يكشف متى دخلت الكنيسة الكاثوليكية مصر
تنتشر إيبارشيات الكنيسة القبطية الكاثوليكية، في عدد من المحافظات، ينتمي إليها آلاف الأقباط، تربط الكنيسة الكاثوليكية علاقات طيبة قائمة على الود والتفاهم، مع الكنائس الأخرى، وأجهزة الدولة.
ويبلغ تعداد الكاثوليك نحو 250 ألف كاثوليكي موزعين على سبع إيبارشيات، وهم «إيبارشية البطريركية، إيبارشية الجيزة وبني سويف والفيوم، إيبارشية الإسماعيلية، إيبارشية المنيا، إيبارشية أسيوط، إيبارشية سوهاج، إيبارشية الأقصر»، ويقوم بالرسالة الرعائية في هذه الإيبارشيات من 200 كاهنا إيبارشية إلى جانب 85 كاهنا من الآباء الفرنسيسكان وغيرهم من الرهبانيات المختلفة.
لكن متى دخلت الكنيسة الكاثوليكية مصر؟
الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، يقول إن أصل الكرسي السكندري يعود حسب التقليد إلى القديس مرقس الإنجيلي، ومارست بطريركية الإسكندرية بدور هام في الكنيسة الجامعة خلال القرون الخمسة الأولى من بداية العصر المسيحي بفضل علمائها وفلاسفتها، ونشأت في أحضانها الرهبنة المسيحية مع مؤسسيها الكبار القديسين أنطونيوس وباخوميوس ومقاريوس ولذلك استحقت أن تكون الكرسي الثاني بعد كرسي روما بقرار من مجمع نيقيا عام 325.
وعلى أثر مجمع خلقيدونية عام 451 انفصلت كنيسة الإسكندرية عن الكنيسة الجامعة، وبعد المجمع كان بطريرك الإسكندرية تارة أرثوذكسيا وتارة كاثوليكيا، في بعض الأحيان كان هناك بطريركان وكثيرا ما كان البطريرك الكاثوليكي بيزنطيا وكان آخرهم مرقس الثاني في بدء القرن الثالث عشر.
واحتفظ الكاثوليك بالطقس الإسكندري وتغلبت فيه اللغة القبطية على اليونانية وبعد ذلك اللغة العربية وكان الكهنة الكاثوليك يحضرون من القدس إلى مصر في فترات مختلفة من السنة للاحتفال بالأسرار المقدسة للمؤمنين المتمسكين بعقيدتهم الكاثوليكية.
وبحسب بطريرك الكاثوليك «إن كرسي روما الرسولي قد قام بمساع عديدة لتحقيق الوحدة، وكانت له مكاتبات عديدة مع البطاركة الأقباط الأرثوذكس وتمت محاولة الوحدة الأولى في مجمع فلورنسا العام 1443 بتوقيع وثيقة الوحدة، وكانت المحاولة الثانية العام 1582 بالقاهرة، والمحاولة الثالثة العام 1814، ولكن كلها لم تأت بالنتيجة. وبالرغم من ذلك لم يهمل كرسي روما الرسولي هذا القطيع الصغير الكاثوليكي بمصر واهتم به الآباء الفرنسيسكان عندما استقروا بمصر في القرن الثامن عشر».
وفي العام 1741 عين قداسة البابا بنديكتوس الرابع عشر الأنبا أثناسيوس مطرانا ونائبا رسوليا لأقباط مصر الكاثوليك. وتتابع النواب الرسوليون للكنيسة القبطية الكاثوليكية منذ هذا التاريخ، وفي 26 نوفمبر العام 1895 أعاد قداسة البابا لأون الثالث عشر بطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك بقراره الرسولي "المسيح الرب"، وتضمن القرار تعيين الأنبا كيرلس مقار مديرا رسوليا لطائفة الأقباط الكاثوليك وإنشاء ثلاث إيبارشيات: الإيبارشية البطريركية وتشمل الوجه البحري بأكمله الإسكندرية والدلتا القاهرة ومقرها القاهرة، وإيبارشية المنيا وإيبارشية الأقصر، وفي العام 1899 عين الأنبا كيرلس مقار بطريركا على الكرسي الإسكندري.
وما بين 1908_ 1947 تولى إدارة البطريركية بالتتابع مديران رسوليان: الأنبا مكسيموس صدفاوي والأنبا مرقس خزام الذي عين بطريركا في العام 1947 وتم تجليسه في السابع من شهر فبراير العام 1948.
ويضيف بطريرك الكاثوليك عندما زاد عدد المؤمنين وخصوصا في الوجه القبلي تم تقسيم إيبارشية الأقصر، وإنشاء إيبارشية أسيوط في العام 1947 وسيم الأنبا الكسندروس اسكندر أول مطران لها في العام 1947.
وبعد وفاة غبطة البطريرك الأنبا مرقس الثاني في 2 فبراير العام 1958 انتخب السينودس البطريركي للأقباط الكاثوليك مساعده الأنبا أسطفانوس الأول بطريركا. وتم تجليسه في 29 يونيو 1958. والذي أقيم كاردينالا في الكنيسة الجامعة بتاريخ 22 فبراير العام 1965 واتخذ مساعدا له الأنبا يوحنا كابس. وصار الأنبا أندراوس غطاس مديرا رسوليا للبطريركية.
وفي 19 أبريل العام 1986 قدم الأنبا أسطفانوس الأول استقالته لدواعي السن والصحة، وانتخب السينودس البطريركي في 9 يونيو 1986 بطريركا وأخذ اسم الأنبا أسطفانوس الثاني وتم تجليسه في 12 يوليو من نفس العام. وأقيم كردينالا في الكنيسة الجامعة بتاريخ 21 فبراير 2001 وفي 8 أبريل 2006 قدم استقالته بسبب السن والصحة.
وانتخب السينودس البطريركي الأنبا أنطونيوس نجيب خلفا له في 2006، وأقيم كاردينالا في الكنيسة الجامعة في 21 نوفمبر 2010. ولأسباب صحية لغبطة الكاردينال تم تعيين نيافة الأنبا كيرلس وليم مدبرا بطريركيا خلال العام 2012 حسب القوانين الكنسية.
في 15 يناير 2013 اختار سينودس الأساقفة للأقباط الكاثوليك نيافة الأنبا إبراهيم سدراك بطريركا للكرسي الإسكندري خلفا لغبطة البطريرك الكاردينال الأنبا أنطونيوس نجيب الذي استقال من مهامه البطريركية بسبب الظروف الصحية. وتم الاحتفال بالتنصيب 2013.
هذا الخبر منقول من : موقع فيتو