منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 10 - 2018, 03:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

الوحي الإلهي والإلهام
(الإعلان الإلهي بالوحي والإلهام)
الوحي الإلهي والإلهام

الوحي الإلهي، ليس فكرة ونظرية نطرحها
لنكتب معلومة جديدة أو فكرة عظيمة نلفقها ونتحدث عنها، لكي نؤكد على أن الكتاب المقدس موحى به من الله، بل هي خبرة نجتازها عملياً وعلى مستوى واقعنا اليومي المُعاش، حينما ندخل في علاقة مع الله الحي ونمتلئ بالروح، لأن الوحي والإلهام بالروح القدس، وليس حسب أفكار الناس حتى لو كانت حسنة جداً ورائعة بل وفي منتهى الدقة، لذلك حينما ينطق الأنبياء بالإلهام الإلهي، إلهام موحى به من الله، فينطقون بقوة كلمة الله من فمه وباسمه، بصورة كلمات بشرية في واقع إنساني، يفهمها الإنسان حسب لغة عصره ليستوعب مقاصد الله وماذا يُريد منه على وجه التحديد، إذ أنهم يتعلمون من الله بالروح القدس، وينطقون بنفس ذات الروح عينه حسب إلهامه.
ولندقق فيما هو مكتوب بنفس ذات الإلهام عينه
ليُعلمنا ويشرح لنا كيف ننطق بكلمة الله ونكرز بها ونعيشها اليوم كما هي بحسب إلهام الروح ذاته وبشخصه، بنطق الله الذي منه الحياة تنسكب فينا، فنحيا به ونتحرك ونوجد لا على مستوى نظري ومعلومة، بل خبرة وحياة في واقعنا اليومي المُعاش:
· فقال موسى للرب:أستمع أيها السيد، لستُ أنا صاحب كلام منذ أمس ولا أول من أمس ولا من حين كلمت عبدك، بل أنا ثقيل الفم واللسان. فقال له الرب: من صنع للإنسان فماً أو من يصنع أخرس أو أصم أو بصيراً أو أعمى أما هو أنا الرب. فالآن أِذهب وأنا أكون مع فمك وأُعلمك ما تتكلم به. (خروج 4: 10 – 12)
· لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين، ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر، ولا من عظماء هذا الدهر الذين يُبطلون. بل نتكلم بحكمة الله، في سر الحكمة المكتومة، التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا؛ كما هو مكتوب: ما لم تر عين ولم تسمع أُذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه. فأعلنه الله لنا نحن بروحه، لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله. لأن مَن مِنَ الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه، هكذا أيضاً أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله.ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله. التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال تُعلمها حكمة إنسانية، بل بما يُعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات. ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يُحكم فيه روحيا. وأما الروحي فيحكم في كل شيء وهو لا يُحكم فيه من أحد. لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه وأما نحن فلنا فكر المسيح؛ لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أُناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (1كورنثوس 2: 6 - 16؛ 2بطرس 1: 21)

وبهذا المعنى فأن الكتاب المقدس وحدة واحدة متكاملة،
مستتر فيها قصد الله وتدبيره الأزلي، مُعلن بالتدريج في الزمن للإنسان حسب قامته ونموه، لذلك اختار الله أُناس عينهم وساقهم بروحه ونطق على أفواههم بإلهام عالي خاص ليُعلن قصده للإنسان ليحيا به على المستوى العملي، لكي يتم قصده وتدبيره في الإنسان على مر العصور ليوم إعلان مجيئه في ملء مجده ومجد أبيه والروح القدس، لذلك الكتاب المقدس لا ينبغي أن نتعامل معه على مستوى الكلمات منحصرين في الحرف أو الرمز أو التاريخ والفكر أو حتى الألفاظ والتعبيرات، لأنه بطبيعته حي بكونه ينبض بروح الحياة ذاته، أي الروح القدس روح الإلهام كما رأينا معاً في الآيات السابقة؛ فالله حي لأنه في ذاته الحياة، ولأنه حي أعطى حياه لكل من يأتي إليه ويقبله ويقبل إلهام الروح ويدخل في سرّ كلمته التي تعبر عن حياته، والرب نفسه أعلن هذا بفمه قائلاً: [بعد قليل لا يراني العالم أيضاً وأما أنتم فترونني، إني أنا حي فأنتم ستحيون] (يوحنا14: 19)
فحينما ألتقي بكلمة الرب التي تحمل حياة الله

