05 - 11 - 2018, 09:22 PM
|
|
|
..::| الإدارة العامة |::..
|
|
|
|
|
|
فَسَكَنَ مَفِيبُوشَثُ فِي أُورُشَلِيمَ ... وَكَانَ أَعْرَجَ مِنْ رِجْلَيْهِ كِلْتَيْهِمَا ( 2صم 9: 13 )
تُصوِّر لنا حياة مفيبوشث حالة الخاطئ من سبع زوايا:
1- كان أعرجًا وعاجزًا، تمامًا مثل الطفل الكسيح الذي لا يستطيع المشي مع أبويه
. كذلك الخاطئ لا يستطيع أن يسير مع الله.
فبالطبيعة كل البشرية مُصابة بالعَرَج الروحي في نظر الله،
ولذا كثيرًا ما يؤكد الكتاب على العجز الروحي للإنسان الساقط. ( يش 24: 19 ؛ رو8: 8).
2- لأن مفيبوشث كان أعرج، كان يجب أن يُحمَل لحضرة الملك.
وكذلك الخاطئ لا يمكنه أن يدرك الخلاص معتمدًا على قوته الشخصية
«لا يقدر أحد أن يُقبل إليَّ إن لم يجتذبهُ الآب الذي أرسلني» ( يو 6: 44 ).
3- أصبح مفيبوشث أعرجَ بسبب سقطة ( 2صم 4: 4 )
. هنا نرى الدقة الإلهية للكتاب. فالإنسان في البداية كان «حَسنًا جِدًا» ( تك 1: 31 )
، ولكن الخطية هي التي أصابته بالعجز الروحي ( رو 5: 12 - 19).
4- كلمة ”مفيبوشث“ تعني ”ينفث عارًا“، فعندما سمع من داود عن الإحسان الذي أُعِد له
، اعترف مفيبوشث بفمه بخزيه وتفاهته قائلاً: «مَن هو عبدك
حتى تلتفت إلى كلبٍ ميت مثلي؟» ( 2صم 9: 8 ). والتعبير ”ينفث عارًا“
يصف بدقة الجنس البشري الساقط. انظر وصف الكتاب لنا:
«وقد صرنا كلُّنا كنَجس، وكثوب عدَّة كل أعمال برِّنا» ( إش 64: 6 ).
فالإنسان فاسد حتى النخاع بالولادة الطبيعية وبالأفعال ( رو 3: 10 - 12).
5- كون مفيبوشث من نسل شاول، كان من المفروض أن يكون في عِداد الموتى؛
طبقًا لنظام تلك الأيام. وكان لداود عُذره في هذا الأمر،
حتى لا يُطالب أحد من نسل شاول بالمُلك
. وهنا نرى صورة للبشر الذين هم بالطبيعة «أموات بالذنوب والخطايا» ( أف 2: 1 ).
6- كان مفيبوشث هاربًا من وجه داود. فكان هو ومُربيته في منتهى القلق،
وحاولا بكل جهدهما أن يتجنبا طريق داود حتى لا يقتله.
وكذلك أيضًا الأمر مع الخطاة، فهم خائفون من الله، ويحاولون الابتعاد عنه (مز51).
7- كان مفيبوشث يسكن في ” لودبار“ ( 2صم 9: 4 )، والتي تعني ”أرضًا بلا مرعى
. وكم يمثل هذا العالم الذي لا يقدِّم أي طعام للنفس البشرية!
إنه العالم الذي لا يعرف خبز الحياة. فلا يوجد طعام في العالم سوى خرنوب الخنازير ( لو 15: 16 ).
|