منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 05 - 2012, 10:08 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

يعقوب‏ ‏أبو‏ ‏الآباء‏ -3-‏ بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث


شخصيات‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس
يعقوب‏ ‏أبو‏ ‏الآباء‏ -3-‏
ومتاعب بعد البركة
بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث

استطاع يعقوب أن يحصل على بركة أبيه. وكانت بركة الآباء كنزا عظيمأ يسعى إليه الأبناء..
‏البركة فى تاريح البشرية صدرت من الله مباشرة، ومن الله وحده، كما بارك الله آدم وحواء(تك 28:1 ‏).
‏وكما بارك نوحا وبنيه (تك 1:9 ‏). وكما بارك أيضأ أبانا إبراهيم(تك 12 ‏). وهو أول إنسان قال له الله وتكون بركة (تك 2:12 ‏). وهكذا صار الآباء مصدرأ للبركة..
‏لم يكونوا بالنسبة إلى أبنأئهم مجرد أباء جسديين، بل كانوا لهم أباء روحيين أيضا. فى ذلك الزمان كان الكهنوت للأب رئيس العائلة. وهكذا كان أبونا نوح يقدم محرقات للرب إتك 8 ‏:. 2 ‏). وأبونا إبراهيم كان كذلك بنى مذابح ودعا باسم الرب (تك 7:12 ‏، 8 ‏). وإسحق أيضأ بنى مذبحا ودعا باسم الرب (تك 25:26 ‏).
‏كان هؤلاء الآباء كهنة يقدمون على المذابح محرقات . وكانت فى أيديهم البركة واللعنة.
‏من يباركونه يصبح مباركا. ومن يلعنونه يصبح ملعونا، كما فعل أبونا نوح( تك 25:9 ‏- 27 ‏). لعن كنعان فصار كذلك، لم يكن إسحق إذن مجرد أب جسدى لعيسو ويعقوب. بل كان أيضا أبا روحيأ لهما، كاهنا له سلطان، ويمكن أن يمنح البركة كان وكيلأ لله على الأرض. وكل منهما كان بكل قوته يسعى لنوال بركته.
‏يعقوب سعى إلى البركة بطريقة الغش والخداع
‏لقد أطاع نصيحة أمه. وفى الواقع لقد أطاع شهوات قلبه التى كانت تتفق مع هذه النصيحة. والعجيب أن أمه لم تقدم له حيلتها كنصيحة. بل كأمر. وهكذا قال له: الآن يا ابنى، اسمع لقولى فى ما أنا أمرك به(تك 8:27 ‏).
‏ويعقوب لم يرفض. لم يقل لها فى حز م لا أقدر أن أخدع أبى، محتقرا عمى بصره . بل إنه كان يخشى فقط انكشاف الخدعة. ولم يكن يعقوب جريئا وشجاعا مثل سليمان الذى رفض طلب أمه فى أن تعطى أبيشح الشونمية امرأة أبيه زوجة لأدونيا أخيه. بل أمر بقتل أدونيا الذى توسطت له أمه، عقابأ له على جرأته فى أن يطلب امرأة أبيه(امل لأ: 17 ‏- 25 ‏). وهكذا لم يطاوع سليمان أمه، محترما لأبيه حتى بعد موته.
‏أما يعقوب فتقدم ليخدم أباه، مرتكبا خطايا عديدة...وقال له أنا عيسو بكرك، قد فعلت كما كلمتنى. قم اجلس وكل من صيدى، لكى تباركنى نفسك (تك 19:27 ‏). كم كذبة كذبها يعقوب فى هذه العبارة ؟! لا هوعيسو البكر، ولا أبوه كلمه عن صنع أطعمة له، ولا هو اصطاد شيئأ....! ولما تعجب أبوه من السرعة فى الصيد وإعداد الطعام، أجابه يعقوبه الرب إلهك يسر لى !!
‏كل هذا أدخل الشك فى نفس إسحق
‏وبخاصة لأن ا لصوت صوت يعقوب . فقال له تقدم لأجسك يا ابنى. أنت هو ابنى عيسو أم لا . وعاد إسحق يساله مرة أخرى هل أنت هو ابنى عيسو! فقال أنا هو (تك 21:27 ‏- 24 ‏). ولم يكتف إسحق بهذا، بل أمره أن يتقدم،وشم رائحة ثيابه، إنها ثياب عيسو التى ألبستها رفقة لابنها يعقوب...إن رفقة كانت ذكية.فلم تطبخ الطعام فقط لإسحق بل طبخت العملية كلها. كانت رواية:ألفها الشيطان وأخرجتها رفقة، ومثلها يعقوب، وخدع بها أباه.
‏هل كان قلبه مصطربا وخائفا خلال ذلك؟
‏خلال أسئلة أبيه المتكررة المرتابة، وهويجسه ويشمه، ويقول له: هل أنت هو ؟...عجبأ إن هذا الضعيف كانت له وقتذاك قوة، أمكنه بها أن يصمد وأن يجيب، وأن يحتمل شك أبيه. بل إن يقبل أباه فيما كان يخدعه(تك 26:27 ‏، 27 ‏) والعجيب أن البعض دافع عن يعقوب فى خدعته!!
‏فقال إنه لما اشترى البكورية من عيسو، اشترى شخصية عيسو!!وهذارأى غير مقبول من نواح عديدة: فيعقوب كان يعرف أنه يخدع أباه، بدليل أنه خاف من ذلك أولا وقال لأمه«أجلب لنفسى لعنة لابركة (تك 12:27 ‏). وبدليل أنه لبس ملابس عيسو، كما أن أمه أ لبسته فى يديه وملامسة عنقه جلود جديى الماعز وأيضا كذبه على أبيه فى قوله قم اجلس وكل من صيدى وقوله من جهة السرعة الرب إلهك يسر لى ولو كان يعنى مجرد شراء البكورية، فكان يقول لأبيه: أنا بكرك. وليس أنا بكرك عيسو...كما أنه كذب على أبيه مرة أخرى ،حينما سأله أبوه هل أنت ابنى عيسو؟ فقال :أنا هو. وهنا السؤال عن الشخص وليس عن البكورية...

