هكذا أصبحت الحياة في 2018
الجيش كثف من عملياته في شمال سيناء. 10 أشهر من العمليات المكثفة للجيش والأمن ضد الجماعات المتشددة في محافظة شمال سيناء المصرية، كانت كفيلة بإعادة الاستقرار والأمان بشكل كبير إلى المنطقة، حيث بات الأهالي يستمتعون بـ"الاستقرار والسلام". وتستهدف قوات الجيش والأمن منذ 2015 الجماعات الإرهابية في سيناء، إلا أنها كثفت مطلع العام الجاري هجماتها على أوكار المتشددين في منطقة تمتد لمسافة 200 كيلومتر عبر الصحراء من الضفة الشرقية لقناة السويس إلى العريش. ونظم الجيش المصري، قبل أيام، رحلة للصحفيين في شمال سيناء بدأت من عاصمة المحافظة، مدينة العريش، حيث كان واضحا عودة الحياة الطبيعية، كدليل على نجاح الهجوم العسكري الشامل ضد الجماعات المتشددة، لاسيما تنظيم "أنصار بيت المقدس" الموالي لداعش. ونقلت وكالة أسوشيوتد برس شهادات لأهالي المنطقة، من بينهم صاحب متجر لبيع الأسماك في العريش يدعى محمد عامر شعبان، استذكر الهجمات كان تشنها الجماعات الإرهابية قبل أن تنعم المنطقة بالأمان إثر العمليات العسكرية. وقال الرجل، البالغ من العمر 48 عاما وهو أب لخمسة أطفال، "لقد قتلوا رجلا مسيحيا يمتلك متجرا لبيع السكاكين هناك، ومخبرا هناك أيضا، كما قتلوا أحد أبناء عمومتي"، قبل أن يضيف "نحن نستمتع ببعض الاستقرار والسلام منذ ستة أو سبعة أشهر". وتمكنت قوات الجيش، في الأشهر الأخيرة، من لجم الجماعات المتشددة التي كانت قد صعدت من هجماتها الإرهابية على أهداف مدنية وعسكرية منذ عزل الرئيس الإخواني، محمد مرسي، عام 2013 إثر مظاهرات شعبية حاشدة. وعمدت القوات الأمنية، منذ بدء عملياتها في سيناء، إلى إغلاق جميع الأنفاق تحت الأرض تقريبا، التي كان يستخدمها الإرهابيون في تهريب مقاتلين وأسلحة من غزة المجاورة التي تسيطر على حركة حماس منذ عام 2007. ودفع هجوم وحشي على مسجد في سيناء، أودى بحياة أكثر من 300 مصل قبل عام، وهو أعنف هجوم من هذا النوع تشهده مصر في الذاكرة الحية، الى إصدار الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمر توسيع العملية العسكرية في المحافظة. وبدأت عملية واسعة النطاق بمشاركة آلاف الجنود مدعومين بدبابات ومقاتلات وسفن حربية، في فبراير الماضي، مما أدى إلى تكبد الجماعات المتشددة خسائر فادحة، الأمر الذي سمح بعودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا في معظم المنطقة الصحراوية، وخاصة العريش. وقبل عام تقريبا، قتل مسلحون في العريش أبرياء في وضح النهار، وأقاموا نقاط تفتيش وهمية، وأطلقوا النار على مسيحيين داخل متاجرهم، واختطفوا رجال دين ورجال أمن وألقوا جثثهم في الشوارع في وقت لاحق. أما الآن، فثمة حركة مرور كثيفة، وتوجد عائلات في الأماكن العامة، والمتاجر ممتلئة بالبضائع، والمدارس مكتظة بالأطفال، بعد دحر الإرهاب بشكل شبه تام، وهذا ما أكده مسؤول محلي كبير. وقال محافظ شمال سيناء وهو جنرال متقاعد، محمد عبد الفضيل شوشة، إن الإرهاب سيهزم بشكل كامل في غضون بضعة أشهر، وقد بدأ التركيز على مجال التنمية، الذي وصفه بضروري لتعزيز الأمن.
هذا الخبر منقول من : الأقباط متحدون