يَجِبُ أن نَكونَّ كَامِلِينَ
فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ (متى 48:5)
يجبُ أن نُطيعَ أوامرَ الرَّبِّ دائماً. لمْ يطلب الرَّبُّ منا أبداً أن نَكونَ كاملين، إذا لمْ يكُنْ ذلكَ مُمكناً. يَجبُ على الذكي والذي يُريد أن يَنتصر في مَعاركِ الحَياة أن يَتعلمَ الالتزام بِجميعِ الوَصايا الإلهية، وبذلك يُحققُ مَشروعَ الكمال، مِثلمَا فعلَ يسُوع. فقد كان مِثالي في كُلِّ شيءٍ: في أفكارهِ، خِطابهِ، أفعالهِ، ومَحبتهِ، وكذلكَ في الوفاءِ بوعودهِ. فلمْ يكُنْ الرَّبّ أبداً ولنْ يكون غير كَاملٍ.
قالَ يسُوع أننا نُثبتُ حُبنا لهُ بأن نَحفظ وصَاياه (يوحنا 14: 15-21) ، وهُو شيء يَجبُ علينا القيامُ بهِ بِالكمالَ. ولذلك، لا يُمكننَا التصرفُ بشكلٍ عشوائي ونتوقعُ منهُ الوفاءُ بما وعدنا بهِ، لأنهُ هو أحبنَا أولاً (يوحنا 4: 19). فَلذلكَ، اُنظر إذا كُنت قد أطعتَ ما أمرك بهِ الله أم لا، وكيفَ تتصرفُ في ضَوءِ ما وعَدك بهِ، أو عِندما يُوبخك على بَعضِ مَواقفك. إن قُبولَ توبيخِ الرَّبّ والتخلي عنْ الطُرق الخَاطئة هي أفعالٌ يجب القيامُ بها من كل قَلبكَ وتؤدي بكَ إلى الكَمالِ.
عِندما نَحكم بدقةٍ على كلماتِ يسُوع، نرى أن الطريقةَ التي نُؤدي بها عملَ الله مُهمةٌ جداً، لأنهُ لا يقبلُ بوجودِ أي عيبٍ في تَنفيذِ المُهمةِ المُسندةِ إلينا. لذلك يجبُ أن يكون رجالُ الله مِثل هؤلاءِ 300 رجُل مع جَدعون والذينَ لغوا المَاء كَالكِلاب (القضاة 7: 7). وفقط أولئكَ الذينَ استسلموا بِالكاملِ لرُّوح الله، سينصرهُم الله في مَعاركهِ. لذلك، قُم بفحصِ نفسكَ ولاحظ ما إذا كُنتَ قد بَذلت جُهداً لإنجازِ المهمةِ التي أعطيت لك. وأما إذا كُنت قد تصرفتَ بشكلٍ مُختلفٍ، فمن الأفضلِ لكَ إصلاحُ طرقكَ، باختيارِ الطريقةِ الصحيحةِ التي تَتصرف بها عِند قيامكَ بعملِ الله.
لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لَا لَا. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ (متى 5: 37). وهَذا يَعني أننا يَجبُ ألا نُشاركُ في أي شيءٍ يأتي من العدوُّ. وبدلاً من ذَلك، يَنبغي أن نَكونَ مِثلَ الرَّبِّ يسُوع، الذي ذَكر أن الشَّيْطان يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ. (يوحنا 14: 30). وإذا وجدَ الشَّيْطان تغرةً في حَياتك، مَهما كانت صَغيرةً، فإنهُ سوفَ يُمسك فيها بمخالبهِ وستُعاني كثيراً. لذلك، قُم بفحصِ أفكاركَ ورغباتِك وشَهواتك، وقُم بِتحليِلِ مُعتقداتكَ. وإذا كانَ هُناك أي شيءٍ شريرٍ، فاطلُب المَغفرةَ وصَحح سُلوككَ. فالإنسان يَصبحُ عبداً للشَخصِ الذي يُطيعهُ.
تُعلمنَا الكَلمةُ أن نكونَ مُتَمَثِّلِينَ بِالْمَسِيحِ.(1كورنثوس 11: 1) لأنهُ يُريدنَا تَحتَ سُلطانهِ، في الكمالِ، القيامُ بإرادتهِ مِثلمَا يفعلُ هو لو كان مكاننَا. ولذلكَ عِندما تُصلي مُطالباً بشيءٍ وعدَ بهِ في الكتابِ المُقدسِ، لا تفعل ذلك بِقلبٍ مُنقسم، بلّ بِكُلِّ قوتكَ وشَجاعتكَ واِستعدادكَ، معَ الكمَال.
يفرحُ الله بِنجاحنَا، ومن يَتصرفُ من تلقاءِ نفسهِ لنْ يكونَ ناجحاً. لذلكَ، إذا كانَ بَعضُ قراراتنَا أو أفعالنَا غيرُ كاملةٍ، فإننا لنْ نُرضي الرَّبَّ. فهو يَفرحُ عندمَا يَرانا نتصرَّفُ مِثلهُ.