على الوجود)، أوضح باتريك تيلييه هذه الأسئلة. وإن التطابق والتشابه اللذين اقترحهما من خلال مقاطع بيبلية وحياة قديسين من مختلف العصور يسهمان بشدة في جاذبية كتابه وفرادته. وقد رأى في ختام هذا البحث أنه لم يعد هناك من شك في أن تجارب الموت الوشيك هي “علامات حياة آتية من الآخرة” أو بالأحرى “فتحات على الحياة غير المنظورة” أعطيت لعالم غير منفتح على رجاء السعادة الأبدية. |
|