رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يعد ملف الأقباط والعلاقة مع شركائهم في الوطن المسلمين من أهم الملفات الوطنية التى يعتبرها الكثيرون مفتاحاً لاستقرار مصر، وبدلاً من التوصل إلي حلول لقضايا الملف القبطي أوكل نظام الرئيس السابق حسني مبارك لجهاز أمن الدولة التعامل معها بطريقته، فكانت تحركات مسئولي جهاز أمن الدولة تسبق وتعلو مرتبة من تحركات المسئولين السياسيين والتنفيذيين للتعامل مع الاعتداءات على الأقباط والتمييز الواقع ضدهم. وكانت هذه التحركات عادة متحيزة وتسعى فرض تهدئة وقتية دون إقرار القانون وتطبيق العدالة . من ناحية أخرى، أوكل نظام مبارك إلى جهاز المخابرات العامة تحت قيادة مديره الراحل عمر سليمان التعامل مع ملف أقباط المهجر للحد من تأثير نشطاء الأقباط في الخارج، إذ كانت الحركة القبطية في الخارج المنظمات القبطية تسبب صداعا مزمنا للحكومة المصرية، حيث كانت تسعي لجذب إنتباه الرأي العالمي لقضايا الأقباط في الداخل، وكشف ما يتعرضون له في الوقت الذي كان فيه نظام مبارك يتعامل معهم بطريقة التخوين واتهام النشطاء منهم بأنهم عملاء للمخابرات الأمريكية والموساد، ويوظف في ذلك أجهزة الإعلام المصرية بشكل خطير يؤدي إلى تشويه صورتهم وتأليب الرأي العام في مصر ضدهم وبطريقة تنعكس آثارها السلبية علي الملف القبطي عموما. وحاول عمر سليمان ضرب الحركة القبطية في الخارج، باستمالة أحد النشطاء الأقباط البارزين، والذي قام بدوره باستمالة آخرين. ولكن أحدهم عدل عن تلك الاستمالة، وكاشف ما قام به ذلك الناشط القبطى من إتصالات مع عمر سليمان. وهو الأمر الذي رفضه قطاع واسع من أقباط المهجر، لدرجة أنهم أصدروا بيانا أكدوا فيه أن الأقباط شعب عريق وليسوا جماعة متطرفة أو سرية أو إرهابية حتى يجروا حوارا مع مدير المخابرات المصرية، فالقضية القبطية قضية سياسية واضحة وجلية كما ذكر ذلك تقرير تقصي الحقائق بمجلس الشعب المصري برئاسة العطيفى عام 1972 بعد أحداث الخانكة الطائفية، فضلا عن التقارير الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان المصرية والدولية بعد هذا التاريخ وإلى يومنا هذا، والتي توضح أزمة الأقباط في مصر. وقد توارى عمر سليمان عن المشهد عقب بيان التنحي في فبراير 2011 لكنه عاد للمشهد مرة أخري قبيل الانتخابات الرئاسية حيث قدم أوراقه للترشح ، فاعتبره البعض ومنهم قطاع من الأقباط طوق النجاة الذى ينقذ مصر من براثن الدولة الدينية لكن خرج سليمان من السباق قبل أن يبدأ لعدم استيفاء شروط الترشح. ورحل عمر سليمان الذي حاول ضرب الحركة القبطية في المهجر، غير أنه فشل في ذلك فشلا ذريعا حيث رفضت شخصيات قبطية بارزة محاولاته هو وآخرين في كسر الحركة القبطية في الخارج، فضلا عن ظهور منظمات وهيئات قبطية قوية، مثل منظمة التضامن القبطي، التي عقدت مؤتمرات لمناقشة هموم الأقباط، ونجحت في استضافة كبار الشخصيات السياسية في الإدارة الأمريكية ومجلس اللوردات في بريطانيا والكونجرس الأمريكي ومنظمات حقوق الإنسا في الولايات المتحدة وأوربا. |
|