|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قوى سياسية:الاحتفال بثورة يوليو لا يعني الموافقة على تولي العسكر الحكم تمر اليوم الذكرى السبعون لحركة ضباط الجيش المصري التي قامت بتغيير نظام الحكم من الملكي إلى الجمهوري في 23 يوليو عام 1952 وأيدها الشعب في ثورة سلمية. وتكتسب هذه الذكرى طابعا خاصا في الإسكندرية، فمنها خرج الملك فاروق على يخت المحروسة ومنها خرج أول تأييد غير مشروط من جامعات مصر للثورة، وفيها أعلن الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس وفيها أيضا ولد. وخرجت دعاوى أطلقت مؤخرا من بعض النشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي، للمطالبة بعدم الاحتفال بثورة يوليو، وشهدت الساحة السياسية حالة من الاستقطاب حول ما هي الثورة الحقيقية هل هي يوليو 52 أم 25 يناير، خاصة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية بصورة نسبية عقب مرور عام ونصف من 25 يناير، "الوطن" استطلع رأي القوى السياسية بشأن هذا الجدل. محمد طاهر نمير، نائب مسئول المكتب الإداري للإخوان بالإسكندرية، عضو مجلس الشورى العام للجماعة، طالب في حديثه لـ"الوطن" بأن تكون الموضوعية هي أساس التناول لمثل هذه القضايا الجدلية، رافضا تلك الدعاوى التي أطلقت مؤخرا من بعض النشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي، للمطالبة بعدم الاحتفال بثورة يوليو، قائلا: "يجب أن نكون موضوعيين في حكمنا، فما حدث في يوليو 52 هو ثورة من الجيش خرج الشعب لتأييد من قاموا بتغيير النظام آنذاك، وكان لها إرهاصات قبلها، كما أن لها فضائل مثل إنجاز نهضة صناعية وتطبيق فكرة طه حسين في التعليم المجاني بشكل عملي ومحاولات صنع عدالة اجتماعية". إلا أن نمير رفض اعتبار ثورة 52 مثل ثورة 25 يناير، فالأولى برأيه لم تحقق أهم أهدافها وهو تحقيق حياة ديمقراطية سليمة، نظرا لوجود مراكز قوى تركزت في أيديها الثروة والسلطة وتسببت في تراجع العدالة الاجتماعية، ورسخت للدكتاتورية مشددا على أن ثورة يوليو ليست جمال عبد الناصر ولا مجلس قيادة الثورة فقط، بل الشعب والقوى التي خرجت لتأييدها والضباط الشرفاء الذين أقصوا منها، أما ثورة 25 يناير، والحديث لنمير، فإنها كانت ثورة شعبية بامتياز دون تدخل من أحد وتسير حتى الآن في طريق ترسيخ الديمقراطية، معتبرا أن ما يحدث من العسكريين الآن يجب وضعه في سياقه الصحيح، فالجيش المصري وطني ومتدين، لكن القيادات من رتبة لواء وصاعد، ولاءها للنظام السابق نظرا للامتيازات التي منحها له، ومن ثم جاءت أخطاؤهم السياسية المفهومة والتي يجب ألا تنسحب على بقية ضباط الجيش الذين يعانون مثلنا، مؤكدا أن الاحتفال بثورة يوليو لا يعني قبول عسكرة الوظائف المدنية أو قبول سيطرة العسكريين في الحكم، إذ أثبتت التجربة العالمية والمحلية في نظم الحكم، أن الدولة التي يقودها سياسيا عسكريين "تفشل وتتأخر". أما أحمد سلامة أمين الإعلام بحزب التجمع بالإسكندرية، فاختلف مع نمير، معتبرا أن الثورة الحقيقية حتى الآن هي ثورة يوليو 52 لأن الثورة هي التي تحدث تغيير في بنية المجتمع السياسية والاجتماعية وهو ما لم يتحقق حتى الآن بعد مرور عام ونصف على ثورة 25 يناير ، التي يراها سلامة حققت تغيير سياسي فقط برحيل مبارك والحزب الوطني، واستبدالهم بالإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين، واصفا ثورة يوليو بأنها ملك الشعب كله وليس فصيل سياسي، "فالشعب ساندها عندما لبت طلباته من عدالة اجتماعية وإصلاح زراعي وعلاج بالمجان وغيرها". واتفق سلامة مع نمير في أن الاحتفال بثورة 52 لا يعني الموافقة على تولي المجلس العسكري لمقاليد السياسة في البلاد. من جانبه، قال سعيد عز الدين، منسق عام اللجان الشعبية بالإسكندرية، إن ثورة يوليو هي جزء من تاريخ مصر لن يستطيع أحد تغييره. واعتبر عبد العزيز ان ثورة يوليو في البداية كانت انقلاب عسكري قام به الضباط الأحرار، إلا ان التفاف الشعب حولها جعلها ثورة شعبية، مشيرا إلى أن مطالب ثورة يناير بإسقاط حكم العسكر لا تعني إلغاء ثورة يوليو، وإنما تعني وقف سيطرة العسكر على كافة الهيئات والمؤسسات المدنية. وتابع:"إنه على الرغم من وجود بعض المساوئ لثورة يوليو إلا ان أحدا لا يستطيع أن ينكر أفضالها على الشعب المصري الذي شعر لأول مرة بسيادته على وطنه، ويؤيد ذلك خطب جمال عبد الناصر وجنازته المهيبة، موضحا أن الثورات تأتي لتكمل بعضها وليس لتمحو ما قبلها. وأفاد اسلام سلمي، عضو حركة شباب 6 أبريل، أن الحركة ليس لديها أي مشكلة مع ثورة يوليو فهي على الرغم من سلبياتها إلا أن لها إنجازات أثرت إيجابيا بشكل كبير في حياة المصريين، مشيرا إلى أن المطالبة بإلغاء حكم العسكر لا علاقة له بثورة يوليو التي اعتاد الشعب المصري الاحتفال بها، معلنا رفض الحركة للمشاركة في أي وقفات ضد ثورة يوليو. ووصف محمد سمير، عضو الحملة الشعبية لدعم مطالب التغيير لازم، الحديث عن الغاء الاحتفالات بثورة يوليو بأنه" كلام فاضي". وأضاف أن ثورة يوليو بعيوبها ومميزاتها هي جزء من تاريخ مصر الذي لا يجب محوه، موضحا أن من يريد أن يعترض فليعترض على الحكم العسكري القائم الآن وليس على الماضي الذي صار تاريخ لن يقدم أو يؤخر. الوطن |
|