الخلاصة أنه نال البركة بالخدعة، وبقى أن يوا جه نتائجها وأولى النتائج هى انكشاف الخدعة بعودة عيسو...
‏ولاشك أن يعقوب ورفقة كانا يعلمان أن عيسو سيعود من صيده ويقدم طعامأ لأبيه ويطلب بركته، وتنكشف اللعبة، ولكن لابد أنهما ) يعلمان أيضا أن البركة حينها تعطى لا يمكن أن تسحب لأن هبات الله ودعوته هى بلا ندامة (رواا: 29 ‏)...حتى إن كنا غير أمناء، فهو يبقي أمينا ( 2 ‏تى: 13 ‏) وهو قد قال منذ الحبل بيعقوب وعيسو: وكبير يستعبد لصغير (تك 23:25 ‏). فلابد أن هذا سيتم...كانت إرادة الله تنفذ حتى من خلال خطأ يعقوب!
‏وحتى من خلال حيلة رفقة واللجوء إلى طرق بشرية...إن الله يستطيع أن يجعل كل شئ يؤول إلى إرادته المقدسة. حت الأخطاء يحول نتيتها إلى خير! لقد أخطأ يهوذا الأسخريوطي وباع سيده بثلاثين من الفضة. وأخطأ مجمع السنهدريم وحكم على المسيح ظلما. واستخدم شهود زور(مت 26 ‏: 60 ‏).
‏وأخطأ بيلاطس أيضا فى أن سلمه لليهود 0 ‏ليصلبوه..ومع ذلك فقد أل كل هذه الأخطاء إلى تنفيذ إرادة الله فى قضية الفداء! آلت من هذه نتيجتها أما سوء فعل أولئك فهو مدان...عاد عيسو،وصنع أطعمة لأبيه وطلب بركته. فسأله إسحق من أنت ؟ فأجاب أنا بكرك عيسو وهنا يقول الكتاب: فارتعد إسحق ارتعادا عظيما جدأ (تك 33:27 ‏).
‏اكتشف أنه وقع فى خدعة. وأن يعقوب أتى بمكر وأخذ البركة ...ولكن كيف يمكن أن يحدث هذا؟! هل من المعقول أن يسمح الله بأن تعطى البركة لمن لا يستحقها؟! وهل ستثبت البركة التى أخذها يعقوب؟ طبعا سوف تثبت. ولكن كيف ا!
‏وهناك بدأ ذهن إسحق يجول فى أعماق بعيدة...ويقينا أنه تذكر في تلك اللحظات الكلام الذى قاله الله لرفقة فى وقت حبلها فى بطنك أمتان ومن أحشائك يفترق شعبان، شعب يقوى على شعب وكبير يستعبد لصغير (تك 23:25 ‏).
‏كان قد نسى هذه النبوءة فى شيخوخته...وعاد ليتذكرها الآن ...إذن فقد كان على وشك أن يعطى البركة لعيسو. ولكن اللة صحح له هذا الخطأ، ولم يسمح أن يقع فيه. فالبركة هي ليعقوب.هنا وقال إسحق نعم، ويكون مباركا (تك 33:27 ‏).
‏وهنا أيضا نضع أمامنا حقيقة مهمة وهي:
‏إن عيسو لم يكن أمينا لنفسه ، ولا لأخيه، ولا لله:
‏لم يكن أمينا لنفسه، لأنه باع بكوريته...وباعها بثمن رخيص، بأكلة عدس(تك 32:25 ‏). وهكذا باع الروحيات، وأخذ´بدلا منها الماديات واحتقر البكورية !
‏وعندما باع البكورية، لم يكن أمينا لله.
‏ذلك لأن البكورية وقتذاك كانت تحمل فى بركاتها الكهنوت، أى خدمة الله ومذبحه. بل كانت تحمل شيئأ أهم. وهو أنه من نسل هذا البكر سيأتى المسيح، وبنسله تتبارك جميع قبائل الأرض....
‏فكيف باع كل هذا بأكلة عدس؟! وكيف ظن أنه سيموت، دون أن ينال بركات البكورية أ!
‏ولم يكن عيسو أمينا لأخيه أيضأ..
‏إذ كيف ينقض اتفاقاته معه. كيف بعد أن باع البكورية، يأتى إلى أبيه ويقول له أنا بكرك عيسو (تك 33:27 ‏).ويطالب ببركة هذه البكورية! أما كان الأجدر أن يقول لأبيه لست استحق هذه البكورية، لأنى بعتها وهو لم يبع البكورية فقط، وإنما حلف لأخيه على ذلك(تك 33:25 ‏) أى أشهد الله