في ملئها وأدخل في سرّ إنجيل الخلاص، يُكشف لي بالروح الحياة التي تنبض في الكلمة، فأقبلها كقوة حياة بالإيمان، واستعد لتنفيذ الوصية بالروح وأحيا بها لأنها روح وحياة: الروح هو الذي يُحيي أما الجسد فلا يُفيد شيئاً، الكلام الذي أُكلمكم به هو روح وحياة. (يوحنا 6: 63)
فكاتبي الأسفار المقدسة هم المتعلمون من الله والملهمون بالروح،
وهذا ما تؤكده رسالة كورنثوس الأولى كما رأينا، ويلزمنا هنا من إعادة مركزة على شرح بعض الآيات باختصار لا من أجل الإعادة في حد ذاتها والتكرار، بل لكي ننتبه إلى الطريقة التي ينتقل بها الحق من فكر الله إلى ذهن الإنسان بإلهام الروح، وبما يُعلمه أيضاً، فيقول القديس بولس الرسول الملهم بالروح في كورنثوس الأولى الإصحاح الثاني (9 – 16):
· أمور الله غير المنظورة لا يُمكن للإنسان الطبيعي أن يكتشفها (مهما ما بلغ من فكر ومعرفة وذكاء وقدرة على التحليل والنشاط العقلي المُميز وقدرة على الفهم الصحيح المتزن)
· هذه الأمور الغير منظوره قد أُعلنت لأُناس مُختارين مفرزين من الله للعمل الإلهي وإلهام الروح
· وهذه الكلمات التي يقولها رجال الله الملهمون بالروح تنتقل للجميع عن طريق تعليم الروح القدس
· الأقوال التي يُعلمها الروح القدس بشخصه والذي ألهم بها أُناس الله المختارين وأعلن عنها، يُحكم فيها من جهة صدقها – لأنها أقوال الله فعلاً – عن طريق المؤمنين الروحيين الذين لهم إلهام الروح ونالوا سرّ إعلان الله في قلوبهم على مستوى الخبرة والحياة، فلهم روح الإفراز والتمييز من الله أيضاً بالإلهام والإعلان، لذلك كل من يمتلئ بالروح وينال سر الإعلان الإلهي في قلبه يستطيع أن يفرز ويُميز ما هو من الله وما هو ليس من الله، مميزاً تعليم الروح وما يقوله إذ يقارن الروحيات بالروحيات ويستوعب أسرار الله ويفهم بقلبه وعقله المستنير بنور إشراق النعمة.
+ وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء... وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى أن يُعلمكم أحد، بل كما تُعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء وهي حق وليست كذباً، كما علمتكم تثبتون فيه. (1يوحنا 2: 20، 27)
عموماً نعود لنتساءل:
+ ما معنى الوحي، أو ما هو المقصود بالوحي الإلهي؟
طبعاً لو انحازنا للفكر العام، سنقول على كل كاتب قصة أدبية أو غيرها من الأعمال التي تبدو أمامنا عظيمة جداً وقد برع كاتبها في التصوير، أنه إنسان مُلهم يستطيع من خلال الحوادث اليومية يكتب قصص بطريقة أدبية يوصل بها تعليم أو فكر للناس بشكل يا أما مباشر في صورة أحداث واقعيه مُعاشه، أو غير مباشر بالرمز والتمثيل والتشبيه، وهذا الإلهام يختلف تماماً عن الإلهام الإلهي في الكتاب المقدس، رغم استخدام نفس ذات الأدوات مع ما يزيد عليها من نبوءات وغيرها...
فإلهام أي كاتب أدبي أو شعري (بشكل عام) هو إلهام العقل البشري المخلوق،
ويتوقف إلهامه على ذكاءه وفطرته وفطنته الخاصة مع خبرته الشعورية، لأن كل إنسان أخذ صورة من الله منطبعة في شخصيته منذ بداية تكوينه، لذلك يستطيع الكثيرين أن يكتبوا بفكر مُلهم قصص وأشعار وغيرها من الصور الأدبية المختلفة والمتباينة، وقد تنفع الكثيرين وتعلمهم أمور فاضلة كثيرة وتزرع مبادئ جميلة يحتاج إلها الفرد على مستواه الشخصي أو المجتمع ككل على مستواه العام، وبالطبع – هذا كله – يختلف من مكان لآخر ومن حضارة لأخرى، ومن فكر لفكر، ومن عصر لعصر ومن حضارة لأخرى.. الخ.
ولكننا أن أردنا أن نتعرف على معنى الوحي
فأننا نجد في سفر أيوب يقول عن الوحي: [نسمة (وحي) القدير تُعقلهم] (أيوب 32: 8)، وهُنا تعني الكلمة "נְשָׁמָהأنفاس breath" وتُظهر بذلك أن الله هو المُبدع لذكاء الإنسان ومُلهمه. وفي تيموثاوس الثانية 3: 16 يقول: "كل الكتاب موحى به من الله"، والكلمة التي استخدمها القديس بولس الرسول بالنسبة لكلمة موحى أو الوحي هي (θεόπνευστος أنفاس breathe الله God-breathed).
فالوحي، هو أنفاس الله،
