رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بفضل هؤلاء العلماء وأبحاثهم اكتشف البشر عنصر الأكسجين
الأكسجين (Oxygen) واحدا من أهم العناصر الكيميائية حيث يرمز إليه بالحرف "O" وينسب إليه العدد الذري 8 ويصنّف ضمن قائمة الكالكوجين (chalcogen) بالجدول الدوري. وإضافة إلى تواجده على شكل غاز ثنائي الذرة "O2" مع توفر الشروط العادية من الضغط ودرجة الحرارة، يتميز الأكسجين بعدم امتلاكه للون ورائحة ويشكل هذا العنصر الكيميائي قرابة 21% من تركيبة الغلاف الجوي ويعد ثالث عنصر، من حيث الوفرة، بالكون بعد كل من الهيدروجين (Hydrogen) والهليوم (Helium). ويمتلك الأكسجين دورا رئيسيا في تواصل الحياة على وجه الأرض، حيث يعد هذا العنصر الكيميائي أساس التنفس لدى الإنسان والحيوان، ويساهم في عملية التركيب الضوئي لدى النباتات ومنذ نحو 2500 عام، حدد اليونانيون القدامى الهواء وصنّفوه، إضافة إلى الأرض والنار والماء، كواحد من العناصر الأربعة الأساسية للكون. واتجه العديد من علماء الخيمياء (Alchemy) والمهندسين القدامى، كفيلو البيزنطي (Philo of Byzantium) والمعروف أيضا بفيلو ميكانيكوس، للبحث في عملية الاحتراق وتحديد دور الهواء فيها وفي حدود القرن السادس عشر، اعتمد العالم الموسوعي الإيطالي ليوناردو دافينشي (Leonardo da Vinci) على الأبحاث الإغريقية القديمة ليلاحظ استهلاك عمليتي الاحتراق والتنفس لجزء من الهواء. وخلال عام 1665، حدّث العالم الإنجليزي روبرت هووك (Robert Hooke) عن احتواء نيترات البوتاسيوم (Potassium nitrate) على عنصر موجود بالهواء وبعدها بثلاث سنوات فقط برهن عالم الكيمياء والفيزياء البريطاني جون مايو (John Mayow) عن وجود جزء واحد من الهواء مسؤول عن عملية الاحتراق لقّبه حينها spiritus nitroaereus وفي سنة 1771، تمكن عالم الكيمياء والصيدلي السويدي كارل فيلهلم شيله (Carl Wilhelm Scheele) من اكتشاف الأكسجين خلال قيامه بعملية تسخين العديد من المركّبات كأكسيد المنغنيز وأكسيد الزئبق ونيترات البوتاسيوم حيث لاحظ شيله خلال هذه التجارب صدور غاز قادر على زيادة عملية الاحتراق، وبسبب ذلك أطلق الأخير على هذا الغاز اسم هواء النار. وانتظر السويدي كارل فيلهلم شيله حلول عام 1777 لينشر أبحاثه على هذا الغاز. وفي الأثناء، أجرى العالم الإنجليزي جوزيف بريستلي (Joseph Priestley) سنة 1774 أبحاثا مشابهة لتلك التي أجراها شيله قبل 3 سنوات ليقدم على تسخين أكسيد الزئبق بأشعة الشمس اعتمادا على عدسة مكبّرة. واتجه بريستلي لأبعد من ذلك للتعرف على دور هذا الغاز وتأثيره على الكائنات الحية، فما كان منه إلا أن وضع كمية منه داخل جرّة بعد أن حبس فأرا بداخلها. وبينما توقع العالم الإنجليزي موت الفأر خلال دقائق معدودة، ذهل عندما لاحظ أن الفأر حي بعد مضي أكثر من ساعة عن بداية التجربة. وبسبب تأخر السويدي كارل فيلهلم شيله في نشر أبحاثه، نسب اكتشاف الأكسجين سنة 1774 إلى الإنجليزي جوزيف بريستلي. وخلال نفس السنة، أجرى العالم الفرنسي أنطوان لافوازييه (Antoine Lavoisier) تجارب قدّم من خلالها تفسيرا علميا عن دور عنصر موجود بالهواء في عملية الاحتراق. كما أكد لافوازييه على وجود عنصرين أساسيين بالهواء الأول يساعد على التنفس والاحتراق ولقّبه بهواء الحياة، أما الثاني فقد أطلق عليه اسم أزوت (Azot) وهو الاسم المعتمد بالعديد من اللغات للإشارة للنيتروجين (Nitrogen). لاحقا، عاد لافوازييه ليغير اسم هواء الحياة بالأكسجين حيث اشتق العالم الفرنسي هذا الاسم من الإغريقية فكان الجزء الأول من الكلمة ὀξύς (والذي ينطق أوكسيس) والتي يقصد بها حامض، أما الجزء الثاني فكان γενής (والذي ينطق جينس) وتعني المنتج، وقد جاءت هذه التسمية بناء على نظرية خاطئة آمن بها لافوازييه حينها حيث اعتقد الأخير أن الأكسجين عنصر أساسي لتشكل جميع الأحماض. |
|