علي ذلك لذلك فهو يطلب بحق ليس له
‏فلما سمع أن أباه بارك أخاه يعقوب يقول الكتاب:إن عيسو صرخ صرخة عظيمة ومرة حدأ، وبكى...وقال أما أبقيت لى بركة؟! ألك بركة واحدة فقط يا أبى، باركنى أنا أيضا يا أبى ..ورفع صوته وبكى(تك 34:27 ‏، 38 ‏).
‏ويجيبه أبوه: ماذا أصنع لك يا ابنى؟! جاء أخوك وأخذ البركة. قد جعلته سيدا لك، ودفعت إليه جميع إخوته عبيدأ، وعضدته بحنطة وخمر(تك 37:27 ‏)..ولم يكن إسحق قاسيأ أمام دموع ابنه عيسو...
‏إنما لقد أخطأ عيسو فهم البركة والبكورية، أهم ما فيها أن يأتى المسيح من نسل من ينال هذه البركة. فما دامت البركة قد أعطيت ليعقوب، وصار له أن يأتى المسيح من نسله، فلا يمكن أن يأتى إذن من نسل عيسو...ما معني إذن: ألك بركة واحدة فقط يا أبى؟! هل من المعقول أن يعطى نفس البركة لعيسو، فيأتى المسيح من نسل يعقوب ومن نسل عيسو؟! وهذا محال...لم يكن تفكير عيسو هنا تفكيرأ روحيأ .وكان الأجدر به أن يذهب إلى أخيه يعقوب ويسجد أمامه، ويطلب بركته، وليس بركة البكورية. ولكنه صر خ صرخة مرة وبكى، حيث لاينفع البكاء...
‏وصدق فى عيسو، ما قاله عنه القديس بولس الرسول:قال إنه لما أراد أن يرث البركة رفض، إذ لم يحد للتوبة مكانا...مع
‏أنه طلبها بدموع (عب 12 ‏- 17 ‏).
‏لقد جاء بعد فوات الفرصة، بعد أن أغلق الباب مثل الخمس العذارى
‏الجاهلات، اللائى قلن ،ياربنا يا ربنا، افتح لنا فأجابهن الرب الحق أقول لكن إنى لا أعرفكن (مت 25 ‏: . 1 ‏- 12 ‏).
‏لم يكن بكاء عيسو بكاء توبة، إنما كان بكاء حسرة وغيظ وحقد، بكاء
‏من فقد شيئأ لا يمكن أن يرجع. بكاء ليس فيه تذلل ولا انسحاق...بل يقول الكتاب عن هذا الباكى فحقد عيسوعلى يعقوب...من أجل البركة التى باركه بها أبوه. وقال عيسو فى قلبه: قربت أيام مناحة أبى فأقتل يعقوب أخى (تك 41:27 ‏).وطبيعى أن الذى يحقد على أخيه، ويفكر فى قتله،لا يمكن أن يكون إنسانا تائبا .
‏لقد بكى وطلب من أبيه بركة. فقال له أبوه هوذا بلا دسم الأرض يكون مسكنك. وبلا ندى السماء من فوق. وبسيفك تعيش، ولأخيك تستعبد.ولكن يكون حينها تجمح أنك تكسر نيره عن عنقك (تك 39:27 ‏، . 4 ‏) وكانت مشاعر عيسو الحاقد تقول:بسيفى أعيش؟ ليكن، ولكن بسيفى لن أجعله يعيش...أقوم وأقتل يعقوب أخى...إن كانت النتيجة الأولى فى خداع يعقوب لأبيه، هى انكشاف الخدعة بعودة عيسو من صيده، فإن النتيجة الثانية كانت عزم عيسو على قتله، ونتيجة لذلك إن رفقة نصحته بالهروب من أخيه قائلة له: ألآن يا ابنى، اسمع لقولى. وقم اهرب إلى أخى لابان، إلى حاران...حتى يرتد سخط أخيك، حتى يرتد غضب أخيك عنك، وينسى ما صنعت به...لماذا أعدم اثنيكما فى يوم
