يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاواتِ كَنْزًا مُخْفًى في حَقْل
إنجيل القدّيس متى ١٣ / ٤٤ – ٤٦
قالَ الربُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاواتِ كَنْزًا مُخْفًى في حَقْل، وَجَدَهُ رَجُلٌ فَخَبَّأَهُ، ومِنْ فَرَحِهِ مَضَى وبَاعَ كُلَّ مَا لَهُ وٱشْتَرَى ذلِكَ الحَقْل.وأَيْضًا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ رَجُلاً تَاجِرًا يَبْحَثُ عَنْ لآلِئَ كرِيْمَة.ومَا إِنْ وجَدَ لُؤْلُؤَةً ثَمِيْنَةً جِدًّا حَتَّى مَضَى فَبَاعَ كُلَّ مَا لَهُ وٱشْتَراهَا.
لتأمل: “يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاواتِ كَنْزًا مُخْفًى في حَقْل”..
ملكوت الله متوفرٌ جداً ونادر جداً…
كل من يطلب اللآلىء الكريمة يستطيع أن يجدها لكن بعد تعبٍ وجدٍ وجهد وبذل وتضحية، فمن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له.
من يطلب اللؤلؤة الكريمة سيدفع ثمنها غالياً حتى ذاته، ربما يصل به الامر الى خسارة كل شيء حتى حياته “مِن أَجْلِه خَسِرتُ كُلَّ شَيء وعدَدتُ كُلَّ شَيءٍ نُفايَة لأَربَحَ المسيحَ” (في 3: 8).
هذا الثمن الغالي للملكوت ليس ظلماً ولّدته الاحتكارات أو تضخماً مرضياً ولّدته ظروف العرض والطلب في أسواق الحياة، بل هو ثمين جداً كالضوء بالنسبة لسالكي الظلام، كالماء بالنسبة للعطاش، كالهواء بالنسبة للغارقين في قعر البحر، كالخبز بالنسبة للجياع، كالرجاء بالنسبة لساكني القبور… هو كالمجد لمن خسر كرامته… هذا المجد الذي تألق كهالات نور على هامات الابرار والقديسين، فشعت وجوههم نوراً في النعوش أضاءت عيون العميان وحباً أروى قلوب العطاش الى البر.
أمام هذا المجد تبطل كل الامجاد “باطل الاباطيل الكل باطل وما الفائدة للانسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس”(الجامعة ١ / ٢ – ٣) “فإِنَّ ما مُجِّدَ لا يُعَدُّ مُمَجَّدًا من هذه الجِهَة، بِالنَّظرِ إِلى ذلك المَجدِ الفائِق”(2كور 3: 11).
معرفتنا بك ناقصة يا رب، فاملأنا من حضورك.
نتلهى بأمجاد الباطلة، أغننا بمجدك.
نبحث عن كنوز زائلة، إهدنا الى كنزك.
نختلف على إرث الارض، أرشدنا الى إرث السماء.
ساعدنا لنقلد سلوك التجار، فنبيع كل مانملك لنربح تلك اللؤلؤة الثمينة جداً التي لا تعوض بجميع ثروات الارض الزائلة.آمين.