مصر تحذر من اندلاع حرب مذهبية في سوريا
أعلن محمد عمرو وزير الخارجية، اعتزام مصر تقديم جميع أشكال الإغاثة للشعب السوري الشقيق، خاصة في معسكرات اللاجئين في دول الجوار المباشر لسوريا، من خلال مساهمات من الحكومة والمجتمع المدني والقوى الشعبية في مصر، مؤكدا أن ما يعانيه الشعب السوري من أوضاع إنسانية كارثية تحتم تحرك الدول العربية بصورة عاجلة لإغاثته، مشددا على أن مصر ستكون في طليعة أي جهد عربي فى هذا الشأن.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية في ساعة متأخرة ليلة أمس الأحد في الاجتماع الوزاري الطارئ لمجلس الجامعة العربية في العاصمة القطرية الدوحة.
وصرح الوزير المفوض عمرو رشدى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزير عمرو، أكد أيضا في كلمته على أن مجلس الأمن قد عجز عن تحمل مسئوليته وإصدار قرار ذي مضمون حقيقي وقابل للتنفيذ، يجدد عمل المراقبين الدوليين ويوسع نطاق اختصاصهم ويزيد عددهم وعتادهم بما يمكنهم من أداء مهمتهم بشكل يتجاوز مجرد تسجيل أعداد الضحايا.
ووصف محمد عمرو القرار الأخير الذي صدر عن مجلس الأمن، بتمديد مهمة المراقبين الدوليين لمدة شهر واحد وبدون أي صلاحيات أو دعم إضافي، بأنه جاء مخيبا لآمال الشعب السوري، مضيفا أنه لا يستطيع أحد لوم هذا الشعب فى اعتقاده بأن المجتمع الدولي قرر منح المراقبين الدوليين مجرد مهلة قصيرة للانسحاب من سوريا، وترك السوريين يواجهون مصيرهم في مواجهة آلة قمع عاتية.
وأضاف المتحدث أن الوزير محمد عمرو، أكد فى كلمته أن مصر لم تشارك في اجتماع الدوحة بهدف الاكتفاء بتسجيل إدانتها لاستمرار قمع المواطنين السوريين، حيث إن الشعب السوري ليس في حاجة لبيان يدين أو تصريح يشجب، وإنما تعرض ضرورة التحرك عاجلا على ثلاثة محاور، وهي: التحرك العاجل لوقف الانزلاق السريع للوضع في سوريا نحو حرب أهلية تهدد كيان الدولة السورية وسلامتها الإقليمية ووحدة شعبها، وصدور رسالة عربية موحدة تجاه عجز مجلس الأمن عن القيام بمسئوليته تجاه الوضع في سوريا، والإسراع بجهود توحيد المعارضة السورية لتوفير بديل عملي مقبول من كافة أطراف الشعب السوري، ومن القوى الإقليمية والدولية.
وحذر وزير الخارجية من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية ذات طابع مذهبي بغيض، مؤكدا ضرورة توجيه رسالة لا لبس فيها إلى الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه بأن سوريا الجديدة تتسع للجميع بدون أي تفرقة وأن الدول العربية لن تسمح بأي محاولة لاختطاف النضال الديمقراطي للشعب السوري وتوجيهه إلى وجهة مذهبية أو طائفية أو عرقية، حيث إن ما يجري في سوريا هو نضال مشروع لغايات نبيلة تعني كافة المواطنين السوريين بلا استثناء.
ودعا وزير الخارجية الجامعة العربية، لعقد مؤتمر خلال الأسابيع القادمة، تشترك فيه كل فصائل المعارضة السورية، لمتابعة تنفيذ مقررات اجتماع القاهرة وبلورة آلية متابعة تنسق نضال المعارضة على الأرض، وتكون بمثابة حلقة اتصال مع الدول العربية والمجتمع الدولي لإيصال الإغاثة والمعونات الإنسانية التي يحتاجها أكثر من مليون سوري اضطرتهم آلة القمع للنزوح داخل بلدهم.
الوطن