‏واحد؟(تك 42:27 ‏~ 45 ‏).
‏وكانت رفقة امرأة ذكية، فاقنعت إسحق بذلك...
‏اقنعته بذهاب يعقوب ليقيم عند أخيها لابان فى حاران. فكيف
‏فعلت ذلك ؟‏كان عيسو قد اتخذ لنفسه زوجتين من بنات الحيثيين فكانتا مرارة
‏نفس لإسحق ورفقة (تك 34:26 ‏، 35 ‏). فضربت رفقة على هذا الوتر. وقالت لزوجها إسحق مللت حياتى بسبب بنات حث. إن كان يعقوب يأخذ زوجة من بنات حث. مثل هؤلاء من بنات الأرض، فلماذا لى
‏حياة؟!( تك 6:27 4).
‏ومال إسحق إلى كلام رفقه، ودعا يعقوب وباركه، وقال له نفس
‏النصيحة: قم اذهب إلى فدان أرام، إلى بيت بتوئيل أبى أمك، وخذ لنفسك زوجة من هناك، من بنات لابان أخى أمك..لا تأخذ لك زوجة من
‏بنات كنعان (تك 1:28 ‏، 2 ‏).
‏وهنا نرى إسحق يبارك يعقوب بركة ثانية، من قلبه، وليس
‏كالأولى التى كانت بالخدعة..
‏لم يلمه على خدعته، ولم يعاقبه على أخذه البركة بالمكر، لأنه تذكر
‏الوعد الإلهى، بل دعاه وباركه..وقال له الله القدير يباركك، ويجعلك مثمرأ ...ويعطيك بركة إبراهيم لك ولنسلك... (تك 1:28 ‏، 3 ‏، 4 ‏).
‏ومضى يعقوب هاربا من وجه أخيه، بعيدأ عن بيت أبيه وعن حنان أمه، فماذا حدث له. هذا ما سوف نتحدث عنه فى العدد المقبل.إن أحبت نعمة
‏الرب وعشنا .


رد مع اقتباس
قديم 24 - 08 - 2016, 11:15 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
MenA M.G Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية MenA M.G

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123114
تـاريخ التسجيـل : Aug 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 109,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

MenA M.G غير متواجد حالياً

افتراضي رد: يعقوب‏ ‏أبو‏ ‏الآباء‏ -3-‏ بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث

العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يعقوب‏ ‏أبو‏ ‏الآباء‏......وصراع‏ ‏بين‏ ‏زوجتين
يعقوب‏ ‏ ‏أبو‏ ‏الآباء ‏(5) بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث
يعقوب‏ ‏أبو‏ ‏الآباء‏...(8) بقلم قداسة البابا شنودة الثالث
يعقوب‏ ‏أبو‏ ‏الآباء‏...(9) بقلم قداسة البابا شنودة الثالث
يعقوب‏ ‏أبو‏ ‏الآباء‏ -4-‏ بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 06:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024