هو روح حياة الله، الروح القدس، روح الآب، روح الابن، وهو منحة شخصية من الله الحي الذي وحده من يُعبر عن ذاته ويُعلنها؛ فالوحي منحة تحمل تلك الدرجة من التأثير الإلهي القوي بمساعدة ذات طابع لهُ سلطان خاص، إذ يحمل قوة كالنار، ويحمل في داخله الحياة، فالوحي قوة تشتعل في الأنبياء وتلاميذ الله الأخصاء بيها يُعبَّروا عن ما يُريده بصورة كلمات بشرية ممسوحة بمسحة الروح لتكون معبرة لدى كل إنسان عن مشيئة الله وتنقل له حياته وقوة نعمته، فأنفاس الله هُنا تشتعل في كيان حامل رسالة الله ليتكلم بها لذلك مكتوب: [وقام إيليا النبي كالنار وتوقد كلامه كالمشعل] (سيراخ 48: 1)؛ ويقول الرب في أرميا: [أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تُحطم الصخر] (أرميا 23: 29)
عزيزي القارئ الكتاب المقدس ليس هو بالكتاب العادي الذي يُقرأ منفصلاً ويتم تمزيقه عن بعضه البعض
وفيه تتم كتابه آراء الناس الشخصية واعتقادهم الخاص، ولا هو مساحة للتأملات الشخصية أو حتى الفهم الحرفي للنصوص ولا حتى الرمزي، ويتم شرحه لإثبات أفكار خاصة حتى لو كانت صحيحة، بدون الولوج لمعرفة ماذا يُريد الله بإعلانه الخاص بروحه القدوس بالإلهام في قلب القارئ والسامع والشارح، لأن الكتاب المقدس هو صادر من أنفاس الله ليُعبِّر عن الله بصفته شخص حي يُعطي حياة، لأن الله حينما يخرج أنفاسه منه فأنها تُعطي حياة، فحينما نفخ الله في الجسد الذي أنشأه من الأرض صار آدم نفساً حية، والكتاب المقدس الذي بين أيدينا هو كلمة الرب التي أتت كنسمة حياة من الله على شكل لغة مكتوبة، ومن هُنا أتى تمييز الأسفار الإلهية عن سائر الكتابات البشرية، لأنها كلمة مُشخصة تحمل قوة حياة الله، وهذا يعطينا أن نفهم قول القديس بولس الرسول الذي قاله:
· وأنا لما أتيت إليكم أيها الإخوة أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة مُنادياً لكم بشهادة الله..وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع، بل ببرهان الروح والقوة،لكيلا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله. (1كورنثوس 2: 1و4 – 5)
فهل يُريد أحد ان يستوعب سرّ الكتاب المقدس ويدخل في سرّ التدبير الفائق؟
وهل يُريد أحد أن يستوعب غنى مجد أسرار الله الحي ويشبـــع منها ويفرح؟
وهل يُريد أحد أن يكون شارح للكتاب المقدس بتدقيق وحسب قصــــــــد الله؟
وهل يُريد أحد أن يخدم الله ويكرز بالإنجيل على مستــــــوى الروح والحق؟
فليفهم الآن ما كتبناه بالروح ويقرع باب كلمة الله بتواضع ووداعة لتنفتح له كسرّ وخبرة وحياة، فيحيا بأنفاس الله وتسري فيه كقوة نار تطهره وتشتعل في قلبه بالمحبة والإيمان وتنزرع في قلبه فتُثمر فيه، فيصير إنجيل مقروء من الجميع، ويشهد شهادة الله مُعلناً قصده الذي صار في قلبه بإعلان وبتعليم الروح القدس، لأن بدون إلهام الروح وعمل الكلمة في القلب بحفظها، وإرسالية الله بالروح للإنسان ليخدمه ويُعلِّم تعاليمه، فستصير خدمته باطلة، لأنه سيتكلم حسب فكره ومفهومه الشخصي الذي فهمه من كلمة الله ويُفلسفها ويُشكلها ويرتبها ويربط آياتها كما يرى أنه مناسب أو حسب ما تعلم واقتنع عقلياً، أو حسب ما اطلع عليه في الكتب واستقاه من أفكار الناس والتي تبدو منطقية جداً لا عيب فيها بل ومقنعة للعقل جداً، ولكنه لن يستوعب سر الكلمة وقوتها وبالتالي لن يُعلن قصد الله، وسيكتب ويعظ ويتكلم ويُعلِّم حسب قصده هو وليس قصد الله على الإطلاق، مهما ما بلغ من قدرة ودراسة وفهم، بل سيصير كاذباً عن دون دراية منه، إذ أنه صدق نفسه لأنه أُعجب بفكره وتأكد أنه يتكلم بالحق والصدق بتقوى، وكما هو مكتوب:
+ فقال أرميا النبي لحننيا النبي أسمع يا حننيا أن الرب لم يُرسلك وأنت قد جعلت هذا الشعب يتكل على الكذب؛ وأنبياؤها قد طينوا لهم بالطُفال، رائين باطلاً، وعارفين لهم كذباً، قائلين: هكذا قال السيد الرب والرب لم يتكلم؛ رأوا باطلاً، وعرافة كاذبة، القائلون وحي الرب والرب لم يرسلهم وانتظروا إثبات الكلمة؛ وكيف يكرزون أن لم يرسلوا كما هو مكتوب ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام، المبشرين بالخيرات. (أرميا 28: 15؛ حزقيال 22: 28؛ 13: 6؛ رومية 10: 15)
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ألمعجزات جُزء من الوحي الإلهي
ألمعجزات تُثبت أصالة الوحي الإلهي
حدد الوحي الإلهي الملجأ والحصن
من عطف الله علي الإنسان انه منحه الوحي الإلهي
حقا ما أروع قول الوحى الإلهى


الساعة الآن 11:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024