قصه جميله بمناسبه تذكار الملاك ميخائيل النهارده
عاش فى اواخر العصر المملوكي صائغ قبطي كان مدمنا للصلاة إلى حد انه كان عندما يفتح دكانه كل صباح يركع عند مدخلها ويصلى ، ثم يختتم صلاته بقوله جهرا : قوته عظيمة .. وعظيمة العظيمة ومدبرة وحكيمة ، وان نزلت البحر تطلع سليمة ...
وكان مقابل دكانه على الناحية الاخرى من الشارع دكان لصائغ يهودي كلما سمع هذه الصلاة تساءل : كيف تطلع سليمة بعد ان تنزل فى البحر ؟ ..
و حدث ان خاتم السلطان انفك فصه فأشار عليه البعض بالصائغ القبطي , فأعطى له الخاتم قائلا له : ان عليه ان يركبه في ثلاثة ايام وإلا سيقطع رأسه ..
ووصل هذا الحديث إلى الصائغ اليهودي ، الذي وجد وسيلة لفتح دكان جاره وفتح الدرج وأخذ منه الفص ثم خرج اغلق الدكان وهو يقول لنفسه " الان سأعرف كيف تخرج سليمة حتى ان نزلت البحر " وذهب إلى النيل والقى بالفص فيه .
وكان اليوم التالي هو يوم تذكار رئيس الملائكة ميخائيل وكان الصائغ القبطي ممن يكرمون رئيس الملائكة ويستشفعون به وكان معتادا ان يوزع على الفقراء في هذا اليوم الفطير والسمك ..
فمر على صياد صديقا له ورجا منه أن يوصل السمك إلى بيته لأن عليه عملا له اهمية خاصة .
ولما فتح الدكان لم يجد الفص حيث تركه وفتش في مختلف الاركان التي يمكن ان يكون وضعه فيها وبالطبع لم يجده فقال لنفسه : لن اموت الا مرة واحدة سواء بسيف السلطان او بغيره فلأذهب لاصطحب زوجتي وأولادي لنوزع السمك والفطير – واتكالي على الله ..
ولما عاد إلى البيت وجد أن امرأته أعدت كل شئ ولكنها قالت له :
ان الصياد لم يحضر لنا السمك الصغير كالمعتاد ،بل احضر لنا سمكة ضخمة معتذرا أنه لم يوفق فى العثور على النوع الصغير .. ثم استكملت حديثها بقولها : تصور انني لما فتحت خياشيم السمكة وجدت هذا ! وأخرجت من جيبها فصا ووضعته في يد زوجها – فاذا به فص الخاتم السلطانى .. !!
ودهش الصائغ كيف وصل هذا الفص إلى داخل هذه السمكة التي صارت من نصيبهم .. ولكنه رفع شكره وتمجيده لله ثم ضاعف المال الذي وزعه في هذا اليوم مقدما تسبحة لرئيس جند السماء .. وركب الفص في الخاتم وحمله إلى السلطان ..
وبُهت الصائغ اليهودي حين رأى جاره القبطي قد أتى إلى دكانه في اليوم الرابع فذهب إليه وسأله : ماذا فعلت بخاتم السلطان ؟ أجابه :
لقد أصلحته وأوصلته إليه . وبدت الدهشة على وجه اليهودي وفي صوته وهو يقول : كيف ؟؟ فتفرس فيه زميله القبطي وقال : مالك مندهشا ؟ ورد عليه : أخبرني ماذا جرى لأخبرك عن سبب الدهشة التي تملكتني .. فروى له كل ماحدث بالتفصيل .. وعندها أخبره اليهودي بما فعل وانتهى إلى القول : انت على حق . لأن قوته عظيمة وعظيمة العظيمة . ومدبرة وحكيمة . وان نزلت البحر تطلع سليمة ... والآن يا صديقي علمني عن السيد المسيح لأني أمنت باسمه القدوس .
واعتمد الصائغ اليهودي بالصبغة المقدسة ، وصار يردد كل يوم مع صديقه صلاته المحببة .