لكن لا يجب ان نتغاضى عن حقيقة طبيعة الانسان وهي انه لا يقدر ان يتحكم برغباته وميوله ولا يستطيع ان يسير في مساره ويعجز عن ان يسير نحو هدف معين دونما تعرج او زيغان وكثيرا ما انغلب اناس من طبيعتهم الفاسدة فعملوا ما يكرهون وتمموا ما يبغضون فندموا وبكوا دون ان يستعيدوا ما خسروه.. لذلك فال الرب يسوع المسيح " وتعرفون الحق والحق يحرركم، كل من يفعل الخطية هو عبد للخطية فان حرركم الابن فالبحقيقة تكونون احرارا" (يوحنا 8: 35). هذا يعني ان الحرية ليست كما يفهمها الكثيرون وانه لا يوجد انسان مهما كان يستطيع ان يهبك الحرية لان الجميع بلا استثناء عبيد ويحتاجون الى من يعتقهم وفاقد الشيء لا يعطيه، كيف يحررني من هو عبد لطبيعته فنقرأ في الانجيل " واعدين اياهم بالحرية وهو انفسهم عبيد للفساد لان ما انغلب احد منه فهو له مستعبد ايضا" ( 2 بطرس 2: 19). ان الرب يسوع هو الوحيد الذي لم يخطئ ولم يكن عبدا لشيء بل عمل كل شيء في مكانه ولم يوجد فيه غش او مكر فهو الوحيد الذي يستطيع ان يوصل الانسان الى الحرية الحقيقية بكل معناها. هل تعبت ممن حولك وهل تعبت من العبودية؟ وهل تشعر انك مستعبد لأهواء تبغضها لكنك لا تستطيع ان تتغلب عليها؟ صديقي، يوجد رجاء، قد اتى يسوع خصيصا لاجلك لكي يحررك الى التمام وهو الوحيد الذي احب الجميع بدون استثناء واحبك انت ايضا. فهل تأتي اليه؟ انه موجود في طل مكان وهو حي وهو فريب منك، فتحدث معه بصدق وسترى النتائج الاكيدة. لم يحدث ان اتى اليه احد ورجع خائبا مخذولا... ربما يحتف المريض بالدواء في جيبه دون ان يستعمله فهل يشفى؟ هكذا ايض البعض يظن ان المسيح في جيبه دون ان يستفيد شيئا.. يعيش عبدا ويموت هالكا وهو مخدوع مطمئن ان الدواء الناجع في جيبه...