يجب أن يُمارس الجنس بالموافقة المتبادلة بين الزوجين
لقد أوضح الرسول بولس أهمية وضرورة اللقاء الجنسي بين الرجل والمرأة في الزواج، بل اعتبر أن ممارسة الجنس في الزواج حق أصيل لا يجب على أي طرف حرمان الآخر منه، فقد قال
" لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضاً الرَّجُلَ. لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا بَلْ لِلرَّجُلِ وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ أَيْضاًلَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ بَلْ لِلْمَرْأَةِ" (1كونثوس 7: 3-4)
من هذا المنطلق الكتابي نرى أن المرأة ليست مجرد "شيء" بل هي "شخص"، ليست مجرد "وسيلة" لإشباع الدافع الجنسي، بل هي "شريكة" في الاستمتاع بالجنس. ولذا فممارسة "الجنس" في الحياة الزوجية يجب أن تخلوا تماماً من العنف، والإرغام، والضغط، وأن تكون بالموافقة المتبادلة بين الزوجين، وتتميز بالصراحة الواضحة بينهما فيما يتعلق بما يزيد استمتاعهما معاً بهذه العلاقة الرقيقة.
وحين قال بولس الرسول: "ليوف الرجل المرأة حقها الواجب"، لم يكن يتحدث عن مجرد العلاقة الجنسية، فحق المرأة على الرجل هو أن يحبها حباً قلبياً شديداً، يظهر في بذله، وتضحيته، ووده، ورعايته، وعنايته، وحمايته، فقد قال أيضاً: "أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا" (أفسس 5: 25). وحق الرجل على المرأة هو الاستجابة المسرورة لعاطفته الفياضة بالحب نحوها، هذه الاستجابة التي تظهر في خضوعها وطاعتها له.
إن رفض أحد طرفي الزواج هذه العلاقة، أو إهمالها إهمالاً عامداً هو "سلب" لحق الطرف الآخر، وبولس الرسول يوصي قائلاً "لا يسلب أحدكم الآخر". لذا فيجب على كل زوجين أن يقرأ كتاباً علمياً نظيفاً يوضح لهما دقة وحساسية هذه العلاقة، ويزيد من استمتاعها بها. فالجهل بدقة وحساسية العلاقة الجنسية في الزواج وراء هدم الكثير من العائلات، أو على الأقل الحياة دون المستوى المطلوب.