رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العبارة الوحيدة الموجودة ليهوذا في الأناجيل
“أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ، وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ، إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى” (يو13: 1). فقال له تلاميذه: “يَا سَيِّدُ، لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟”، فأجابهم: “بَعْدَ قَلِيل لاَ يَرَانِي الْعَالَمُ أَيْضًا، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي. إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ” (يو14: 19). حينئذ سأله يهوذا ليس الاسخريوطي: “يَا سَيِّدُ، مَاذَا حَدَثَ حَتَّى إِنَّكَ مُزْمِعٌ أَنْ تُظْهِرَ ذَاتَكَ لَنَا وَلَيْسَ لِلْعَالَمِ؟” (يو14: 22). وفي حين تمحورت أسئلة الرسل حول أنفسهم، لم يقلق يهوذا سوى على العالم الذي، على عكس التلاميذ، لن يعد يرى المسيح القائم. أهمية سؤال يهوذا: “هذا السؤال ذو أهمية كبيرة، فنطرحه نحن أيضا على الرب: لما لم يظهر القائم من بين الأموات بكامل مجده على أعدائه فيثبت لهم أن المنتصر هو الله؟ لما ظهر فقط على تلاميذه؟” وعلى هذا السؤال، أجاب يسوع: “إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً”؛ وهي إجابة “غامضة وعميقة”، كما يصفها البابا السابق، الذي يتابع التوضيح قائلا: “هذا يعني أنه يجب أن ننظر إلى القائم أيضا من خلال قلبنا، لكي يستطيع الله أن يبقى في داخلنا. فالرب لا يظهر وكأنه شيء. يريد أن يدخل إلى حياتنا ويتم ذلك عندما نفتح له قلبنا. وهكذا فقط نستطيع رؤية القائم”. لا، إن مملكة المسيح ليست من هذا العالم، ولكن فينا، شرط أن نتلقى كلمته. وكتب القديس إكسوبيري: “لا يرى المرء جيدا سوى من خلال قلبه”. |
|